رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لما بيصطادوا صقر بسرعة بيدفنوه في الرمال و يسيبوا راسه بس فوق علشان يتنفس و يغطوا عينيه و يرشوا مية باردة على الرملة.. كل ده ليه؟ لأنه كائن له كرامة عاشق حريته لا يطيق ان يعيش مقيدا او مأسورا.. فلو شعر انه تم اصطياده تنكسر نفسه سريعا و خاصة إذا رأى وجه من اصطاده جيدا.. فسرعان ما يحاول ان يقتل نفسه بأن ينقر جسده نقرات طاعنة و يزداد خفقان قلبه جدا حتى أنه يتعرض ان ينفجر و يموت.. لذا يدفنوه في الرمال حتى لا يؤذى جسده و يغمضوا عينيه حتى لا يزداد شعوره بالمهانة و يرشوا المياه الباردة على الرمال حتى جسده يهدأ و تهدأ ضربات قلبه.. بعدها يبدأ صائده في ترويضه و تدريبه.. هكذا يفعل الشيطان بنا اذا أخطأنا و سقطنا و أسرنا في شباك الذل و كسرة القلب.. يحاول ان يهدئنا و يشعرنا اننا لم نسقط و يهون من سقوطنا.. فالظالم يظن انه صاحب حق و نوجد مبررات لكل ما نفعل و ان الآخرين من دفعونا لهذا للغضب و الخيانة و الانقسام و ان الظروف حكمت و نغمض أعيننا عن الحقيقة فلا نرى قبح من أسرنا في شباكه.. و بعدما كنا لا نحتمل البقاء في الأسر و ينقبض القلب الما و تبكيتا.. خلاص راحت.. الخطية و اعتدناها.. بل صرنا طوعا لمن اسقطنا و ناكل من يده.. حمية القيام بعد السقوط و القلب الذى لا يهدأ او يسكت تبكيت الروح القدس الذى بداخلنا بحجج فارغة هو خيط الكرامة و الحرية و الحياة الحقيقية.. ان حربه ان ينسينا هويتنا وسط مغريات العالم و ايقاعه السريع و صراعاته و مقتنياته.. كان يغيروا اسماء شعب الله في الأسر مثلما فعلوا ب دانيال و الثلاثة فتية و يعلموهم لغة المستعمر ففي دانيال و الثلاثة فتية علموهم الكلدانية لينسوا لغة التسبيح و لغة آبائهم و هويتهم.. اعموا عين شمشمون كى لا يبصر مثل حيوان يجر حجرى الرحى .. و الحل عند السقوط ان نملأ الدنيا صراخا.. يابن داود ارحمنى.. يابن داود ارحمنى... انه صراخ الحرية من جديد |
|