رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما العمل إذا ابتعد ولدكم المراهق عن الله؟
ھل ولدكم المراھق لم يعد يريد الصلاة معكم ويتردد بالذھاب إلى القداس؟ لا داعي للخوف، لأن ھذا لا يعني أنه فقد الإيمان. ثمة العديد من النصائح يمكنكم اتباعھا للحفاظ على اھتمامه بالرب. من الشائع أن یتردد المراھقون في الصلاة ضمن العائلة والذھاب إلى القداس. كیف نتصرف في ھذه الحالة؟ علینا أن نبقى ھادئین ومتیقظین. ّ فتمردات المراھقة ھذه طبیعیة جدًا. إنھا علامة جیدة (من الجیّد أن ینضج الطفل حتى ولو أذى المحیطین) وفي الوقت نفسھ إشارة تنبیھ: فلیس من السھل الانتقال من تقوى الطفل المرتبطة بتقوى الأھل إلى إیمان ناضج؛ وھذا یمكن أن ینجح أو أن یفشل في سن المراھقة. ولكن الواقع بالتأكید أكثر دقة. ومع ذلك تجدر الملاحظة إلى أن المراھقة تمثل خطوة حاسمة في الحیاة الروحیة. أصغوا وراقبوا بانتباه ھل یُظھر طفلكم منذ بعض الوقت عدائیة واضحة أثناء الصلاة العائلیة؟ ھل یعبس، ھل یھزأ، ھل یرفض المشاركة؟ ولكن ھل ھو یرفض الصلاة... أو یرفض الصلاة ضمن العائلة؟ فالأمران لیسا أبدًا متشابھین! فكم من المراھقین یجدون أنفسھم منزعجین فجأة من الصلاة مع أقاربھم! ونتیجة لخسارتھم بساطة الطفولة، علقوا بنوع من الحیاء الذي لیس لھ علاقة بالإلحاد. ولھذا السبب یشعرون بالاضطراب بالذھاب إلى القداس برفقة كل أقاربھم ویفضلون الجلوس في الناحیة الأخرى من الكنیسة. لنتقبّل أن حیاتھم الروحیة تفلت من أیدینا شیئًا فشیئًا. فعندما كانوا ًصغارا، صلّوا وھم في أحضاننا، وقدناھم في طرق الإیمان، وجمعنا باندھاش أسرارھم. ولكن عندما كبروا أصابھم الصمت وكأنھم أغلقوا باب حدیقة لم یعد باستطاعتنا الوصول إلیھا؛ وإذا فتحوا ھذا الباب فغالبًا ما یفتحونھ لغیرنا من الناس. ومن الجیّد بأن یكون الأمر على ھذا النحو حتى ولو كان احتمالھ صعبًا. فرسالتنا ستستمر ولكن ستنتقل من خلال الآخرین أكثر فأكثر: سواء كانوا الأصدقاء والكھنة وقیادة الكشافة والمعلمین وغیرھم من ّ المربین. ومن ھنا تكمن أھمیة اختیار مدارس أطفالنا وحركاتھم الشبابیة وأنشطتھم الترفیھیة. یمكن لبعض المسؤولیات أن تساعد المراھق بما أن تربیة المراھقین لم تكتمل، فلنفرض بعض القواعد الصارمة. فاحترامنا لإیمانھم الشخصي لا یمنعنا أبدًا من فرض متطلبات خارجیة تكون بمثابة ضمانات لتوجیھ وحمایة حریتھم التي ما زالت ضعیفة في میدان الحیاة الروحیة كما في باقي المیادین. كما أن إجبارنا شابًا على الذھاب لحضور القداس ھو لتعلیمھ بأن الإخلاص، وفي ھذه الحالة الإخلاص لمعمودیتھ (والتعبیر عن إیمانھ) یقتضي ّ بألا یتبع رغبتھ الظرفیة ولكن بأن یلتزم في نھایة المطاف بفعل شيء لا ”یعترضنا“. وھو لمساعدتھ على المثابرة. فھل ھذا ینفّره؟ ممكن... كما یمكن أن یساعده على تخطي وضعًا صعبًا یخرج منھ بإیمان أكثر قوة. كثیر من الشھادات تذھب في ھذا الاتجاه: فالمراھقین الذین كانوا یتذمرون كل أیام الآحاد والذین أصبحوا ناضجین، ھم نفسھم ممتنّین لعائلاتھم التي لم تسمح بأن ا الوقت ینھار كل شيء. ّ فلنسھل لھم المھمة بإعطائنا الأولویة للكنائس التي یفضلونھا الذھاب إلى القداس فیھا. وسیكون لدیھم لاحقً لاكتشاف بأن القداس لا تقاس قیمتھ بنوعیة التراتیل ولا حتى بالعظة. تستطیع بعض المسؤولیات مساعدة المراھق على المجيء لحضور القداس من دون نیة سیئة وذلك بجعلھ یھتم بطفل صغیر أو بالإشراف على خدّام الھیكل أو باللعب على آلة موسیقیة ما أو بالمشاركة في الجوقة أو بجعلھ یقرأ قطعة معیّنة. كما أنھ یجب على جماعاتنا الرعویة أن تسمح للشباب بأخذ أماكنھم (في المجموعات اللیتورجیا ًمثلا)، وھذا أمر لا یحدث ً دائما. فلنكن متّسقین. كیف نطلب من أولادنا الذھاب لحضور القداس إذا كنّا نحن لا نذھب لحضوره ولا حتّى من وقت لآخر؟ وكیف نحثّھم على المشاركة في نشاطات الإرشاد الروحي إذا كنّا في أعماقنا نعطي أھمیة لنتائجھم المدرسیة أكثر من نموھم الروحي؟ وكیف نخبرھم عن قیمة الصلاة إذا بقیت ممارساتنا وعباداتنا ّ مجرد أفعال شكلیة لا تغیّر شیئًا في حیاتنا؟ وكیف نستطیع أن نجعل فرحتنا برؤیتھم یكبرون قابلة للتصدیق إذا كنّا نبدي فقط المخاوف والملامات؟ إن یسوع أوضح لنا ذلك ً قائلا: علیكم أن تزرعوالبذرة ولكن من دون أن تعودوا باستمرار لرؤیة ما إذا بدأت تنبت، لأننا بھذه الحالة نجازف بإتلاف النبتة. اتركوا البذرة بسلام : فا قوي |
|