25 - 11 - 2020, 02:13 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
شاول الطرسوسي
ولعل أعظم البركات التي نتجت عن اضطهاد الكنيسة الأولى، هي إيمان شاول الطرسوسي حوالي سنة 37 م... ذلك الرجل الذي كانت الغيرة تعمل في داخله بدوافع ومفاهيم فريسية خاطئة.
ومن ثم جند ذاته لاستئصال المسيحية من بدايتها وقوتها، فكان يضطهد كنيسة الله بإفراط ويتلفها (غل1: 13).
كان يحبس كثيرين من القديسين في السجون بأمر رؤساء الكهنة، وكان يعاقبهم ويضطرهم إلى التجديف... ولفرط حنقه، كان يطاردهم إلى المدن خارج أورشليم (أع26: 10، 11)... وفي إحدى حملاته الانتقامية التي جردها ضد المؤمنين في دمشق، التقى بقائد هؤلاء المسيحيين ورئيس خلاصهم عند مشارف دمشق...
وكانت معركة، لكنها غير دموية وغير متكافئة سقط فيها شاول مستسلمًا، وغدًا أسيرًا.... أسره الرب يسوع بلطفه وحنوه وحبه حين أبرق حوله نور سماوي، وسمع صوتا يقول له " شاول شاول لماذا تضطهدني "... وحين أعلن له الرب ذاته، قال في استسلام عجيب "يا رب ماذا تريد أن افعل"...
وهنا قال له الرب يسوع عما يريده أن يفعل (اع9: 1 – 6) لم ينس بولس هذه المعركة... لم ينس أن الرب يسوع أسره يومًا... ذلك الضعف الذي طالما تغنى به على أنه القوة عينها... ذلك الأسر العجيب الذي عتقه وحرره، الذي كان يحلو له فيما بعد أن يعلنه "بولس... أسير يسوع المسيح" بعد هذا اللقاء الخلاصي، ظل شاول فاقد البصر ثلاثة، طواها صائما في دمشق.
بواسطة رؤيا أعلنت لتلميذ يقال له حنانيا، وأخرى أعلنت لشاول نفسه، قصد بعدها حنانيا إلى حيث كان شاول نازلًا، ووضع يديه عليه، فللوقت سقط من عينيه شيء كأنه قشور، فأبصر في الحال، وقام واعتمد وامتلأ من الروح القدس (اع9: 10 – 18)...
وأمضى في دمشق أيامه مع المؤمنين أما "حنانيا" الذي عمد بولس، فنحن لا نعرف الكثير عنه... يذكره القديس لوقا على أنه "تلميذ أي مؤمن مسيحي" (اع 9: 10)، ويصفه القديس بولس بأنه رحل تقي حسب الناموس ومشهود له من جميع اليهود (اع22: 12).. ويذكره التقليد الكنسي على أنه أحد السبعين رسولًا وأسقف دمشق.
|