تُرى لماذا يفر سجين ٌ من سجنه قبل يوم ٍ واحد من اطلاق سراحه ِ المنشود ؟ ذلك هو السؤال الذي طرحه ناطق رسمي باسم ادارة احد السجون الامريكية في مجال اجابته عن اسئلة الصحفيين . فقد قال الناطق الرسمي : بالحقيقة لست ادري ماذا استحوذ عليه حتى هرب من السجن قبل يوم ٍ واحد ٍ فقط من انتهاء مدة عقوبته ِ . وبعد فترة ٍ من الزمن القي القبض على نفس ذلك المجرم الفار ، وهو يحاكم الآن بتهم ٍ عديدة يمكن ان تعيده الى السجن لفترة ٍ تناهز عشرين عاما ً . وفي حديث ٍ مع نفس ذلك المجرم ، قال : انا لا احب ان اكون محكوما ً في نظام ٍ ٍ معين ، فانا افعل ما يحلو في عيني ، وقت ما اشاء أنا افعل ما اريد ، وليس بحسب ما يريده مأمور السجن او القاضي ، لذا اعمل ما اريد . وفي تعليق مأمور ذلك السجن قال : في السنوات الاخيرة من الحياة في السجون ، وحسب الاحصاءات التي ننشرها في نهاية كل عام ، نرى نسبة تزايد عدد المساجين في السجون بشكل ٍ عام ، فكل سنة يوجد نسبة اكبر وارتفاع في حجم الجريمة بشكل ٍ ملحوظ ٍ جدا ً مما يسبب لنا القلق احيانا ً على المجتمع الذي يعاني من هذه الظواهر السلبية ، فالشر يزداد والجرائم تكثر ، والذي الاحظه انا الآن أن المجرم عندما يرتكب جريمته في القديم كان يشعر بتأنيب الضمير ويشعر بانه فعل شيئا ً مشينا ً ، اما اليوم فانا ارى نظرة كبرياء وافتخار ٍ بالامور التي تُعمل من قِبل شباب اليوم ، إذ النسبة الكبرى من فاعلي الجرائم هي من الشباب للاسف ، وهذا ما ينبأ بخطر ٍ حقيقي على المجتمع ، فهم بكل وقاحة يفتخرون بعلو ٍ وتشامخ ٍ كبير ولا يعترفون بانهم قد عملوا شيئا ً خاطئا ً ، وامامنا مثال ٌ واضح ٌ وهو هذا الشخص الذي فر هاربا ً قبل يوم ٍ من الافراج عنه فهو يريد ان يحكم نفسه ُ بنفسه ِ .
من شأن معظمنا ان يتسائل عن قصر نظر ذلك السجين ، ولكن ربما كنا غير متنبهين كذلك الى نظرتنا القريبة المدى للخطية ، فلعلنا لا نرى اللامبالاة المطلقة في اقتناص لحظات ٍ قصار ٍ من اللذة الانانية على حساب امور ٍ كثيرة ، ولا نرى تفشي الخطية كمرض ٍ قاتل ٍ مثل السل والحمى من حولنا . إن الخطية ترى الطُعم فتأكله ، ولكننا نحن لا نرى السنارة التي تؤذينا خلف ذلك الطُعم . لذا فلنحذر .