رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشهيدة مانحة هي أمة الشريف الحارث بن كعب رئيس قبائل نجران باليمن ، من شهداء الحميريين. كانت شريرة في حياتها ، منبوذة من الجميع، وكانت جريئة بحيث خافها أسيادها أنفسهم بسبب شرها. ولما سمعت عن مذبحة المسيحيين في المدينة هرولت إلى الشارع وصاحت: "أيها الرجال والنساء المسيحيين، أنه الوقت أن توفوا فيه للمسيح ما أنتم مدينون به له. فاخرجوا وموتوا من أجل المسيح، كما مات هو من أجلكم. فمن لا يخرج اليوم إلى المسيح فليس هو له. ومن لا يستجيب اليوم للمسيح فلن يُستجاب له غدًا. غدًا يُغلق الباب، ولن تدخلوا إليه. إني أعلم أنكم تبغضونني، ولكنني لن أكون لكم عدوة منذ اليوم. تطلَّعوا إليَّ وانظروا فإنه ليس حولي شر ولا خلفي". مثولها أمام الملك لما رآها اليهود الذين كانوا يعرفونها قالوا للملك: "هوذا شيطان المسيحيين". فقالت مانحة للملك: "لك أقول أيها اليهودي الذابح للمسيحيين قم واذبحنى أنا أيضًا لأني مسيحية. إنني أمة الحارث بن كعب الذي قتلته بالأمس. فلا تظن أنك قد غلبت سيدي، بل سيدي هو الذي غلبك. أجل... إنك غلبت لأنك كذبت، أما سيدي فقد غلب إذ لم يكذب ويكفر بالمسيح". استشهادها أمر الملك بأن يعروها من ثيابها فقالت له: "إنك فعلت هذا لخزيك وخزي اليهود رفاقك. أما أنا فلا أستحي إذ كنت قد أتيت هذا الأمر مرات عديدة من تلقاء نفسي لأنني امرأة كما خلقني الله، أما أنت إذ تعرضت للحرب مع الأثيوبيين استنجدت بجحشون التاجر الذي انبرى يحلف بدلا منك بالإنجيل المقدس انك مسيحي، وبهذه الوسيلة نجيت أيها اليهودي من الموت". هكذا عيَّرت هذه الأمة الملك. وأمر الملك فأتوا بثور وحمار ثم ربطوا برجليها حبالا وربطوا الرجل الواحدة بالثور والأخرى بالحمار، ثم تناول اليهود عصيًا وأخذوا يضربون الثور والحمار معًا وطافوا بها شوارع المدينة ثلاثًا حتى أسلمت روحها بالشهادة من أجل المسيح. ثم جاءوا بها مقابل باب المدينة الشمالي تجاه قصر سيدها الحارث حيث كانت شجرة ضخمة علقوها بها منكسة الرأس حتى المساء. وكان اليهود يرشقونها بالحجارة والسهام، وفي المساء أنزلوها عن الشجرة وسحلوها ثم طرحوها في الوادي. وكان ذلك في حوالي 523م. |
|