رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فى تطهير الروح القدس لنفس الإنسان تخبرنا كلمة الرب من خلال رسالة يوحنا الرسول أن العالم كله قد وضع فى الشرير (1يو 5 : 19) ، وكان لابد وأن ينتج عن ذلك تلوث نفوس الكثيرين بشر العالم والشرير ، الأمر الذى يرفضه الله لأولاده ويجعله بدافع حبه العظيم أن يعمل بروحه من أجل نجاتهم وتطهيرهم منه . ولا يعتبر عمل التطهير الذى يقوم به الروح القدس عملاً يحمل افتئات على على حرية الإنسان وسعادته ، ولكن هو الوسيلة لتحرير الإنسان من كل شر وشبه شر لإحضاره كاملا ومقدساً فى الحق كل حين ، حاملا فى داخله ما يجعله أهلا لنوال بركات السماء وعطايا الروح القدس . وأرغب هنا فى ذكر بعض الملاحظات والتى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى : + من الخطأ أن نعتبر سلوكنا حسب أفكارنا وخبراتنا فى الحياة سيضمن لنا نجاحاً وثمراً يدوم ، لأنه مهما زادت معرفة الإنسان وخبراته فى الحياة فسيظل مفتقراً لأمور أكثر أما الذين امتلأت نفوسهم من الروح القدس فقد وهب لهم لا أن يتمتعوا فقط بمعرفة أسرار وعظائم لا ينطق بها ، بل معرفة أمور تفوق مستوى إدراكهم و خزينهم الثقافي ، ولكن هذا التمتع بالأسرار والعظائم الذى هو ثمرة الامتلاء من الروح القدس لا يتأتى للنفس ما لم تقبل تطهير الروح القدس لها من كل فساد وباطل و جهل . + أعنى بالتطهير حسب إرادة الروح هنا التطهير من كل أعمال الإنسان التى صدرت منه ثمرة طاعتة لصوت الضمير الشرير وشر الإنسان العتيق ، والتىتمنع الخير عن الإنسان وإرتقائه فى معرفة المسيح والفضيلة . + النفس التى تطهرت بنار الروح القدس لا تستطيع أن تسلك فيما لا يليق ، بل لا ترضى السير وفقاً لما يوافق رغباتها وطموحاتها فى الحياة ،لذا فسلوكها دائما فيما هو حق و جليل و عادل و طاهر و مسر وما صيته حسن ، لأن هذه هى إرادة الإنجيل ورح الله أن نسلك فى البر والقداسة فى كل شئ ورغم كل الظروف والمعطلات . + لا يرتقى الإنسان فى معرفة المسيح ولا يقدر أن يأخذ من عطايا الروح ومواهبه التى تُفرح قلب كل إنسان يمتلئ بها طالما كان هناك زنا وفساد داخل نفسه ، ولكن متى تحررت نفسه بنار الروح القدس وتطهرت من كل الأعمال الميتة حينئذ تكون أهلا لنوال بركات الروح القدس ومعرفة المسيح ، وتستطيع بعد أن توكل على أسرار الروح والمزيد من أعمال الرب التى تتطلب للقيام بها أناس قد تحرروا من كل جهل وفساد وأنانية . + تطهير الروح القدس للنفس البشرية يكلفها أتعابا ومشقات وضيقات صعبة وكثيرة ولكن متى نجح الإنسان فى الانتصار على ميوله الباطلة ورغبته فى السير ضد الحق وإرادة الروح وأكمل هذا الروح تدبيره فى تطهير نفس الإنسان ورغباته ، حتماً سيحصد الإنسان كل سلام ومجد و نعمة .. وجدير بنا أن نضع نصب أعيننا كل حين ونحن نتألم حسب إرادة الروح وتدبيره من أجل الوصول لمستوى الإيمان الذى يرجوه لنا الرب ، جدير بنا أن يكون ماثلاً فى أمامنا كل حين كلمات الرسول بطرس والتى قال فيها " عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على اخوتكم الذين في العالم " (1بط 5 : 9) ، فالبشرية كلها تجتاز بضيقات وأحزان عديدة ، ولكن أحزان وضيقات المؤمنين منهم ، هى وحدها التى يتبعها المجد والكرامة والسعادة ، أما أحزان النفس التى ليست على حسب إرادة الرب فيتبعها دائماً الندم والحزن والخسارة والهلاك الأبدي . + لا نفع ولا سلام لنفس رافضة لعمل الروح القدس وإصلاحه وتدبيره ، فالضرورة موضوعه على كل إنسان أن يذعن لتدبير وعمل الروح الكفيل بان يخرجه إلى المجد والحق والنور ، و أعمال الإنسان تُمجد ويدوم مجدها متى كانت بالروح معموله ، أما تلك التى تصدر عن أناس لا يحملون فى داخلهم روح الله ولا يسلكون بهذا الروح ، فثمر أعمالهم دائماً سيكون زمنياً ومُمَجد من الذين يسلكون حسب الجسد ويحكمون حسب الظاهر . + لا تكفل حكمة الإنسان الأرضية وتدقيقه فى الحياة نجاحاً وثمراً يدوم لأنه بدون مؤازرة الروح القدس سيفتقر كل عمل صادر عن الإنسان للقوة والمصداقية ، فيعوزنا كثيراً السلوك حسب حكمة الله وبمؤازرة الروح القدس كل حين ، وهذا كله يستلزم من الإنسان وضع نفسه تحت يد الروح القدس ، وضعاً بالكامل وكل حين ورغم كل الظروف. صديقي ، لا فائدة من تعب الإنسان الذى يرفض إصلاح الروح القدس لنفسه و أعماله ، ولكن متى صدرت منه حسب إرادة الروح فستكون مقبولة لدى الله ومثمرة كل حين ، و ذلك لأن الروح عندما يطهر أعمال الإنسان تصبح مقدسة ومثمرة وذات نفع له وللأخرين أيضاً ، فهل تقبل عمله وتطهيره الآن ؟ لك القرار والمصير . |
|