رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
*** هابيل*** *أول شخص ولد فى العالم هو قايين أخى ، وكان عاملاً فى الأرض، و أنا هابيل الاخ الاصغر له كنت راعيًا للغنم. * أراد كل منا أن يقترب إلى الله، ولكن بالأسف اختلف الطريقان، فقايين أراد أن يقترب إلى الله عن طريق أعماله وتعب يديه فقدَّم من أثمار الأرض، ولكن الله لم ينظر إلى قايين وقربانه. * أما أنا ، فإقتربت إلى الله على أساس الذبيحة فقدَّمت من أبكار غنمى ومن سمانها. فنظر الرب إلى محبتى وقربانى.. * وقد ذكر إسمى فى الكتاب المقدس 12 مرة. *البداية* وحدث بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانًا للرب، وقدم هابيل أيضًا من أبكار غنمه من سمانها، فنظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر، فاغتاظ قايين جدًا وسقط وجهه" [3- 5]. **تسألوننى لماذا لم ينظر الله إلى قايين وقربانه؟** "وحدث بعد أيام" يشير إلى تراخى قايين فى تقدمته أو ممارستها بدافع غير الحب . إذ يقول الأول: [قدم قايين تقدمته بإهمال، أما أنا فقدمتها بإخلاص] * الرأى الثانى [جاءت تقدمة قايين بعد أيام... وليست بسرعة واشتياق، لذا جاءت الوصية: "إذا نذرت نذرًا للرب إلهك فلا تؤخر وفاءه" (تث 23: 21) ، "إذ نذرت نذرًا لله فلا تتأخر عن الوفاء به... أن لا تنذر خير من أن ينذر ولا تفى (جا 5: 4، 5)(138)]. *ثانيًا: لعل الله رفض تقدمة قايين لأنها كانت من ثمار الأرض، ولم يقل من "بكور الثمار"، فلم يقدم أفضل ما لديه، أما أنا فقدمت "من أبكار غنمى من سمانها". .. أعطيت الله الأولوية *ثالثًا: كانت تقدمة قايين من ثمار الأرض غير القادرة علي المصالحة بين الله والإنسان، أما تقدمتى فكانت ذبيحة دموية تحمل رمزًا لذبيحة السيد المسيح القادر وحده على مصالحتنا مع الآب خلال بذل دمه عنا. *رابعًا: فى حديث الرب مع قايين ("إذ لم تقسم بالصواب" أن قايين قدم لله ثمار الأرض ولم يقدم قلبه، أى قدم تقدمة خارجية دون الداخل، فكان التقسيم غير مصيب).. *الآن إذ سقط وجه قايين لم يتركه الله هكذا منهارًا بل تقدم إليه يسأله: "لماذا اغتظت؟ ولماذا سقط وجهك؟ إن أحسنت أفلا رفع؟! وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها" *وكلمنى قايين وحدث إذ كنا فى الحقل أن قايين قام على وقتلنى، فقال الرب لقايين: أين هابيل أخيك؟ فقال: لا أعلم، أحارس أنا لأخي؟ فقال: ماذا فعلت؟ صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض" [ 8-10]. *لقد ظن قايين أنه قتلنى واستراح، ولكن الله جاء ليسأله كى يثير فيه التوبة، فهو لا يريد أن يستر على خطايانا بغلاف خارجى بينما يبقى الفساد يدب فى الأعماق، إنما كطبيب روحى يريد أن يكشف الجراحات ويفضحها لأجل العلاج . هذا ومن جانب آخر أراد الله أن يؤكد لقايين أنه إله هابيل لا ينساه حتى وإن مدّ أخاه يديه عليه ليتخلص منه... *وإن كانت الخطية قد انطلقت من أمى حواء إلى أبى آدم خلال غواية الحية فقد جاء النسل كله يحمل ميكروبها فى طبيعتهم، وكما يقول الرسول: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع(رو 5: 12).... * وقد ظهر ذلك بقوة فى قايين الذى لم يحتمل قبول الله ذبيحة أخيه فارتكب أول حالة قتل في تاريخ البشرية. وقد اهتم كثير من الآباء بقصتنا هابيل وقايين بكونها قصة البشرية الساقطة التى حملت البغضة لبعضها البعض.. * كنت حقا رمز لمدرسة الإيمان التى تستند على نعمة الله لكى تتمتع بأسرار الله خلال الإيمان المعطى للإنسان دون تجاهل لعقله. * حقا يا أصدقاء ما بين عمل هابيل وقايين، ترون فى هابيل كراع للغنم إنه مدبر لحواس جسده وضابط لها، أما قايين فكان عاملًا فى الأرض وليس كنوح فلاحًا (تك 9: 20) * مميزًا بين العامل فى الأرض والفلاح. فالفلاح هو الذى يدبر العمل الزراعى يعرف متى يحرث ومتى يبذر ومتى يحصد بحكمة وتدبير حسن، أما العامل فى الأرض فيعمل بلا حكمة ولا تدبير (يقوم بعمل جسدى لا تدبيرى). *أما أنا فكنت راعيًا للغنم أى مدبرًا للحواس التى أقودها. هذا هو الراعى الممتاز الذى يُخضع لعصاه علمه ويضبط غضبه والشهوة، ويحمل فهمًا كقائد ومدبر..... * أما قايين فكان يدور فى الأرض والأرضيات لا كفلاح بل كعامل فى الأرض، كصديق للجسد يسلك بلا تعقل ولا تدبير... **كما كنت رمزا للمسيح من بعض النواحى** (1)* فهابيل، معنى الإسم *.. : بخار ...إن حياتنا جميعًا على الأرض قصيرة؛ فمكتوب عنها: «إنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل» (يعقوب4: 14). *وهى مشبهه بأنها ريح ، ونفخه، وعدَّاء يجري سريعًا وأشبار، وقصة، وظل مائل (أيوب7: 7، 16). وهى قصيرة بالنسبة للأبدية التى لا تنتهى. *لكن حياتى كانت قصيرة جدًا، وهو فى هذا صورة للرب يسوع الذى قُطع فى نصف أيامه (مزمور102: 24). إذ عاش المسيح - له المجد - 33 سنة. *فليتنا كمؤمنين نستثمر كل أوقاتنا وطاقتنا وحياتنا القصيرة لتعظيم ربنا يسوع المسيح. (2) *هابيل راعى الغنم* حقا كنت راعيًا للغنم، وهو عمل شاق إذ أخذها إلى المراعى الخضراء، وإلى مياه الراحة. وهذا العمل يتطلب يقظة وصحواً حتى يحفظ الغنم من الذئاب الخاطفة. *ولعلنا فى هذا صورة للرب يسوع، راعى الخراف العظيم، الذي يهتم بنا نحن قطيعه العابر فى البرية. *ونحن محفظون له لأننا فى يده ولا يمكن لواحد من خرافه أن يهلك بل كما قال هو: «ولا يخطفها أحد من يدى». *لذلك نغبط أنفسنا بهذا الراعى العظيم ونثق فى إهتمامه وعنايته بكل واحد منا. (3) *هابيل البار* شهد الرب يسوع عنى بأننى «هابيل الصديق»، وأن دمى هو دم زكى (متى23: 35؛ ( عبرانيين11) 4؛1يوحنا3: 12). *وفى هذا صورة للرب يسوع المسيح البار، الذي شهد عنه الآب قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذى به سررت(مت3: 17). *عاش المسيح على الأرض حياة مقدسة وقال لليهود «من منكم يبكتنى على خطية» (يوحنا8: 46). وشهد الكثيرون عن كماله وبره مثل بيلاطس وامرأته واللص التائب وقائد المئة إذ قال: «كان هذا الإنسان بارًا» (لوقا23: 47). *وشهد عنه الروح القدس إنه «لم يعرف خطية» (2كورنثوس5: 21) «ولم يفعل خطية، ولا وُجد فى فمه مكر. الذى إذ شُتِمَ لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يهدِّد، بل كان يسلم لمن يقضى بعدل» (1بطرس2: 22)، «ليس فيه خطية» (1يوحنا). (4)* هابيل رجل الإيمان* *كنت أثق فى الله وفى أقواله؛ وهذا هو الإيمان. فلقد صدَّقت أقوال الله من جهة غفران الخطايا عن طريق الذبيحة، فأخذت من أبكار غنمى وقدَّمت لله ذبيحة، إذ مكتوب «بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين». * والمسيح - له المجد - كإنسان كان هو رجل الإيمان الأعظم؛ إذ عاش، كإنسان، حياة الثقة فى الله والاتكال عليه فى كل شىء. عبّرت عن ذلك بحياة الصلاة وكانت لغته كداود «احفظنى يا الله لأنى عليك توكلت» (مزمور16: 1). *ليعطيكم الرب أن نعيش حياة الإيمان الواثق فيه؛ لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان. (5) *هابيل الذى قدّم لله* قدَّمت لله من أبكار غنمى ومن سمانها، أى أننى قدَّمت أفضل شئ لدى. ** وكنت فى هذا صورة للمسيح الذى قدَّم وقته وجهده وكل طاقاته لله أثناء حياته على الأرض، كما قدّم حبًّا وحنانًا وشفقة وعطفًا للجموع وللمتألمين. *ثم قدَّم نفسه ذبيحة لأجلنا على الصليب. وهذا ليس بعجيب لأنه قال: «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» (أعمال20: 35). * وعندما نتأمل، مثلاً، فيما قدَّمه المسيح من جهد وهو فى طريق طاعته لله؛ نراه يتعب من السفر، ويجلس على بئر فى السامرة. ** ومرة أخرى بعد أن علَّم الجموع كثيرًا، صرف التلاميذ الجمع وأخذوه فى السفينة، ومن الإرهاق الشديد كان فى مؤخرة السفينة على وسادة نائمًا. ليعطنا الرب أن نقدِّم أوقاتنا وطاقتنا وجهدنا وحياتنا له. (6) *هابيل المُبغَض من أخيه* مع أننى أعطيت الرب وقدّمت الذبيحة، وأعمالى كانت بارة، ولكن هذه الأمور جعلت قايين يبغضنى. لقد نظر الرب إلى وقربانى، ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر؛ فاغتاظ قايين جدًا. *وهذا حدث مع ربنا يسوع المسيح البار والقدوس؛ إذ ابغضه اليهود بلا سبب، وحاولوا قتله عدة مرات، ورجمه، وإلقاءه من على حافة الجبل.... *ولقد قال الرب يسوع لتلاميذه: «إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم... أبغضوني بلا سبب» (يوحنا15: 18، 25). *ولقد كانت قمة البغضة له عندما جاءت ساعة الصلب، وكان الذين يبغضونه كثيرين حتى أنه قال: «أكثر من شعر رأسى الذين يبغضوننى بلا سبب» (مزمور69: 4). *لذلك إن أبغضنا العالم، بسبب ارتباطنا بالمسيح، فلا ننزعج؛ لأن هذا هو الوضع الطبيعى. (7)* هابيل المذبوح* قام قايين على وقتلنى وبهذا كنت أول شهيد من أجل البر. وفى هذا صورة لما حدث مع المسيح - له المجد - من اليهود إخوته إذ بعد بغضتهم الشديدة له، ذبحوه وقتلوه وعلقوه على خشبة. *لقد سُفك دمى أنا هابيل الصديق، وسفك أيضًا دم المسيح البار؛ مع ملاحظة الفارق العظيم أن دم هابيل كان يطلب النقمة (تكوين4: 10) أما المسيح فيطلب الرحمة والغفران (لوقا23: 34). حقا يا أصدقاء *لقد مات هابيل لكنه يتكلم بعد، مُعلنًا أن طريق الإقتراب إلى الله هو فى الذبيحة. وفى هذا صورة للمسيح الذي مات أيضًا، ولكنه يتكلم عن محبة الله العظيمة للبشر، والتى ظهرت فى الصليب: «لأنه هكذا أحب الله العالـم؛ حتى بـذل ابنـه الوحيد» (يوحنا3: 16). *وأيضًا محبته للمؤمنين: «الله بيَّن محبته لنا؛ لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا» (رومية 5: 8). طوبى للمطرود والمضطهد، والمرزول، والمزدرى به من أجل إسم الرب يسوع.... |
|