رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة" (نش 8: 7). كلمات وصف بها الوحي الإلهي المحبة الكائنة بين المسيح والنفس البشرية بأنها كلهيب نار مشتعلة تنشر النور والدفء والسلام لكل من احتمى بها من برد العالم القاسي.
ولكن قد تأتي أوقات تصير فيها تلك المحبة النارية وكأنها بقايا شيئاً كان قوياً في حينه. قال عنها الوحي المقدس" أنا عارف أعمالك انك لست بارداً ولا حاراً. ليتك كنت بارداً أو حاراً..... أنا مزمع أن اتقياك" (رؤ 3: 15 – 16) ولكي لا نكون قساه على أنفسنا لابد وان نميز بين نوعين من الفتور: الأول لا يمثل خطراً لأنه نتاج طبيعتنا المائلة للتغير. ولكن سرعان ما ننتبه لذلك ونقول مع عذراء النشيد "طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته. إني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي" (نش 3: 1- 2) وحينما نجده ثانية نمسكه ولا نرخيه. أما الثاني الذي ينبغي أن نحذره جيداً وهو الذي لا نشعر معه بأي تقصير. فليس من الضروري أن يكون الفتور في الابتعاد عن الكنيسة. ولكن قد يظهر أثره واضحاً حينما تتحول الحياة الروحية إلى جسد بدون روح، لها صورة التقوى ولكن ليست لها قوتها. فالفتور وببساطة هو التحول من المحبة إلى الروتين وتأدية الواجب. فتتحول علاقتنا بشخص المسيح إلى ترديد بعض العبارات التي فقدت روحانيتها بالنسبة لمردديها. وللفتور أسباب عديدة ولكن أهمها: 1- الانشغال عن شخص المسيح: وليس من الضروري أن يكون انشغالا عالمياً بل قد يكون انشغالا بالخدمة مثلاً. ولكن ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. 2- الاكتفاء وعدم النمو: ويحدث عندما تصل النفس إلى مستوى روحي معين تشعر معه أنها وصلت القمة أو على الأقل إلى ما لم يصل إليه الآخرون وتتناسى قول بولس " ليس أني قد نلت أو صرت كاملاً ولكني أسعى لعلي أدرك" (في 3 : 12) 3- دخول الآخرين في حياتك وذلك نتيجة أن الحياة الروحية تبدأ بالرغبة الشديدة في التمتع بالحياة مع يسوع ولكن بعد حين قد تود تلك النفس أن تكون مثالاً للآخرين كي يحتذوا به في جهادهم (قد يبدو ذلك في ظاهره عمل جيد) فتأخذ المحبة سكة أخرى ألا وهى التظاهر أمام الناس بمظاهر تقوى قد لا تمس هذه النفس من الداخل في شيء ولهؤلاء قال الوحي المقدس: "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين" (مت 6: 7) 4- الكسل والتهاون وفيه تدرك النفس حالها وتتمني أن تعود إلى محبتها الأولي ولكن هذه الأمنية للأسف لا تدخل في حيز التنفيذ بل تظل تؤجل الرجوع أو على الأقل تتقدم لبضع خطوات وبعدها تتوقف لمدة طويلة لتعود و تبدأ من نفس البداية السابقة وكأنها داخل حلقة مفرغة. وليس هناك سبيل للخروج منها إلا حينما تقول "أقوم وأذهب إلى أبي" (مت 15: 18). أخيرا قال القديس يوحنا كاسيان عن الفتور "رأينا كثيراً من الباردين رهباناً وعلمانيين تحولوا إلى حرارة روحية ولكننا لم نري فاترين صاروا حارين". لذا فخطورة الفتور تكمن في أنها نوع من الحرب لا تنتبه لها النفس إلا حينما تقع فيها ويبين عدو الخير لها كأن أبواب الرجوع كلها بعيدة وموصدة ولكن يجب أن نثق أن فدينا الحنون لن يقصف قصبة مردودة و لن يطفئ فتيلة مدخنه. لننهض الآن لتعود الفتيلة المدخنة ناراً مشتعلة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فشل البرنامج الروحى (الفتور والبرنامج الروحي) |
وجع الفتور الروحي |
الفتور الروحي |
الفتور الروحى |
الفتور الروحى |