منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 09:51 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

حياة الفضيلة بين الهدف والوسيلة Monday, 26 October 2009

حياة الفضيلة بين الهدف والوسيلة

Monday, 26 October 2009 البابا شنودة الثالث


كلنا تقريبا نتفق في الأهداف أو الأغراض‏,‏ ما دام الهدف سليما وخيرا‏.‏ ولكننا نختلف في الوسائل المؤدية الي الهدف‏..‏ فما هي أسباب اختلاف الوسائل إذن؟ سببها اختلاف الفكر والعقل‏.‏ كل منا له فكره الخاص‏,‏ ونظرته الخاصة إلي الأمور‏.‏ كذلك تختلف الأفكار بدرجة الذكاء‏,‏ وبالتالي في الحكم علي الأمور‏.‏ كما يختلف الناس أيضا في الطباع وفي نوع النفسية‏.‏ كما يختلفون من جهة البيئة المحيطة بكل منهم ومدي تأثيرها عليهم‏....‏ لذلك نجد أناسا طيبين‏,‏ ويريدون الخير‏,‏ ومع ذلك فوسائلهم مختلفة‏.‏ كل واحد له منهجه الخاص في الوصول إلي الغرض‏.‏ أحيانا يوجد تنوع‏,‏ وأحيانا يوجد اختلاف وخلاف‏..‏ والتنوع شيء طبيعي‏.‏ ولكن الاختلاف كثيرا مايتسبب في انقسام وصراعات‏.‏ وربما يتحول من الموضوعية إلي خلاف شخصي‏.‏ وربما إلي خصام وإلي عداوة‏.‏
مثال لذلك موضوع الإصلاح‏:‏ كلنا نحب أن تنصلح الأمور‏.‏ ولكن يختلف الأسلوب‏,‏ فإنسان يري أن الاصلاح يأتي عن طريق الحكمة والتفكير والتفاهم‏.‏ وآخر أسلوبه في الإصلاح هو العنف‏.‏ عن طريق النقد الشديد والمنشورات والتجريح والتشهير‏.‏ ويقول ان المخطئين لايصلحهم إلا اتخاذ الشدة معهم‏.‏
وآخر يقول‏:‏ تنصلح الأمور بالصبر وطول الآناة‏,‏ وآخر يقول‏:‏ نصلي ونصوم‏,‏ والله يتدخل ويصلح كل شيء‏.‏
لذلك إن اشتركت مع احد في عمل ما‏,‏ او من اجل خير ما‏,‏ لايكفي ان يكون مشتركا معك في الهدف والغرض‏.‏ إنما ينبغي ان يكون ايضا مشتركا معك في الوسيلة وأسلوب العمل‏.‏ لئلا تكون طريقته في تنفيذ الغرض المشترك غير طريقتك‏.‏ فتختلفان معا‏,‏ أويسبب لك مشاكل باعتباركما شريكين في عمل واحد‏.‏ الخطير في مسألة الوسيلة هو المبدأ الميكافلي‏.‏ وكان ميكافلي يقول‏:‏ الغاية تبرر الوسيلة فيظنه البعض ان الهدف الطيب يبرر الوسيلة الخاطئة‏!!‏ فمثلا إنسان باسم الغيرة المقدسة علي عمل الخير‏,‏ لامانع عنده من أن يصيح وينتهر ويوبخ ويشتم‏,‏ وربما يرفع قضايا‏...‏ ونحن نقول لمثل هذا الشخص‏:‏ إن الغيرة المقدسة تناسبها وسيلة مقدسة‏.‏
وبالمثل أب يقسو جدا علي ابنه حتي يعقده نفسيا‏,‏ ويحتج بغرض مقدس هو تربية ابنه‏!‏
الغرض سليم ولكن الوسيلة خاطئة‏.‏ أو أب من أجل حرصه علي عفاف ابنته يعاملها بشدة وقسوة حتي تهرب من بيته‏,‏ وتبحث عن صدر حنون يعطف عليها‏..‏ أو زوج يحبس زوجته في البيت ويقيد كل تحركاتها وكلامها بحجة الحفاظ عليها‏!‏ الوسيلة أيضا خاطئة‏...‏ أو أم تتدخل في صميم الحياة الزوجية لابنتها‏,‏ وعلاقة الابنة بزوجها‏.‏ وقد تتسبب في فصلها عن زوجها‏.‏ وتختفي وراء هدف مقدس هو الحرص علي ابنتها وضمان راحتها‏.‏
كثيرا ما ضيع الناس أنفسهم وعلاقتهم بالوسيلة الخاطئة‏:‏ مثال ذلك شخص يسعي الي مصالحة غيره‏.‏ وهذا هدف سليم بلاشك‏,‏ ولكنه يري ان الوسيلة هي العتاب‏.‏ لا مانع‏.‏ ولكنه في طريقة العتاب‏,‏ يعيد الأوجاع والجروح القديمة‏,‏ ويضغط عليها بأسلوب يتعب الطرف الآخر‏.‏ ويخرج من العتاب‏,‏ وقد ساءت العلاقة عن ذي قبل لان وسيلة العتاب كانت خاطئة‏..‏ بعكس ذلك إنسان آخر يستطيع بالعتاب ان يكسب الموقف‏,‏ بل يجعل الطرف الآخر يتفهم الامور ويعتذر له‏,‏ ويخرجان صديقين كأن شيئا لم يكن‏.‏ العتاب هو العتاب‏.‏ ولكن وسيلته عند واحد مقبولة ومجدية‏,‏ وعند آخر متعبة ومؤذية وتأتي بعكس المطلوب‏...‏ فواحد يعاتب بطريقة هادئة‏,‏والآخر يعاتب بطريقة ساخطة‏.‏ جماعة تدخل في جمعية او مؤسسة ما‏.‏
وكلهم يريدون الخير لهذه المؤسسة‏.‏ ولكنهم يختلفون في الوسيلة‏,‏ أحدهم يري أن الوسيلة هي التعامل الكامل‏,‏ ولو في ذلك لون من إنكار الذات‏.‏ ولكن عضوا آخر يري ان وسيلته هي السيطرة وتدبير الأمور حسب حكمته هو‏.‏ كل واحد له طريقته‏.‏ ولكن يحدث الاختلاف حينما يري البعض ان وسيلته هي الطريق الوحيدالسليم‏.‏

وينتقد غيره من الوسائل او يحاول تحطيمه‏.‏ يمكن ان يوجد تنسيق وتكامل وتعاون بين الطرق المتنوعة المتعددة الواصلة إلي غرض واحد‏.‏ ولكن يحدث التصارع بين الوسائل المتناقضة‏.‏ نطرق موضوع معاملة المخطئين‏:‏ كلنا نكره الخطأ‏,‏ ونأخذ من أصحابه موقفا معارضا‏.‏
هذا غرض واحد ولكن الوسائل تختلف‏:‏ البعض يبعد عن المخطئين‏,‏ ينعزل عنهم ولايختلط بهم‏.‏
والبعض يأخذ منهم موقف المقاومة‏,‏ ويرد لهم بالمثل‏,‏ ويحاسبهم علي كل خطأ‏,‏ ولايترك الأخطاء تمر بسهولة او بدون مؤاخذة‏.‏ والبعض يحاول ان يصلح هؤلاء ويكسبهم‏,‏ ربما بالحب والصبر‏,‏ وربما بالمواجهة والإقناع‏..‏ والمهم ان نوصلهم الي الله والي الطريق السليم ونربح نفوسهم‏.‏
أحيانا تتحول الوسائل إلي أهداف‏.‏ فكلنا نري ان هدفنا الروحي هو الوصول إلي الله‏.‏ ونري ان من الوسائل الصلاة والصوم‏....‏ الخ‏,‏ ولنأخذ الصوم مثلا وكيف يتحول عند البعض الي هدف في ذاته‏,‏ بينما هو وسيلة نوجد بها في فترة روحية تساعدنا علي الوصول الي الله‏.‏ فنمنع انفسنا عن كل مانشتهيه لكي نتعود السيطرة علي الارادة‏,‏ وبهذا يمكن ان نمنعها عن الخطأ كما منعناها عن الأكل‏.‏ هل نحن نحرص في صومنا ان يوصلنا الي هذا الهدف الروحي؟‏!‏
أم نحن نصوم لمجرد الصوم بلا هدف وبلا فائدة وبلانتيجة‏!‏ لذلك كله ينبغي ان يراجع كل انسان هدفه‏.‏ ويتحقق ان وسيلته توصله اليه‏.‏
يتأكد ان الهدف سليم وروحي‏,‏ وانه لم ينحرف عنه الي هدف آخر‏,‏ وأنه يستخدم الوسيلة السليمة التي تحقق هدفه الروحي‏...‏ الهدف الروحي الوحيد هو الوصول الي ارضاء الله والوصول الي ملكوته‏.‏ وما الصلاة والصوم والقراءة الروحية والتأمل والوحدة سوي وسائل توصل الي هذا الهدف‏,‏ وكذلك الفضائل هي مجرد وسائط توصل الي الهدف الذي هو الله‏...‏ ولكن للأسف قد تتحول هذه الوسائط كلها الي اهداف‏!!‏

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة الفضيلة بين الهدف والوسيلة
مقاييس الفضيلة: التعرف، الهدف، والوسيلة
حياة الفضيلة بين الهدف والوسيلة
المحاضرة الاسبوعية ليوم October 29, 2009 عن الذات
ما مدي معرفتنا لله Monday, 14 September 2009


الساعة الآن 04:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024