رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَقَدْ ظَنَنْتَ أَنَّكَ تَقتَنِي عَطِيَّةَ اللهِ بِالمَال
الخميس الرّابع من زمن العنصرة وكَانَ مِن قَبْلُ في الـمَدِينَةِ رَجُلٌ اسْمُهُ سِيمُون، يُمَارِسُ السِّحْر، ويُدْهِشُ أَهْلَ السَّامِرة، ويَدَّعِي أَنَّهُ رَجُلٌ عَظِيم. وكَانَ يَرَى مَا يَجْري مِنْ آيَاتٍ عَظِيمَةٍ وأَعْمَالٍ قَدِيرَةٍ فَتأْخُذُهُ الدَّهْشَة. وسَمِعَ الرُّسُلُ الَّذينَ في أُورَشَليمَ أَنَّ أَهْلَ السَّامِرَةِ قَدْ قَبِلُوا كَلِمَةَ الله، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِم بُطْرُسَ ويُوحَنَّا. فَـانْحَدَرا وصَلَّيَا مِنْ أَجْلِهِم لِيَنَالُوا الرُّوحَ القُدُس؛ لأَنَّ الرُّوحَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَد نَزَلَ على أَحَدٍ مِنْهُم، وإِنَّمَا كَانُوا قَدِ اعْتَمَدُوا فَقَط بِـاسْمِ الرَّبِّ يَسُوع. حينَئِذٍ أَخَذَ بُطْرُسُ ويُوحَنَّا يَضَعَانِ الأَيْدي علَيْهِم فَيَنَالُونَ الرُّوحَ القُدُس. ورَأَى سِيمُونُ أَنَّ الرُّوحَ يُوهَبُ بِوَضْعِ أَيْدي الرَّسُولَيْن، فَقَدَّمَ لَهُمَا مَالاً، وقَال: ” أَعْطِيانِي أَنَا أَيْضًا هـذَا السُّلْطَان، حَتَّى يَنَالَ الرُّوحَ القُدُسَ مَنْ أَضَعُ علَيهِ يَدَيَّ!”. فَقَالَ لَهُ بُطْرُس: “فَلْتَذْهَبْ فِضَّتُكَ مَعَكَ إِلى الـهَلاك! فَقَدْ ظَنَنْتَ أَنَّكَ تَقتَنِي عَطِيَّةَ اللهِ بِـالـمَال! فلا نَصِيبَ لَكَ في هـذَا الأَمْرِ ولا مِيرَاث، لأَنَّ قَلْبَكَ غَيرُ مُسْتَقِيمٍ أَمَامَ الله! فَتُبْ عَنْ شَرِّكَ هـذَا، وَاسْأَلِ الرَّبَّ عَسَاهُ يَغْفِرُ لَكَ مَا رَاوَدَ قَلبَكَ! فَإِنِّي أَرَاكَ في مَرَارَةِ العَلْقَمِ وقُيُودِ الآثَام!”. فَأَجَابَ سِيمُونُ وقَال: ” إِسْأَلا أَنْتُمَا الرَّبَّ مِنْ أَجْلي لِئَلاَّ يُصيبَني شيءٌ مِمَّا قُلتُما”. أَمَّا هُمَا فَبَعْدَ أَنْ شَهِدَا ونَادَيَا بِكَلِمَةِ الرَّبّ، عَادَا إِلى أُورَشَليمَ وهُمَا يُبَشِّرَانِ في قُرًى كَثِيرَةٍ لِلسَّامِرِيِّين. قراءات النّهار: أعمال الرّسل 8: 9، 13ب-25 / متى 18: 15-20 التأمّل: كم من سيمون في مجتمعنا! كثيرون يظنّون بأنّ مالهم ضمانةٌ لهم في كلّ الأمور حتّى الرّوحيّة منها! إن وباء الكورونا أظهر هشاشة بشريّتنا والأزمة الاقتصادية التي تسبّب بها بيّنت للناس أنّ المال ليس بضمانة لأحد حتّى للأغنياء منهم! قيل: “المال خادمٌ جيّد ولكنّه سيّدٌ سيّء” ولذلك نبّهنا الربّ إلى ضرورة التمييز بين ما لله وما للمال وبين ما لقيصر وما لله كي يبقى في حياتنا سيّدٌ واحد هو الله لأنّه وحده يجعلنا أحراراً حقّاً! |
|