المسيحي الذي يُصلي لا يخاف شيئا

[Mary Naeem]

المسيحي الذي يُصلي لا يخاف شيئا

”قال لي أحدھم، أنت تتحدث ً كثیرا عن الصلاة، لست ً مضطرا لذلك“، ”نعم! إنھ ضروري لأننا إن لم نصلي، لن نقوى على المضي ً قدما في الحیاة، فالصلاة ھي أوكسجین الحیاة ومنھا نستمد حضور الروح القدس الذي یحثنا ً دائما على المضي ً قدما.

لھذا السبب أتحدث ً كثیرا عن الصلاة“، بحسب ما قالھ البابا قبل أن یستھل تعلیمھ الأسبوعي. وأوضح، ً قائلا: ”یجب أن تكون الصلاة أولاً شجاعة: َ مثل الرجل في المثَل الذي، وإذ وجب علیھ أن یستقبل ضیفًا قدم علیھ فجأةً، فمضى عند نصف اللیل إلى صدیق یقرع على بابھ ویطلب منھ ًخبزا.
أجاب صدیقھ بـ“لا!“، لأنھ كان قد أصبح في فراشھ، ولكن الرجل كان یُ ُّ لح علیھ إلى أن أجبره على النھوض لیعطیھ الخبز“. وأضاف: ”لكن الله صبور أكثر معنا، والذي یقرع بإیمان ومثابرة عل باب قلبھ لا یَخیب“


وأضاف الحبر الأعظم مثل ٍ ثان، وھو مثل الأرملة التي قصدت القاضي لكي ینصفھا. ولفت البابا إلى أن ھذا المثل ”یجعلنا نفھم أن ا عن المثل الثالث للوقا الإنجیلي، وھو الإیمان لیس مجرد اندفاع لحظة، بل ھو استعداد شجاع لكي نطلب الله“. وتابع البابا متحدثً عن صلاة الفریسي والعشار في الھیكل. ”یتوجھ الأول إلى الله ً متبجحا باستحقاقاتھ، ّ أما الثاني فیشعر أنّھ لا یستحق دخول الھیكل“. ِرین فیما یستجیب لصلاة المتواضعین“.

وأضاف: ”الله لا یُصغي إلى صلاة المتكبّ الصلاة رغم اللیل وصمت الله قال البابا فرنسیس: ”علینا أن نصلّي على الدوام حتى عندما یبدو أن َّكل شيء باطل، وعندما یبدو لنا َّ أن الله ٌّ أصم َ وأبكم“، مضیفًا ”أن المسیحي لا یتوقف ابدًا عن الصلاة حتى وإن أظلمت السماء، لأن صلاتھ تسیر مع إیمانھ“.
وقال: ”إن العدید من القدیسین والقدیسات قد اختبروا لیل الإیمان وصمت الله ولكنّھم ثابروا على الصلاة“، ّ مؤكدًا ّ أن ”الذي یصلّي لا یكون وحده أبدًا“. ویستمد البابا فرنسیس ھذا الیقین بحضور الله من ثلاثة مصادر؛ الإنجیل أولاً، بكلمات الرب الذي یؤكد ّ أن ” ُك َّل ٍ شيء سأَلتُم بِاسمي َم َّجدَ ُ الآب في ِالابن“. وثانیًا، التعلیم المسیحي للكنیسة الكاثولیكیة الذي یشرح ّ أن ”الیقین بأن صلواتنا ستُستجاب یقوم َعملُھ ِل َكي یُ أَ على صلاة یسوع“. وأخیراً من المزامیر المفعمة بالثقة والتي تنبعث من قلب یرجو كل شيء من الله.

وختم البابا الأرجنتیني تعلیمھ الأسبوعي، مشجعًا المسیحیین على عدم استبعاد المسیح من صلواتھم. وقال: ”بدون یسوع تواجھ صلواتنا خطر أن تصبح ّ مجرد جھود بشریة مصیرھا الفشل في أغلب الأحیان“، ً مستذكرا كلمات التعلیم المسیحي للكنیسة ا بصوتنا فیھ الكاثولیكیة: ” ّ إن یسوع یصلي من أجلنا ككاھننا، ویصلّي فینا كرأسنا، ونحن نرفع صلاتنا إلیھ كإلھنا. فلنعترف إذً وبصوتھ فینا“.

دعوات البابا فرنسیس بعد الصلاة، ّ توجھ البابا فرنسیس إلى المؤمنین الناطقین بالفرنسیة بمناسبة ذكرى ھدنة الحرب العالمیة الأولى في 11 تشرین الثاني، معربًا عن أملھ في ّ أن ”صلاتنا لجمیع ضحایا العنف في العالم تدفعنا لأن نكون أدوات للسلام والمصالحة“. وفي حدیثھ إلى المؤمنین الناطقین بالألمانیة، ّذكر البابا الأرجنتیني بأھمیة كلمات ” ً شكرا“، ”من فضلك“، ”أغفر لي“ في الصلاة، ً مشیرا إلى ّ أن قول ھذه المصطلحات ھو السبیل الوحید للدخول في ”حوار صادق مع الرب واكتشاف ّ أن الله أب عطوف یعتني بنا ً دائما“. وأشار البابا فرنسیس في حدیثھ إلى المؤمنین الناطقین باللغة الإنجلیزیة، إلى أنھ في شھر تشرین الثاني سترفع الصلاة بشكل خاص ”لأحبائنا الذین تركونا ومن أجل جمیع الأموات“. وقال: ”الرب برحمتھ سیرحب بھم في ولیمة الحیاة الأبدیة“.