ادعي لي يا أمي الغالية

[Mary Naeem]

ادعي لي يا أمي الغالية

================






يحكى أبونا ميخائيل كاهن بقرية من المنيا : تقابلت مع سيدة لا اعرفها ولا هى قدمت نفسها باسمها، كان ذلك فى باحة محطة السكك الحديدية بالقاهرة، وكانت سيدة مسلمة محجبة فى مقتبل العمر. وتقدمت فى خشية واحترام واستأذنت ان تتحدث إلىّ. فوافقت بكل ترحاب لتبدأ بعرض ما لديها، وكان الوسط غير مزدحم حولنا، وكل من حولنا او المارة من المسافرين والقادمين من القطارات كانوا ينظرون لنا. وكانت البداية ان احنت راسها لتقبل يدى المفتوحة للسلام، ثم تحيتها المملوءة بالبسمة وفرحة اللقاء التى نراها دائما على وجوه بناتنا وسيداتنا المصريات.
ثم قالت لى: ازيك يا ابونا
ورديت: اهلا بك يا بنتى
فقالت: ابونا انا باحب الست العدرا قوى قوى قوى، انا اتربيت فى اسرة مسلمة مصرية جدا، واعرف عادات وتقاليد بلدى كويس جدا، وانا اعمل محاسبة فى احد البنوك. عاوزة اقولك بصراحة كده انا بكون فرحانة لما حد يكلمنى عن الست العدرا. وانا لما اقف اصلى الصلاة بتاعتنا من صغرى اتعلمت من امى وجدتى اننا بعد ما ننهى الصلاة نقعد فى وضع الركوع ونتكلم مع الست العدرا بمشاكلنا وطلباتنا ولن اكذب او انافق واقول حد تانى وحضرتك فاهم طبعا، لكن الست العدرا فقط. ونتكلم معها بصيغة الام، وكلى احساس بانها فعلا امى. وتربيت ان اخجل لو امى زعلت منى وقالت حاقول لستك العدرا....!!!! وفعلا لدى صور لها فوق سريرى وعلى مكتبى. بس عاوزة اقول ان الست العدرا احلى بكتير من هذه الصور...
قلت لها انت شوفتيها؟؟ يا بختك ناس كتير بيكلموها ومش عارفين يشوفوها..
قالت لى: جدتى كانت تتحدث اليها كمن يتحدث لاحدنا وطول الوقت تقول لها كل اخبارنا وتتكلم معها كعادة السيدات المصريات.. وتوارثت قوة هذه العلاقة من امى ايضا. ولما كنت ادخل اى امتحان كنت اوشوشها هل الحل ده صح او لا، وكنت اسمع كهمس فى اذنى بموافقة او تعديل.. وكان جسدى كله يقشعر لذلك. وبعد ذلك فى مقابلة التقديم للعمل فى البنك كنت اشعر انها تجلس معى وتؤازرنى رهبة المقابلة، وكأننا بنت مع امها. ثم فى زواجى هى التى اختارت لى شريك حياتى الذى لم يخاف ان يعلن لى انه يحبها كأمه...! وحينها طرت من الفرح لانه لن يعيقنى ان اتكلم معها او اطلب منها اى شىء فى حياتى، وللعلم ان جدتى قالت لها علناً امام ابى وعمى، ايه يا ست يا عدرا البنت كبرت، فين هديتك لها يا عدرا...! فكانت الهدية تقدم بعد شهر من الطلب... ثم بعد زواجى كنت خايفة من الحمل والولادة وتربية الاطفال، فتكلمت معها فى هذه النقطة، وفوجئت بعد شهر من ذلك التاريخ اننى حامل وكنت اشعر بمن هو حولى طوال اشهر الحمل الذى قضيته بدون عناء او مشاكل، وكانت الولادة من اسهل ما يكون... ووجدت زوجى يطلب منى الا اعارض ان اسمى طفلتى مريم!!!
عاوزة اقولك يا ابونا من نعم ربى علىّ ان اعطانى هذه العلاقة القوية بالست العدرا، هى فعلا حلوة قوى.. يا بخت اللى يتعامل معها على انها امه....!
ثم استأذنت، ومضت فى طريقها بعد ان سلمت علىّ، وطلبت قائلة ادعى لى ولاسرتى فى صلواتك يا ابونا...!💐