نِعْمَةُ اللهِ الَّتي هِيَ مَعِي
الاثنين من أسبوع الحواريّين
أُذَكِّرُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، بِالإِنْجِيلِ الَّذي بَشَّرْتَكُم بِهِ، وَقَبِلْتُمُوه، ومَا زِلْتُم فِيهِ ثَابِتِين، وبِهِ أَيْضًا أَنْتُم تَخْلُصُون، إِذَا بَقِيتُم مُتَمَسِّكِينَ بِالكَلِمَةِ الَّتي بَشَّرْتُكُم بِهَا، إِلاَّ إِذَا كُنْتُم قَدْ آمَنْتُم بَاطِلاً! فإِنِّي قَدْ سَلَّمْتُ إِلَيْكُم أَوَّلاً مَا أَنَا تَسَلَّمْتُهُ، وهوَ أَنَّ الـمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا، كَما جَاءَ في الكُتُب؛ وأَنَّهُ قُبِر؛ وأَنَّهُ أُقِيمَ في اليَوْمِ الثَّالِث، كَمَا جَاءَ في الكُتُب؛ وأَنَّهُ ظَهَرَ لِكِيفَا، ثُمَّ لِلاِثْنَيْ عَشَر. وبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ مِئَةِ أَخٍ مَعًا، وأَكْثَرُهُم بَاقٍ حَتَّى الآن، وبَعْضُهُم رَقَدُوا. بَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوب، ثُمَّ لِجَمِيعِ الرُّسُل. وآخِرَ الـجَمِيعِ ظَهَرَ لي أَيْضًا أَنَا السِّقْطُ! فإِنِّي أَنَا أَصْغَرُ الرُّسُل، ولَسْتُ أَهْلاً أَنْ أُدْعَى رَسُولاً، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ الله، لـكِنِّي بِنِعْمَةِ اللهِ صِرْتُ مَا أَنَا عَلَيْه، وَنِعْمَتُهُ عَلَيَّ لَمْ تَكُنْ بَاطِلَة، بَلْ تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِهِم، لا أَنَا بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتي هِيَ مَعِي. أَكُنْتُ أَنَا أَمْ كَانُوا هُم، فَهـكَذَا نُبَشِّرُ وهـكَذَا آمَنْتُم.
قراءات النّهار: 1 قورنتوس 15: 1-11 / مرقس 16: 9-14
التأمّل:
ما أعظم تواضع مار بولس الّذي أقرّ في رسالة اليوم بالتالي: “فإِنِّي أَنَا أَصْغَرُ الرُّسُل، ولَسْتُ أَهْلاً أَنْ أُدْعَى رَسُولاً، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ الله”!
لم يعرف الرّسول بولس الربّ يسوع شخصياً فهو لم يكن من الرسل الاثني عشر ولا من التلاميذ الاثنين والسبعين لكنّه، بعد أن التقى بالربّ يسوع، كرّس له حياته وأصبح شاهداً لقيامته فاستحق أن يقول: “لـكِنِّي بِنِعْمَةِ اللهِ صِرْتُ مَا أَنَا عَلَيْه، وَنِعْمَتُهُ عَلَيَّ لَمْ تَكُنْ بَاطِلَة، بَلْ تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِهِم، لا أَنَا بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتي هِيَ مَعِي”.
تدعونا رسالة اليوم إلى الاقتداء بهذا الرّسول العظيم فنشهد لقيامة الربّ يسوع في حياتنا وسلوكنا وفي كلّ منعطف من حياتنا!