رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لـكِنَّ قَائِدَ الـمِئَةِ كَانَ يُريدُ أَنْ يُخَلِّصَ بُولُس
الثلاثاء الثاني عشر من زمن العنصرة وفي اللَّيْلَةِ الرَّابِعَةَ عَشْرَة، نَحْوَ مُنْتَصَفِ اللَّيْل، والرِّيَاحُ تَحْمِلُنَا في بَحْـرِ أَدْرِيَا على غَيرِ هُدَى، أَحَسَّ البَحَّارَةُ أَنَّهُم يَقْتَرِبُونَ مِنَ البَرّ. وكَانَ بُولُسُ يَحُثُّهُم جَمِيعًا، حتَّى طُلُوعِ النَّهَار، عَلى تَناوُلِ الطَّعَامِ قائِلاً: “هَا إِنَّ لَكُمُ اليَومَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَومًا، وأَنتُم مُنْتَظِرُون، تُواصِلُونَ الصَّومَ ولا تتَنَاولُونَ شَيْئًا! فَأَسْأَلُكُم أَنْ تتَنَاوَلُوا طَعَامًا، لأَنَّ ذلِكَ يَؤُولُ بِكُم إِلى الـخَلاَص. ولَنْ تَهْلِكَ شَعْرَةٌ مِنْ رأْسِ أَيِّ واحِدٍ مِنْكُم”. ولَمَّا قَالَ هـذَا، أَخَذَ خُبْزًا، وشَكَرَ اللهَ أَمَامَ الـجَمِيع، وكَسَر، وابْتَدَأَ يَأْكُل. فتَشَجَّعُوا كُلُّهُم، وتَنَاوَلُوا هُم أَيْضًا طَعَامًا. وكُنَّا جَمِيعًا في السَّفينَةِ مِئَتَيْنِ وَسِتًّا وسَبْعِينَ نَفْسًا. ولَمَّا طَلَعَ النَّهَار، لَمْ يَسْتَطِعِ البَحَّارَةُ أَن يُمَيِّزُوا أَيَّ أَرْضٍ هِيَ، بَلْ تَبَيَّنُوا خَلِيجًا لَهُ شَاطِئ، فعَزَمُوا أَنْ يَدْفَعُوا بِالسَّفينَةِ إِلَيْه، إِنِ اسْتَطَاعُوا. فحَلُّوا الـمَرَاسي، وتَرَكُوهَا تَغْرَقُ في البَحْر، وأَرْخَوا الـحِبَالَ الَّتِي تَرْبِطُ الدَّفَّة، وَرَفَعُوا الشِّرَاعَ الصَّغيرَ لِلرِّيح، واتَّجَهُوا إِلى الشَّاطِئ. ولـكِنَّهُم وَقَعُوا عَلى مَكانٍ رَمْلِيٍّ بَينَ مَائين، فَدَفَعُوا بِالسَّفينَةِ إِلَيْه، فَغُرِزَ مُقَدَّمُهَا في الـمَكَان، وبَقِيَ لا يَتَحَرَّك، أَمَّا مُؤَخَّرُهَا فتَفَكَّكَ مِنْ شِدَّةِ الـمَوْج. وارْتَأَى الـجُنُودُ أَنْ يَقْتُلُوا الأَسْرَى، لِئَلاَّ يَسْبَحَ أَحَدٌ مِنْهُم فَيَهْرُب. لـكِنَّ قَائِدَ الـمِئَةِ كَانَ يُريدُ أَنْ يُخَلِّصَ بُولُس، فمَنَعُهُم مِنْ قَصْدِهِم، وأَمَرَ القَادِرِينَ عَلى السِّبَاحَةِ أَنْ يتَقَدَّمُوا فَيُلْقُوا بِأَنْفُسِهِم في الـمَاء، ويَعْبُرُوا إِلى البَرّ. أَمَّا البَاقُونَ فعَبَرُوا عَلى أَلْواحٍ خَشَبيَّة، أَو عَلى حُطَامِ السَّفينَة، وهـكَذَا وصَلُوا إِلى البَرِّ سَالِمِين. قراءات النّهار: أعمال 27: 27، 33-37، 39-44 / لوقا 13 : 1-5 التأمّل: إنّ قرب الإنسان من الله لن يعفيه من التعرّض للتجارب أو الأخطار ولكنّه، على الأكيد، سيجعله أقوى وأشدّ مناعة إن تماهت إرادته مع إرادة الربّ! يظهر لنا هذا النصّ أمانة مار بولس لله في كلّ الظروف التي مرّ فيها وخاصّةً في وسط الصعاب وهو ما يدعونا للتساؤل حول مدى أمانتنا نحن أيضاً لمحبّة الله ولعنايته الأبويّة فينا ولو مررنا في نفق التجارب أو الصعاب أو حتّى الشكوك! |
|