كيف تتعامل مع الفشل؟

[ريمون اخنوخ]

كيف تتعامل مع الفشل ؟

إذا كنت قد فشلت في أي مجال من مجالات الحياة فلا تلومن أحداً إلا نفسك؛ أن أسباب الفشل كائنة فيك

وليس خارجك وهى الاستسلام للظروف.ففي الخدمة نجد القديسين والرسل الذين مروا بمتاعب
ومفشلات وأخطار عديدة اثناء خدمتهم للرب ، لكنهم لم يستسلموا للفشل.ا لفرق ليس بين ظروفنا

وظروفهم ، ولكن بين تراخينا واهمالنا وبين إصرارهم وشجاعتهم التي واجهت أقسى الظروف وحولتها

من ظلمة إلى النور بنعمة المسيح الساكن فيهم إن المسيح الذي عمل فيهم مازال ايضاً يعمل حتى الآن .

لا توجد ظروف قاتمة إلا اذا نظرت اليها من أسفل.المسيح يقدر أن يعطينا نعمة لكي نرتقي فوق الاحداث

فلا نعود ننظر إليها إلا من فوق. إن الله يجعل الشر يخدم قضية الخير .هو لا يلغي الشر ، بل يصنع ما

هو أروع فهو يترك الشر يحقق خطة الله في حياتك وبهذا يتحطم الشر ويتلاشى.

في الكنيسة الأولى لم يركن المسيحيون إلى الخوف والخنوع والإنزواء لكنهم أحسنوا استخراج الخير

من الموقف ، فاعتبروا أن تشتيتهم دعوة من الله لإنتشار الكلمة . وهكذا حولوا الضيق والفشل إلى نجاح

وانتصار . النجاح يبدأ من الفشل ، والإخفاق هو الحافز الجبار لكل نفس تبحث عن الإرتقاء. لا شيء

يمكن أن يؤذيك إن عرفت كيف تستخدمه بنعمة الله . إن النجاح يبدأ دائماً من الفشل . فإن اعترفت بالفشل

فقد استولى عليك ، أما إذا صممت أن تمتطيه ، وتحوله النجاح فسوف يكون لك ما تريد . لماذا تيأس من

القداسة ؟ هل لأنك تسقط في الخطية وتعاني من مقاومتها ؟ أنت لست وحيداً في هذا الأمر ؛ فبولس

الرسول الجبار كان مثلك ، والقديس واغسطينوس كان غارقاً في الخطية ، وموسى الاسود كان وثنياً

وقاتلاً وزانياً ،والقديسة مريم المصرية التي صارت سائحة كانت عاهرة ومحترفة دعارة.

إن روح الله يعمل في الخطاة والضعفاء لكنه لا يسند الكسالى والمتهاونين والذين اكتفوا بالتذمر والشكوى

وادعاء الضعف .إن حب الله وسنده يمتد ليشمل كل جوانب حياتك العملية والدراسية والاجتماعية.نقرأ

عن اسحق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية الذي قيل عنه عادي الذكاء ولا يهتم بما يقوله المدرسون له،

وتوماس اديسون مكتشف الكهرباء وصاحب اكثر من الف اختراع كان طفلاً بليداً ومتخلفاً عقلياً ،

وبيتهوفن الذي كان اصماً صار أعظم موسيقار عبر العصور،...... الخ.
إن نظرتك للألم والضيق هي التي تقرر فيما بعد ما إذا كان هذا الألم سيدفعك إلى اليأس أو إلى العمل

فإذا استسلمت لأحزانك ، ورثيت لنفسك فسوف تنطوي على ذاتك وتغلق عليها ، أما إذا صممت على

الاستفادة من الأحداث ستجد أنها تبنيك بدلا من أن تحطمك