رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما قاله القديس شربل في يوم عيده والرسالة واضحة
عاش فقيراً متواضعاً، ترك بيت أبيه، لم يفتح باب المحبسة لأمّه، عايش البرد والصوم، وسكر بالله. مات ليقم مع سيّده، ليصبح علامة سماوية في زمن الابتعاد عن الله ومحبته. شربل ليس بقديس عادي، ربما هو من صنف آخر من القديسين، ملاك، ربما أعلى مرتبة، هو حالة نادرة من القداسة أرادها الله في هذا الزمن. في يوم عيده، يتسابق الناس إلى ضريحه، تقيم الكنائس الصلوات، يحمل المرضى أوجاعهم الى المحبسة، ويلبس الأطفال ثوب القديس مجددين حبّهم لراهب من لبنان، من الشرق، أحب يسوع حتى ذاب به وسقط حاملاً جسد الرب وهو يرنّم ” آبو دقوشتو”. في يوم عيده، ننقل هذه الرسالة من القديس، من له أذنان سامعتان فليسمع: يعيش اللبنانيون ومسيحيو الشرق صراع مع البقاء، يخافون من الحاضر ويخشون المستقبل، يريدون الهجرة، لا بل أخطر من هذا، يريدون ترك الأرض المقدّسة ونزعها حتى من تفكيرهم. يعتقدون انّ بلدان ما خلف البحار هي النعيم بعيداً عن الجحيم الذي يعيشون فيه، وهم لا يعرفون ما ينتظرهم هناك. أمر غاية في الأهميّة عاشه شربل في حياته، إصراره على الترهّب، إصراره على النسك، إصراره على القداسة. كلمة، فعل، سقط من قاموس مسيحيي الشرق، وبدل أن يكون إصرارهم على التمسّك بالأرض والوجود، أصبح اصرارهم التخلّي عن كل شيء ورثوه عن أجدادهم. ليست الهجرة هي المشكلة، الخطر يكمن في التخلّي عن القناعة، القناعة بكلّ مقوّمات الصمود التي عاشها أجدادنا طوال ألفي سنة مرّت. المشكلة هي في اعتماد هذا الجيل على الانترنت، ووسائل الربح السريع، ووضع الله جانباً، لا بل عدم الاكتراث للوديعة الجميلة التي تركها الأجداد لجيل السوشيل ميديا والفاشينيستا. يقول لنا مار شربل، عودوا الى ربكم، عودوا الى عاداتكم. زمن القديس شربل لم يكن سهلاً، في وقته، كان الشعب فقيراً أيضاً، كانت المجازر بحق مسيحيي لبنان والشرق فظيعة، لكنّ شربل وبدل الخوف، حمل ورديته، ولبس ثوب الترهّب ووقف مع الله في وجه كلّ خطر وخوف. رسالة القديس شربل اليوم، انزعوا عنكم رداء الخوف، البسوا رداء الايمان والرجاء، ثوروا على الخطيئة، واحملوا يسوع في قلوبكم. هل أصبحت معموديتنا ثقلاً علينا؟ هل ما عاشه أجدادنا مجرّد شعارات وتقاليد بالية؟ هل عيش العولمة هو الحلّ؟ شربل، لم يعرف التردّد أبداً، تمسّك بالقربان حتى الموت، وما رفعه الى القداسة هو إصراره على محبة يسوع حتى النهاية، وليس الصوم والصلاة وحدهما. هل تحب القديس شربل، اتبع خطاه. اتبع يسوع، فهو الوحيد القادر على تحريرك من بؤسك وخوفك ومشاكلك. |
|