رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الدرس الذي أعطاه طفل للقديس أوغسطينوس
على شاطئ البحر فجعله في حيرة من أمره حصل ذلك قرابة العام ٤١٥. كان القديس أوغسطينوس يتنزه على الشاطئ في يوم جميل ومشمس. كان محبطاً فأخذ قسطاً من الراحة من العمل على ما عُرف بعدها على انه من أهم المساهمات العقائديّة في الكنيسة “في الثالوث”. كان يحتاج الى هواء نقي… انتبه حينها لوجود فتى. بدا له أن ينوي القيام بشيء إذ كان يركض ذهاباً واياباً بين البحر وحفرة صغيرة في الأرض. فقال له القديس: “بني، ما الذي تفعله هنا؟” رفع الصبي الصدفة التي كان يستخدمها لنقل المياه وصرخ مشيراً باتجاه الرمل: “أحاول أن أضع هذا المحيط الكبير في هذه الحفرة الصغيرة.” ابتسم القديس معجباً ببراءة الطفل وبعينَيه المتقدتَين وانعكاس الشمس على شعره المجعد. لحق بعدها بالصبي وانحنى لرؤية الحفرة ويراقبه يسكب عليها بعض القطرات. وضع القديس يدَيه على كتفَي الصبي ووجه نظره نحو المحيط وفتح بعدها يدَيه وقال: بني، لن تتمكن أبداً من نقل هذا المحيط الكبير والرائع الى هذه الحفرة الصغيرة.” لم يتحرك الصبي لكنه أجاب سريعاً: “وأنت لن تتمكن يوماً من فهم الثالوث المقدس.” وبعدها اختفى الصبي بلمحة بصر. تأمل عدد كبير من المفكرين، عبر القرون بهذه الأسطورة. هل كان الصبي ملاكاً؟ هل كان المسيح؟ وأخذ عدد كبير منهم كلام الصبي بحرفيته معتبرين أنه من المستحيل للإنسان أن يفهم الثالوث فلما المحاولة أصلاً؟ لكن وبما أننا لا نستطيع أن نفهم الأسرار كلّها في آن (تماماً كما في المحيط، حيث يكتشف العلماء حياة جديدة تلو الأخرى)، فربما إن فتحنا عقولنا للّه، يكشف نفسه لنا شيئاً فشيئاً. فهل كان باستطاعة هذا الطفل الصغير أن ينقل المحيط الى الحفرة؟ بالطبع لا وهكذا القديس أوغسطينوس لما كان ليستوعب سر الثالوث الأقدس في دماغه دفعةً واحدة. وربما هذا ما يفسر كون أن القديس أوغسطينوس المعروف لكتاباته العظيمة مثل “الاعترافات” و”مدينة اللّه” أخذ ٣٠ سنة يعمل على “في الثالوث” دون أن يُنهيه.. وربما عدم إنهائه كانت أفضل نهاية للعمل! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ليس لدى الله الذي أعطاه المواعيد |
الذي أعطاه لنا الله في شخصه المُبارك |
للقديس أوغسطينوس تأملات في بعض المزامير الخاصة بالاتضاع |
الأمر الذي أعطاه لنُعْمَان |
صلاة الرجاء للقديس أوغسطينوس |