رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“مَنْ أرادَ أنْ يكونَ أوَّلَ النـاسِ،
فليَكُن آخِرَهُم جميعًا وخادِمًا لَهُم..” انجيل مرقس 9 / 33 – 37 ” ثُمَّ وصَلوا إلى كفرَناحومَ. فلمَّا دَخَلوا البَيتَ سألَهُم في أيِّ شيءٍ كُنتُم تَتَجادَلونَ في الطَّريق، فَسَكَتوا، لأنَّهُم كانوا في الطَّريقِ يَتجادَلونَ في مَنْ هوَ الأعظَمُ بَينَهُم. فجلَسَ ودَعا التلاميذَ الاثنَي عشَرَ وقالَ لهُم مَنْ أرادَ أنْ يكونَ أوَّلَ النـاسِ، فليَكُن آخِرَهُم جميعًا وخادِمًا لَهُم. وأخَذَ طِفلاً، فأقامَهُ وسْطَهُم وضَمَّهُ إلى صَدرِهِ وقالَ لَهُم. مَنْ قَبِلَ واحدًا مِنْ هؤُلاءِ الأطفالِ باسمي يكونُ قَبِلَني، ومَنْ قَبِلَني لا يكونُ قَبِلَني أنا، بَلِ الذي أرسَلَني. التأمل:”مَنْ أرادَ أنْ يكونَ أوَّلَ النـاسِ، فليَكُن آخِرَهُم جميعًا وخادِمًا لَهُم” من هو الاعظم في البيت؟ الرجل أم المرأة؟ بيوت كثيرة تخرب..عائلات تدمر..أطفال تشرد، جراء جدالات عقيمة تقود الى معارك عبثية، لاثبات أولوية الرجل في السلطة أو المرأة.. والكل يعلم أن الاعظم هو الذي يخدم أكثر.. الاعظم يكون مثل الطفل لا يطمح الى السلطة ولا الى النفوذ انما يكون سبب فرح للجميع. الاعظم في البيت هو العادل الذي لا يغيظ أولاده من خلال السعي الى امتلاكهم بطريقة عنيفة، أو تشويشهم في قتل مواهبهم، أو اهمالهم متذرعاً بالعمل خصوصا في مرحلة الطفولة، أو الاساءة اليهم بالكلام الجارح بدل مباركتهم وتشجيعهم. الاعظم في البيت هو الشخص اللطيف الذي يعبر عن أفكاره من خلال الحوار، منتقدا بطريقة بناءة، ايجابية، دون اصدار الاحكام المعلبة، القاسية، الخاطئة والقاتلة. الاعظم في البيت لا يكون مثل الطائرة التي تحلق عاليا في الخارج وتحط للنوم فقط في المنزل، دون أي نشاطات مع الاولاد. الاعظم في البيت هو الذي يتجنب تجريح الاخر وتحقيره والاساءة اليه..” ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع، مبطئا في التكلم، مبطئا في الغضب”(يعقوب 1/19). الاعظم في البيت هو الذي يفهم أن الجميع، كبارا وصغارا، بحاجة الى الاحاطة والتقدير، لتتحول الاخفاقات الى نجاحات، والايام الصعبة الى ساعات تضامن وتطهير وحفظ بملح النعمة وقوة الروح القدس. الاعظم في البيت هو الذي يتجنب خطر الشهوات الجنسية، أي تجنب أي علاقة خارج اطار الزواج من خلال مشاهدة المواد الاباحية أو الاستماع الى القصص والاغاني الهابطة لأن “الشهوة اذا حبلت تلد خطيئة،والخطيئة اذا كملت تنتج موتا”(يعقوب 1/13). هبنا يا رب أن نعيش الحب في عائلاتنا،أن نكون في الصفوف الاخيرة لنقدم الدعم اللازم لمن هم في حاجة، أن نكون وراء الصغير لينمو، الى جانب المريض ليبرأ من مرضه، الى جانب الذي يخوض المباراة ليربح، الى جانب الذي يخضع لامتحان كي ينجح، ساعدنا لنزرع الابتسامة على وجه الحزين، والشجاعة في قلب الخائف، والقوة عند المتراجع والمتردد، والقبول عند المنبوذ، والحياة لمن زارته الخيبة وتملك فيه الموت…أعطنا أن تكون قلوبنا مثل الاطفال لننشر الفرح في منازلنا. آمين. نهار مبارك |
|