رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
فلسفة العمل اليدوى في الرهبنة
لقد أوصى اباء الرهبنة بضرورة العمل للراهب؛ فنجدهم يقولون قال القديس الأنبا أنطونيوس:اشتغل بكل قوتك ليتمجد أبوك الذي في السماوات «الراهب الذي لا يمارس عملا يدان كانسان نهم مغتصب» الأب لوط قال القديس كاسینوس الرومي لأن الذي يمارس العمل يتخلص من الضجر ويتحصل على ما يقيت به نفسه ويسعف به المحتاجين بستان الرهبان قيل: أنه حضر الى الأب لوقيوس رهبان من أولئك الذين يدعون «مصلين» فسألهم عن عمل ايديهم فقالوا له: نحن لا نهتم بعمل اليدين. انما نهتم بالصلاة الدائمة كقول الرسول. فقال لهم الشيخ: أما تأكلون وتنامون؟ قالوا: نعم. فقال لهم: فاذا ما جلستم تأكلون أو إذا نمتم فمن يصلي عنكم؟ فلم يكن لهم ما يجيبونه به. فقال لهم: اغفروا لي فان عملكم ليس كقولكم، لكني أريكم كيف أني أمارس عمل يدي. وأصلي دائما. وذلك بأن اجلس بعون الله وابل خوصا واضفر الضفيرة واقول: ارحمني يا الله کعظیم رحمتك وككثرة رأفتك أمح اثمی، انما يعتبر ذلك صلاة؟ أجابوه: نعم. قال لهم: وإذا مكثت هكذا طول النهار أعمل واصلی فيكون لي عن عمل كل يوم ستة عشر فلسا. فأعطى منها على الباب فلسين.. وآكل بالباقی فیصبح آخذ الفلسين مصليا عني في وقت اکلی وفي وقت نومی وبنعمة الله تكمل لي الصلاة الدائمة كأمر الرسول. واذ امارس عملی فانی بذلك أقهر شیطان الملل والشهوة. لأن الملل يؤدي الى البطالة. والشهوة كائنة في البطالة. والطريق التي سلمها لنا جماعة الرهبان هي هذه: انه يلزمنا أن نشتغل بأيدينا ونصوم طول النهار، ونقتني صمت اللسان، ونبكي على خطايانا بستان الرهبان ومرة زار أحد الاخوة الاب سلوانس في جبل سيناء، فلما رأى الاخوة منكبين على العمل قال للشيخ: "لا تعملوا للطعام البائد ایها الأب، لأن مريم اختارت لها الحظ الصالح "فقال الشيخ لتلميذه: «اعط الأخ انجيلا وادخله في قلاية فارغة» ففعل. فلما حانت ساعة الأكل بقي الأخ منتظرا على الباب مترقبا وصول من يسأله المجيء إلى المائدة. فلما لم يدعه أحد، نهض وجاء الى الشيخ وقال له: «أما أكل الاخوة اليوم يا أبانا؟» أجابه: نعم. فقال له: ولماذا لم تدعني للأكل معهم؟ فأجابه الشيخ «ذلك لأنك روحاني، لست في حاجة الى طعام، وأما نحن فجسدیون نحتاج الى طعام ولذلك نمارس الأعمال. أما أنت فقد اخترت النصيب الصالح: تقرا النهار كله، ولا تحتاج إلى أن تأكل طعاما». فلما سمع الأخ هذا الكلام خر ساجدا وقال: «اغفر لي يا أبانا» فأجابه الشيخ: «لا شك أن مریم تحتاج الى مرثا. لأن مريم بمرثا مدحت» بستان الرهبان جاء قوم الى الأب شوشاي ليسمعوا منه قولا. فلم يخاطبهم بشيء ولم یزد في كلامه عن «اغفروا لی» ولما رأوا عنده زنابيل قالوا لتلميذه: ماذا تعملون بهذه الزنابيل؟ قال لهم: أن الشيخ يفرقها هنا وهناك ... فلما سمع الشيخ قال: أن شوشای من هنا ومن هناك يغتذى.. فلما سمعوا ذلك انتفعوا جدا وسُئل أيضًا أحد الآباء [أي شيء يلزم لمن يريد الخلاص؟ وإذ كان الأب ملازمًا للعمل لا يرفع رأسه عنه فأجاب: هذا هو ما تراه] أي اعمل مثلما ترى وهذا سيساعدك على خلاص نفسك قيل عن الأنبا بموا إنه عندما حضرته الوفاة سأله الآباء قائلين: قل لنا كلمة فقال: إني منذ دخولي هذه البرية وبنائي القلاية وسكناي فيها ما انقضى علىَّ يومًا واحدًا بدون عمل، ولا أتذكر إني أكلت خبزًا (مجاناً) من إنسان وإلى هذه الساعة ما ندمت على لفظ واحد لفظته وها أنا منطلق إلى الرب وكأني ما بدأت بشيء يرضيه بعد بستان الرهبان أجهد نفسك في عمل يديك؛ ليسكن خوف اللـه فيك المتوحد هو إنسان قد ترك العالم وكل مجده وغناه وربحه، وأخْذه وعطاءه وبلده وأقاربه، وانتقل إلى المجامع والأديرة، أو الجبال والبراري، يجلس في السكون، ويعمل بيديه ويقوت نفسه، أو تعطى له صدقة من المؤمنين حسب عوزه فقط، ويعبد الله ليلاً ونهاراً القديس ماراسحق السرياني وسمي عمل الراهب الذي يمارسه بي (عمل اليد) وكان الهدف منه اولاً ـ لأجل قتال الضجر مع الراهب وليس لأجل الربح عندما ترجع إلى عمل يديك؛ وأنت في السكون؛ لا تجعل وصية الآباء من أجلها؛ غطاءً لمحبة الفضة؛ بل اشتغل بعمل قليل من أجل الضجر؛ بصناعة ليس فيها سجس؛ ولا اضطراب للعقل؛ وان كان الفكر يهدس فيك (يراودك) بان تعمل بحجة الصدقة؛ فاعلم ان الصلاة رتبتها؛ أرفع من الصدقة قد رسم الآباء العمل؛ للمبتديتين والضجورين القديس ماراسحق السرياني ان كنت تمارس عمل يديك؛ فلا تتوانى ألبته؛ بل أهتم به بمخافة اللـه؛ كي لا تخطئ دون وعي؛ في كل عمل يدوي تتعلمه؛ قل لمن يعلمك ولا تستح ان تكرر له القول " اصنع محبة وانظر ان كان عمل جيداً أم لا " اتعب بالحري جسدك في عمل يديك؛ لكي تثبت في السكون كما يجب في قلايتك؛ وتأكل خبزك الأنبا اشعياء الاسقيطى ثانياً ـ لإعطاء صدقة للمحتاجين قال أحد القديسين: «ان الرحيم ان لم يكن عادلاً فهو أعمى» أي انه ينبغي له ان يمنح الآخرين مما تعب فيه بنفسه واكتسبه بالعدل لا مما اقتناه بتوسط الكذب والجور والتحايل. وقال أيضاً في موضع آخر: «ان كنتَ تؤثر ان تزرع في (حقل) المساكين فازرع مما يخصَّك؛ لإنك ان زرعتَ من بذار الآخرين؛ فاعلم ان ذلك أمرُّ من الزوان القديس ماراسحق السرياني اشغل نفسك في عمل يديك ليجد المسكين خبزاً؛ لان البطالة موت وخراب للنفس الأنبا اشعياء الاسقيطى يقول القديس نيلس: يجب أن تكون أعمال يديك إلهية لا أرضية؛ ولتكن أثمارها مشاعة بينك وبين المساكين قال أحد الآباء اهتم بعمل يديك ومارسه إن أمكنك ليلًا ونهارًا لكي لا تثقل على أحد وحتى يكون لك ما تعطى المساكين حسبما يأمر به الرسول ولكي ما تصرع شيطان الضجر وتُزيل من نفسك بقية الشهوات؛ لأن شيطان الضجر منكب على البطالة وهو في الشهوات كامن ثالثاً ـ لإتعاب الجسد قيل ان أحد الرهبان كان يشتغل في عيد شهيد؛ فلما أبصره آخر هكذا قال له: ايجوز اليوم العمل؟ فأجابه: أن الشهيد فلان قد عذب في هذا اليوم. وجلد وتجشم اتعابا كثيرة حتى الموت. الا ينبغي لي أن أتعب ولو قليلا في عمل يدي!! بستان الرهبان رابعاً ـ لكي لا يخرج الراهب من قلايته بسبب العوز فيصيبه الشرور ولا تكن من القوم البطالين الذين يؤثرون الاغتذاء من وجوه سمجة لا سيما من النساء، واذ لك يدان فاعمل وكل، لأنه اوفق لك أن تتشاغل بعمل اليدين من أن تتضرع لأعمال الخطية، لأن العمال لا يقبل البطالة؛ لئلا يسقط كمن يظن أنه منكب على عمل روحاني؛ ولا يسير فيه كما ينبغي القديس مرقس رابعاً ـ وأن يكون العمل في صمت قال أحد القديسين: «إن الآباء قد سلموا الينا هذه الطرق، وهي أن نعمل بأيدينا وان نلازم الصمت؛ وان نبكي على خطايانا بستان الرهبان قال مار افرام «فاتحة العجرفة هي عدم مشاركة الراهب الإخوة في العمل حسب قدرته، وإذا ما جئنا الى العمل فلا نكثر الكلام بل ليكن اهتمامنا وتفكيرنا في الهدف الذي من اجله خرجنا» «ثلاثة أعمال رأيناها للأب بموا: صوم الى المساء كل يوم. وصمت دائم. وعمل اليدين» الأب بيمين خامساً ـ وان يكون العمل مقترناً بالصلاة قيل القديس أنطونيوس: إنه ذات يوم وهو جالس في قلايته أتى عليه بغتةً صغر نفس وملل وحيرة عظيمة وضاق صدره، فبدأ يشكو إلى الله ويقول: ”يارب، إنني أحب أن أخلص والأفكار لا تتركني، فماذا أفعل“؟ وقام من موضعه إلى موضعٍ آخر وجلس، وإذ برجلٍ جالسٍ مقابله وعليه اسطوانة (أي هالة) ومتوشِّح بزنار صليب مثال الإسكيم، وعلى رأسه كوكلسة شبه الخوذة، وكان جالسًا يضفر الخوص، ثم قام ذلك الرجل عن عمله ووقف يصلِّي، ثم جلس يعمل أيضًا، ثم قام أيضًا وصلَّى، وأيضًا جلس يعمل، وكان ذلك الرجل هو ملاك الله أُرسِل لعزاء القديس وتقويته. فقال له:”يا أنطونيوس، افعل هكذا وأنت تستريح“. فلما سمع كلام الملاك امتلأ فرحًا وتعزيةً، ومن ذلك الوقت اتخذ أنطونيوس ذلك الزيّ الذي هو شكل الرهبنة، وصار يصلِّي ويعمل أيضًا الضفيرة، ولم يعد الملل يضايقه بشدّة، واستراح بقوة الرب يسوع المسيح له المجد بستان الرهبان سابعاً: ونستخدمه كعلاج في أوقات الضجر والآن فلنقيد هذا المغتصب بذكر هفواتنا؛ ونصفعه بالعمل اليدوي؛ ونجره الى المحاكمة بتأمل الخيرات المنتظرة وخصماي اللذان كبلاني (على لسان الضجر) كما ترون هما تلاوة المزامير والعمل البدوي القديس يوحنا السلمي ثامناً: لمقاومة النعاس إذا ثقلت عيناك فتناول عملا يدويا؛ اما إذا لم يدهمك النعاس فلا تتناول عملا لان خدمة الله والمال غير مستطاعة، اي انه يتعذر انشغال العقل بالله والعمل في آن واحد القديس يوحنا السلمي وقيل بستان الرهبان في ذلك آن آباءنا الروحانيين جعلوا عمل اليدين مثل قانون محدد وليس من اجل المال وحسبوه كأحد الفضائل للأسباب الآتية: أ) لأنه يخفف عن الاخ الثقل والملل ب) لكي يعد قوته ويعطى أيضا منه صدقة لأخرين؛ لئلا يجد مجالا للخروج من قلايته بسبب العوز فيسبب له دالة وخلطة مع العلمانيين ج) لكي يمنع عن نفسه الشرور التي تتولد من البطالة وقد حذر الإباء من كثرة العمل داخل القلاية لئلا اولاً ـ يضطرب الراهب داخل قلايته الحرب التي يثيرها الإنسان؛ على نفسه بجهالة؛ من خلال الحواس؛ ومن التواني أي من الأخذ والعطاء؛ والنظر؛ والسمع؛ والكلام؛ وشره البطن؛ ومن كثرة الأعمال (اليدوية) المتزايدة التي يضعها على نفسه؛ تلك الأمور التي تجلب على النفس العمى. ذلك لان النفس؛ بسبب الاضطراب؛ الذي يلاقيها من الخارج؛ لا تقدر ان تتأمل ذاتها؛ في الحروب؛ المتحركة عليها خفية القديس ماراسحق السرياني ثانياً ـ ان لا يكون العمل معطلاً عن عمل المحبة ان دعاك أخوك وأنت منشغل بعمل يديك؛ أسرع لترى ما الذي يريده منك؛ وانجز معه شغله تاركاً عملك ثالثاً ـ ان لا يكون العمل معطلاً عن الصلاة إذا قمت باكر كل يوم؛ فقبل ان تقوم بعمل يديك أتلُ في كلام اللـه وسأل أخ الأب بيمن قائلًا: قل لي كلمة؛ فأجابه قائلًا: واظب على عمل يديك ما استطعت وذلك لتعمل منه صدقة؛ لأنه مكتوب إن الرحمة تطهر الخطايا، واجعل لك عمل اليدين مثل قانون محدد وليس من أجل الطمع فلا تبطل بسببه الأعمال الروحية قال بعض القديسين إذا باشرت عملًا في قلايتك وحانت ساعة صلاتك فلا تقل أفرغ من هذا القليل الذي بيدي وبعد ذلك أقوم بل بادر للوقت وأوفى الصلاة لله في وقتها في كل حين؛ لئلا تعتاد نفسك تدريجيًا إهمال الصلاة الأنبا اشعياء الاسقيطى رابعاً ـ ان لا يكون لأجل محبة الربح إذا مضيت إلى مدينة لتبيع عمل يديك؛ فلا تتشدد في الثمن كالعلمانيين؛ بل بعه بما يساويه؛ كي لا تُهلك تعبك في قلايتك؛ وإذا أردت ان تشتري شيئاً فلا تساوم قائلاً: ان هذا غير موافق؛ فلن أدفع شيئاً. بل ان كنت تحتاج إلى الشيء؛ فأغصب نفسك قليلاً وخذه؛ أما إذا لم يكن معك ما تدفعه؛ فأتركه بسكوت. فان أقلقتك أفكارك قائلة: وأين تجد هذا الشيء؟ قُلْ: قد صرت بِهذا مثل القديسين الذين أمتحنهم اللـه بالفقر؛ لكي يرى صدق نيتهم فيوصلهم إلى الغنى الحقيقي محبة الكسب؛ والكرامة؛ والراحة؛ تتصارع مع الإنسان حتى موته الأنبا اشعياء الاسقيطى أحد القديسين كان يسكن بجوار راهب شرير لص فكان يسرق الزنابيل التي يعملها بيديه لذلك كان القديس يُتعب نفسه ويشتغل أكثر حتى يعوّض الزنابيل المسروقة، ثم في وقت نياحة الراهب الشيخ القديس جاء هذا الأخ مع الرهبان لكي يحضر وقت نياحته فأمسك الشيخ بأيدي الأخ اللص ولبث يقبّلها فخجل الأخ جدًا وهو يعلم نفسه أنه لص وقال: العفو يا أبى لماذا تقبل يدي؟ قال له إني أشكر هاتين اليدين اللتين بهما أدخل ملكوت السماوات خامساً ـ ان يكون بدافع المنافسة إذا كنت تعمل مع شخص ضعيف فلا تنافسه خفية؛ مريداً ان تعمل أكثر منه إذا كان أخوك يعمل عملاً ويتلفه؛ فلا تقل له شيئاً؛ إلا إذا سألك: "اصنع معي محبة يا أخي وعرفني" فان كنت تعرف ومع ذلك تسكت فهذا موت لك إذا كنت تعمل عمل يديك؛ فمهما كان ذلك العمل أبذل جهدك ألا تعرف قدر ما عملته؛ أو ما عمله أخوك خلال الأسبوع؛ لان هذا عدم لياقة إذا ذهبت إلى عمل مع إخوتك؛ فلا تشتهي ان يعرفوا إنك عملت أكثر منهم؛ لان كل عمل يعمله الإنسان في الخفاء هو ما يقبله اللـه منه الأنبا اشعياء الاسقيطى سادساً: وان لا يكون بدافع الضجر؛ فيكون وسيلة لإقامة صدقات ان الضجر يوحي الى الرهبان أن يكونوا مضيافين ويحثهم على اصطناع الصدقات عن طريق العمل اليدوي؛ ويحضهم على افتقاد المرضى بنشاط مذكرا اياهم بقول القائل: «كنت مريضا فزرتهموني» ويشير عليهم بالذهاب إلى من اشتد اغتمامهم وصغرت نفوسهم هاجسا لهم، وهم المتضجرون، بقول الرسول: "عزوا المتضجرين" القديس يوحنا السلمي اما بالنسبة لعمل اليد للمتوحدين أولاً ـ فقد رسم الإباء العمل للمتوحد المبتدئ فقط فعمل اليدين موضوع برسم الضعفاء؛ أما الكاملون فان ذلك مزعج لهم. لان عمل اليدين يعتبرونه معوِّقاً ومعطِّلاً لتذكار الله. والآباء قد رسموا العمل للمساكين والضجورين؛ لا على انه أمر ضروري وان كان إنسان لا يقدر ان يحفظ السكوت دون عمل اليد؛ ولا ان يثبت في القلاية؛ فليعمل بيده ويستعِن به؛ ولا يُفرِط فيه؛ رغبة في الربح والكسب. لان هذه وصية ثانية هي وليست لازمة أما عمل المتوحد، فهو...تكميل سبعة أوقات الصلاة؛ الطاعة والخضوع للرؤساء والمعلم؛ خدمة الضعفاء وعمل اليدين القديس ماراسحق السرياني ثانيا ًـ اما بالنسبة للمتوحدين الكاملين فقد نهو عنه قال أحد القديسين: ليس هذا هو غرض سيرتك وقصدها؛ ان تُشبع الجياع؛ أو ان تكون قلايتك ملجأ للغرباء؛ لان هذه السيرة تليق؛ بالذين يريدون ان يتدبروا في العالم حسناً؛ وليست هي للمتوحدين المنعتقين من جميع المنظورات؛ الذين قصدهم هو حفظ (نقاوة) العقل بالصلاة مغبوط هو الإنسان الذي يعرف هذه الأمور؛ ويلازم السكوت والهدوء؛ ولا يكثر لنفسه الأعمال؛ بل ينقل كل الأعمال الجسدانية إلى عمل الصلاة؛ وان أمكنه لا يشارك مع عمل الله – الذي هو الصلاة؛ وقراءة الكتب؛ وخدمة المزامير – شيئاً آخر من الأشغال؛ واثقاً انه بمقدار ما يعمل مع الله عزّ وجلّ؛ ويصرف كل اهتمامه إليه ليلاً ونهاراً؛ لن يعوزه شيء مما تدعو إليه الحاجة الضرورية؛ لأنه من أجل الله قد امتنع من العمل ما لم يمت الإنسان الخارجي من أعمال العالم؛ لا من الخطية فقط بل ومن كل عمل جسداني؛ وما لم يمت الإنسان الداخلي أيضاً من الأفكار والتذكارات الخبيثة وتضعف حركة الجسد الطبيعية حتى ان حلاوة الخطية لا تتحرك بعدُ في القلب وما لم يعطل الإنسان كل اهتمام بالأمور العالمية؛ ما خلا حاجة الطبيعة الضرورية؛ ويعتمد على الله تعالى في الاهتمام بذلك: لا يتحرك فيه السكر الروحاني القديس ماراسحق السرياني |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كم أن أجسادنا عندما تكون مرهقة من العمل اليدوي |
فلسفة الرهبنة هى "الموت عن العالم" |
البابا شنودة وانخراطه في العمل الديني |
العمل اليدوي هو لأجل ضروريات الحياة |
الرهبنة الفردية أقوى من الرهبنة الجماعية |