رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن أعثرتك عينك أو يدك لمثلث الرحمات البابا شنودة الثالث هل يجوز للإنسان أن يقلع عينه ، أو يقطع يده إن أعثرته ، عملاً بقول الكتاب ( متي 5: 29- 30) ؟ يقصد الرب التشديد علي البعد عن العثرة ، كما يقول " لأنه خير لك أن يهلك احد أعضائك ، ولا يلقي جسدك كله في جهنم "( متي 5: 29 -30) . ولكن هذه الوصية ينبغي أن ي}خذ بمعناها الروحي وليس بمعناها الحرفي . فمعناها الروحي يمكن ؤان يكون ملزماً . اما المعني الحرفي ، فمن الصعب ان يكون ملزماً بعض القديسين نفذ هذه الوصية حرفياً ، مثل سمعان الخراز ، وكذلك بعض القديسات في بستان الرهبان . ولكن يستحيل ان تنفذ هذه الوصية حرفياً بصفة عامة . وإلا صار غالبية من في العالم بعين واحدة ، لشدة انتشار العثرة ، وبخاصة في سن معينة ، وفي ظروف وملابسات خاصة . ولكن كثيراً من القديسين ذكروا انه يمكن ان يقصد بالعين أعز إنسان إليك ، كما يقصد باليد اكثر الناس معونة لك . فإن أصابتك عثرة من أي من هؤلاء ، يمكن أن تقطع نفسك من عشرته . ونلاحظ أن الكنيسة في بعض قوانينها حرمت قطع أعضاء من جسم الإنسان اتقاء للعثرة ، مثل القانون الذي يحرم من يحصي نفسه . كما أن قطع العين أو اليد ( بالمعني الحرفي ) ، لا تمنع العثرة أو الخطية . لأن الخطية غالباً ما تنبع من داخل القلب . وإذا كان القلب نقياً ، فإن الإنسان يري ولا يعثر . إذن من الأفضل ان نأخذ الوصية بمعناها الروحي وليس الحرفي . ومما يثبت هذا أيضاً ، قول الرب في إنجيل مرقس (مر 9: 43-48) : " لأنه خير لك ان تدخل الحياة أقطع اعرج أعور ".. وطبعاً لا يمكن أن نأخذ هذا الكلام بطريقة حرفية ، لأنه لا يمكن لإنسان أن يكون في السماء اقطع أو اعرج أو أعور ؟! إذا لا نتصور أن يكون بار في النعيم بمثل هذا النقص ، كما لا يمكن هذا هو جزاء الأبرار علي برهم عن العثرة مهما كلفهم ذلك من ثمن ! يعلمنا الكتاب أن " الروح يحيي ، والحرف يقتل "( 2 كو 3: 6) . لذلك لا يمكننا ان نأخذ كل الوصايا بطريقة حرفية . وهذه الوصية بالذات أراد الرب أن يشرح لنا خطورة العثرة ووجوب البعد عنها ، حتى لو أدي الأمر إلي قلع العين . |
|