رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا وضعت صورة كرتون “نيلز” على عملة السويد ؟ يُعتبر كرتون نيلز جزء لا يتجزّأ من طفولتنا، وأحد الشخصيات الكرتونية المحبوبة بقصصه المفيدة. “نيلز” الصبي الصغير الذي مسخه ساحر من حجمه الطبيعي إلى حجم صغير جدًا بسبب إيذائه الحيوانات باستمرار، أصبح يُصاحب الإوزة “مورتن” التي تعيش في المزرعة، حيث يُرافقها في رحلاتها مع سرب من طيور الإوز المهاجرة، ويتعايش معها في رحلتها الممتعة. كل ذلك يبدو ممتعًا كأحداث مسلسل كرتوني، لكن ما علاقة مسلسل “نيلز” بعملة السويد؟ إذ تمت طباعة صورة الكرتون على عملة السويد فئة 20 كرونة من جهة، ومن الجهة الأخرى صورة للروائية والكاتبة السويدية “سيلمي”. يبدو ذلك غريبًا كاختيار لصورة تُطبع على عملة ورقية وطنية! فلماذا اختارت السويد صورة من كرتون أطفال لتضعها على عملتها الوطنية؟ لماذا وقع الاختيار على كرتون “نيلز” لطباعته على عملة السويد الوطنية؟ تم إنتاج مسلسل “نيلز” الكرتوني بين عامي 1980-1981، وهو أول عمل تُنتجه شركة أستوديو بيرو اليابانية والذي حقّق نجاحًا على عكس المتوقع! المسلسل الذي يتألف من 52 حلقة مأخوذٌ عن الرواية العالمية “مغامرات نيلز المدهشة” للكاتبة السويدية “سيلمي لاغروف”، والتي حازت على جائزة نوبل في الأدب من روايتها التي تُرجمت للغات عديدة، ولها قصة ممتعة للغاية. “نيلز” ومادة الجغرافيا السويدية! على الرغم من الطبيعة الساحرة التي تتمتّع بها السويد، إلا أن إقبال التلاميذ على التعرف على جفرافيا بلادهم لم يكن مُرضيًا. فعلى الرغم من أهمية مادة الجغرافيا، لكن تأثر الطلاب بهذه المادة كان ضعيفًا، ما أثار غضب المسؤولين في التعليم وبحثوا عن حلول عديدة لهذه الظاهرة المزعجة والمحبطة. وبعد تجربة عدة حلول، وقع الاختيار على المدرّسة “سيلمي” لتُحوّل مادة الجغرافيا إلى مادة ممتعة جاذبة للأطفال. بدلًا من كتاب ممل وكئيب، حملت “سيلمي” على عاتقها إعادة تأليف كتاب الجغرافيا عبر إدخال الشغف بين سطوره، وأخذ الطلاب في رحلة عبره إلى معالم الوطن المختلفة. وبعد التفكير في أفضل طريقة لجذب الأطفال إلى تعلّم الجغرافيا وحبها، كان الحل من وجهة نظر “سيلمي” أن تختار شخصية خيالية في الكتاب الجديد تأخذ الأطفال معها في رحلة جغرافية ممتعة. عملت “سيلمي” على كتابها مدة 6 سنوات منذ أن كُلّفت بها عام 1900، وخرجت بتحفة أدبية أطلقت عليها اسم “نيلز هولكرسونس ورحلته الرائعة عبر السويد”. الكتاب الذي صدر رسميًا عام 1906، أحبه الكبار قبل الصغار، وكان له وقعٌ كبير على التلاميذ والأهالي وحتى البلدان المجاورة. فقد تُرجم الكتاب إلى 12 لغة وتم إنتاج فيلم كرتوني عنه. ومن أجل تكريمها والاحتفاء بجهودها، قرّر المسؤولون وضع صورة الكاتبة “سيلمي” وعملها المُتقن على صورة عملة السويد فئة 20 كرونة، والتي لا تزال حتى اليوم تحمل نفس الصورة. |
|