رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِهذَا قُلْتُ لَكُم: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يُعْطَ لَهُ ذلِكَ مِنْ لَدُنِ الآب
إنجيل القدّيس يوحنّا 6 / 60 – 71 لَمَّا سَمِعَ كَثِيرُونَ مِنَ التَلامِيذ، قَالُوا: «إِنَّ هذَا الكَلامَ صَعْبٌ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟». وعَلِمَ يَسُوعُ في نَفْسِهِ أَنَّ تَلامِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ مِنْ كَلامِهِ هذَا، فَقَالَ لَهُم: «أَهذَا يُسَبِّبُ شَكًّا لَكُم؟ فَكَيْفَ لَو شَاهَدْتُمُ ٱبْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً؟ أَلرُّوحُ هُوَ المُحْيِي، والجَسَدُ لا يُفيدُ شَيْئًا. والكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُم أَنَا بِهِ هُوَ رُوحٌ وهُوَ حَيَاة.لكِنَّ بَعْضًا مِنْكُم لا يُؤْمِنُون». قَالَ يَسُوعُ هذَا لأَنَّهُ كَانَ مِنَ البَدْءِ يَعْلَمُ مَنِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون، ومَنِ الَّذي سَيُسْلِمُهُ. ثُمَّ قَال: «لِهذَا قُلْتُ لَكُم: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يُعْطَ لَهُ ذلِكَ مِنْ لَدُنِ الآب». مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ ٱرْتَدَّ عَنْ يَسُوعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلامِيذِهِ، ولَمْ يَعُودُوا يَتْبَعُونَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلٱثْنَي عَشَر: «وَأَنْتُم، أَلا تُرِيدُونَ أَيْضًا أَنْ تَذْهَبُوا؟».أَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُس: «يَا رَبّ، إِلى مَنْ نَذْهَب، وكَلامُ الحَيَاةِ عِنْدَكَ؟ ونَحْنُ آمَنَّا، وعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ قُدُّوسُ الله».أَجَابَهُم يَسُوع: «أَمَا أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، أَنْتُمُ الٱثْنَي عَشَر؟ مَعَ ذلِكَ فَوَاحِدٌ مِنْكُم شَيْطَان!». وكَان يُشيرُ إِلى يَهُوذَا بْنِ سِمْعَانَ الإِسْخَريُوطِيّ، الَّذي كَانَ مُزمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ، وهُوَ أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر. التأمل: «لِهذَا قُلْتُ لَكُم: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يُعْطَ لَهُ ذلِكَ مِنْ لَدُنِ الآب». سنة 2003، اتُهم كوبي براينت (لاعب كرة سلة أميركي شهير توفي في 26 كانون الثاني عام 2020 في حادث تحطم طائرة) باغتصاب امرأة في غرفته في أحد الفنادق فيما كان متواجداً في كولورادو يخضع لعملية جراحية في ركبته. كانت للحادثة تداعيات جسيمة عليه إذ تخلى عنه العديد من الرعاة وشُوهت سمعته. وسنة 2011، قدمت زوجته طلباً للطلاق منه. لكن كوبي براينت التجأ إلى إيمانه الكاثوليكي خلال إحدى أحلك لحظات حياته، وقد عبر عن هذه اللحظات قائلاً: “الأمر الذي ساعدني فعلاً خلال محنتي وانطلاقاً من إيماني الكاثوليكي، كان التحدث مع كاهن. ما حصل مضحك قليلاً: نظر إلي وقال لي: “هل فعلت ذلك؟”. فأجبته: “طبعاً لا”. بعدها، سألني: “هل لديك محامٍ بارع؟” فأجبته: “أجل، إنه رائع”. عندها، قال لي: “انس الموضوع. وامضِ قدماً. الله لن يعطيك أي شيء لا تستطيع تحمله، والأمر بات بين يديه الآن. هذا أمر لا تستطيع السيطرة عليه”. هنا، كانت نقطة التحول في حياة أعظم لاعب كرة السلة في التاريخ، بفعل قوة كلمة الله التي تعيد خلق الانسان وتمنحه سلاماً عميقاً، يعيد اعتباره لنفسه واعتبار الآخرين له.. التحول بقوة كلمة الله التي صالحت كوبي براينت مع زوجته، اذ طلب الغفران فغفرت وبقيت زوجته، لا بل أسسا معا جمعية تعنى بالشباب المحتاجين والمشردين لتنمية مهاراتهم الجسدية والاجتماعية من خلال الرياضة… التحول بقوة كلمة الله التي تعطي للإنسان دفعاً جديدا يتخطى من خلاله حدود الخوف، والانطلاق بعيداً حيث يلتقي بالذات الإلهية.. التحول بقوة كلمة الله التي تمنح المؤمن طاقة للتحرك لا توفرها له لا الشهرة ولا الثروة ولا أي شيء آخر.. ربما كان كوبي براينت نجماً كبيراً وأسطورة في كرة السلة الأميركية، لكن النجوم يضعفون ويخطأون أيضاً وهم بحاجة الى كلام الله الذي يعطيهم حياةً أبدية فهُوَ رُوحٌ وهُوَ حَيَاة والجسد وكل ما يتعلق به من ثروة وشهرة لا يفيد شيئاً، لذلك هم أيضاً يقولون: «يَا رَبّ، إِلى مَنْ نَذْهَب، وكَلامُ الحَيَاةِ عِنْدَكَ؟”… |
|