هذا هو حب الله لبني البشر
أنه أراد أن يكون لهم أباً بالنعمة
+ [ هذا هو حب الله لبني البشر أنه أراد أن يكون لهم أباً بالنعمة، هؤلاء الذين خلقهم. وهذا إنما يحدث عندما يتقبَّل الناس وهم مجرد خليقة روح الابن في قلوبهم صارخين " يا أبا الآب " ( غلا 4: 6 ).
نعم، هؤلاء عندما يقبلون " الكلمة " ينالون به القوة التي يصيرون بها أولاد الله. ولأنهم أصلاً مجرد خلائق، فإنهم لا يُمكن أن يصيروا أبناءً إلاَّ إذا قبلوا روحه، أي روح ابن الله الذي هو من جوهره.
ولهذا إن كان الكلمة صار جسداً، فذاك لكي يجعل الإنسان قادراً أو مؤهلاً لقبول اللاهوت ...
ونحن لسنا أبناء لله بالطبيعة، ولكن ابن الله الذي فينا هو ابن الله بالطبيعة، وكذلك فإن الله ليس أبانا بالطبيعة ولكن أبو " الكلمة " الذي فينا، الذي فيه وبه نصرخ " يا أبا الآب " ( رو 8: 15 )؛ حتى أن الآب حينما ينظر أولئك الذين يرى فيهم ابنه يقول الآب " قد ولدتكم " ( مز 2 : 7 ) ويدعوهم أولاده ]
+ [ لذلك كما اشترك " الكلمة " في ضعفاتنا باتخاذه جسداً بشرياً، هكذا نحن باتخاذنا ( قبولنا ) الكلمة نشترك في عدم موته ]
القديس أثناسيوس الرسولي