ماذا ستفعل لو كنتَ واقفا عند الصليب هل تخلّص المسيح أم تدعه يُصلب ؟
ماذا كنتَ ستفعل لو كنتَ واقفا عند الصليب ، هل تخلّص المسيح ، أم تدعه يُصلب ؟ فإن خلصته هنا ، ستمنع نفسك مِن الخلاص والفداء وهنا ستهدم عقيدتك ، وإن تركته يُصلَب ، فانك ستشارك اليهود قتلة الأنبياء؟
_____________________________________________
يسأل المشكّكون كارهو الصليب ورافضو الخلاص باسم ربنا يسوع المسيح ، دائماً ، السؤال أعلاه :
.................................................. .......................................
الجواب : سؤال افتراضي وغير منطقي يُطرَح مِن الهالكين الذين يجهلون قوة الصليب وفعله الكفاري العظيم في الخلاص والفداء والتبرير ، لان كما ورد في الوحي المقدس في "آية (1 كو 1: 18): فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ، "
1... سيكون موقفي وحينها أنا أشك في المسيح، وما مؤمن به بعد ، سأقف موقف المتفرّج الحائر ، كما وقف غالبية الناس أي العامة - حينذاك - وحتى أغلب تلاميذ المسيح ، بين : غير مؤّيد لصلبه : لأن المسيح بريء ولا يستحق الصلب وإن ساوى نفسه بالله ، وبين مؤيد لصلبه : لأن المسيح جعل نفسه مساوياً لله ولم يكن الملك الذي انتظره اليهود ليخلصهم مِن حكم الغرباء الرومان، لأنهم اعتقدوا أن المسيح سيأتي كملك دنيوي ، لكنه ملك الملوك ومملكته ليست على الأرض بل في السماء.
... لكن الله الواحد بأقانيمه الثلاث، لا يبقينا حائرين ونشكّك بفعله الخلاصي مِن خلال تقديم ابنه الوحيد فداءً للبشرية ، لكلِّ مَن يؤمن به من البشر .
2... والإنجيل أعلمنا بأن أغلب أتباعه وتلاميذه تركوا المسيح شكّاً وخوفاً ، كما في : "آية (مت 26: 31): حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ." وهذا تحقيقا لنبوءة في زكريا 13 : 7 (( اِضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى الصِّغَارِ)).
فكانت القيامة المجيدة التي أذهلت الجميع وكانت ظهورات المسيح وهو حي لكثيرين بجسدٍ مُمجّد، وكنتُ أعيد قراءة ما كُتبَ في الكتاب المقدّس - العهد القديم - ، بأن المسيح هو الذي عناه الله في الآية "آية (تك 3: 15): وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». " هنا المسيح ابن الإنسان المولود مِن امرأة ، المولود غير مخلوق هو الذي سيسحق رأس الأفعى رمز إبليس والموت، وأعيدُ قراءة كل الآيات الموجودة في الكتاب المقدّس على لسان الأنبياء والتي كُتبت بوحي من الروح القدس، حول المسيح ، مجيئه ، صلبه ، قيامته ..
فكنت أنا سأكون مع ال 500 الذين حلّ عليهم الروح القدس ، يوم العنصرة.
... حتى اليهود الذين اشتركوا في صلب المسيح ، فهو - سلامه لنا - غفر لهم وقال: في لوقا 23 : 34 «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» وأغلب اليهود بعد القيامة المجيدة آمنوا بالمسيح يسوع، والدليل هو أن اليهود تاريخياً هُم قبل المسيحية ، فأين هم الآن ؟ أعدادهم لا تتعدى ال 20 مليون في كل أرجاء المعمورة ؛ أغلبهم تحوّلوا للمسيحية لإيمانهم به بأنه المسيح المنتظَر المكتوب في كتبهم المقدسة.
... كان يجب أن يقوم أحد بتسليم المسيح، وقام بهذه المهمة يهوذا الأسخريوطي وكان يجب أن يُصلَب كما مكتوب ، حتى يتم الفداء والخلاص
لوقا 9 : 44 «ضَعُوا أَنْتُمْ هذَا الْكَلاَمَ فِي آذَانِكُمْ: إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ».
"آية (مت 26: 24): إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!». "
ووقع هذا الصلب على يد اليهود والرومان الذين هُم كانوا السلطة الحاكِمة - آنذاك - والتي وافقت على الصلب.
... المسيح جاء مِن أجل الصليب :
"آية (لو 9: 22): قَائِلاً: «إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيرًا، وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ»."
... المسيح أطاع الله الآب ليُصلَب ، والمسيح الابن الوحيد لله الآب أطاع أباه وبإرادته صُلب : ( يوحنا 10 : 17 - 18 ) لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضا ، ليس احد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي لي سلطان أن أضعها و لي سلطان أن آخذها أيضا هذه الوصية قبلتها من أبي.
... هل الصليب لعنة ؟ أم محا اللعنة (الرد منقول من موقع الانبا تقلا ، للأمانة )
ورد في سفر التثنية "المعلّق ملعون من الله" (تث21: 23) لذلك أصّر اليهود على أن يموت السيد المسيح صلباً، (وكان نوع الموت في أيام الرومان هو الصلب ) لكي يثبتوا عليه اللعنة بحسب الناموس ولا يجرؤ أحد أن يقول إنه بار أو قديس لأن الناموس يقول "إن المعلّق ملعون من الله". مع أن الله وضع هذه الآية في الناموس لكي يُعلّق الله الكلمة على الصليب ويرفع لعنة الخطية، لذلك أكمل أشعياء النبي المعنى قائلاً "لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مُصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا؛ مسحوق لأجل آثامنا؛ تأديب سلامنا عليه؛ وبحبره شُفينا" (أش53: 4-5) اعتقدوا أنه ملعون لكنه حمل لعنة خطايا آخرين وحمل خطايا كثيرين وشفع في المذنبين حاملاً آثامهم، لذلك لا ينبغي أن تؤخذ آية واحدة بدون النظر إلى ما يُكمل المعنى من آيات أخرى في الكتاب.
محا السيد المسيح لعنة الخطية بقيامته من الأموات كما قال معلمنا بولس الرسول "وتعيَّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات" (رو1: 4). لذلك يقول أيضاً "الذي أُسلِمَ من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا" (رو4: 25). وأكد أهمية الصليب كوسيلة لرفع اللعنة عن المفديين فقال إن "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا. لأنه مكتوب: "ملعون كل من علّق على خشبة". لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع، لننال بالإيمان موعد الروح" (غل3: 13، 14).