رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الطريقة التي اختارتها القديسة تريزيا في مواجهة الأشخاص المزعجين
لم أكن أكتفي بالإكثار من الصلاة لأجل تلك الأخت التي كانت تسبّب لي كل ھذا الصراع، بل كنت أحاول أن أؤدّي لھا كل الخدمات الممكنة تناولت معلّمة الكنیسة القدیسة تریزیا الطفل یسوع في كتاباتھا الطریقة الفضلى التي اختارتھا في مواجھة الأخوات اللواتي یسبّبن الإزعاج، ً بناء على اختبار ّ شخصي مفعم بالمحبّة التي لا تُطلق الأحكام على الآخرین، بل تنثر ورود ّ الحب في دروبھم. إلیكم ما جاء في كتابات القدیسة تریزیا الصغیرة (الأعمال الكاملة، مخطوط ج، 42 -43) ”في جماعة الدیر، ٌ أخت موھوبة بإزعاجي في كل الأمور، فكانت ّ تصرفاتھا وأقوالھا وطبعھا تبدو لي مزعجة جدا. وعلى الرغم من ذلك، فھي راھبة قدیسة ولا بدّ أنھا مرضیّة لدى الله؛ وإذ لم أشأ الاستسلام للكراھیة الطبیعیّة التي كنت أشعر بھا تجاھھا، قلت في نفسي إن المحبّة یجب ألا تقوم على المشاعر، وإنما على الأعمال. ٍ عندئذ، بذلت جھدي لكي أعمل لھذه الأخت ما كنت سأفعلھ ّ لأحب شخص ّ لدي. فكل ّمرة كنت ألتقیھا، كنت أصلّي إلى الله من أجلھا، وأقدّم لھ كل فضائلھا واستحقاقاتھا وكنت أشعر بأن ذلك الأمر یرضي یسوع؛ فلیس من فنّان لا ّ یحب تلقّي الثناء على أعمالھ. ویسوع، فنّان النفوس، ھو سعید عندما لا نتوقّف عند الظاھر، بل ننفذ إلى المقدس الحمیم الذي اختاره لنا مسكنًا، ونعجب بجمالھ. ولم أكن أكتفي بالإكثار من الصلاة لأجل تلك الأخت التي كانت تسبّب لي كل ھذا الصراع، بل كنت أحاول أن أؤدّي لھا كل الخدمات الممكنة. وعندما كانت تراودني تجارب الردّ علیھا بجواب ٍ جاف، كنت أكتفي بأن أبتسم لھا أعذب ابتسامة، وأسعى إلى تغییر مجرى الحدیث. فقد قیل في كتاب الاقتداء: ”أن ندع كل امرئ في ما یشعر خیر من التوقّف على المنازعة“. التغلّب على النفور غالبًا، عندما كنت أتغیّب عن الفرصة (أقصد في خلال ساعات العمل)، وتضعني علاقات الخدمة على درب ھذه الأخت، وعندما تصبح صراعاتي بالغة العنف، كنت أھرب مثل جندي فار. من أن طبعھا یرضیني. وبما أنھا كانت تجھل ً تماما ما كنت أشعر بھ نحوھا، فلم ّ تشك ً یوما في دوافع سلوكي، وظلّت متیقّ وذات یوم، في أثناء الفرصة، ّوجھت ّ إلي ھذه الكلمات، وھي في غایة السرور: ” ّھلا ِ قلت لي، یا أختي تریز الطفل یسوع، ما الذي یجتذبك نحوي إلى ھذا الحدّ؟ فكل ّمرة تنظرین ّ إلي، أراك تبتسمین؟“ آه! إن الذي كان یجتذبني ھو یسوع الكامن في عمق نفسھا... یسوع الذي ّ یحول إلى عذوبة ما ھو أشدّ مرارة. فأجبتھا أنني كنت أبتسم لكوني مسرورة برؤیتھا (طبعًا لم أكن أضیف أن الأمر كان من الوجھة الروحیّة)“. |
|