رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن خيرات الله كثيرة، لذلك كل يوم نصلي ونقول فالنشكر صانع الخيرات، والله يعطينا الخير في الحياة وفي معاملاتنا كبشر. هل تستطيع أن تحصي خيرات الله لك؟ ..فالله يعطيك في حياتك على الارض خيرات مثل الصحة والمال والمكانة والعمل والخدمة والأسرة، ويعدنا أيضا بخيرات سماوية التي هي النصيب الصالح. تخيل وأنت تعيش على الأرض وتمارس مسئولياتك يكون لديك شعور دائم بأن لك نصيب في السماء، وهذا النصيب أنت تحافظ عليه بجاهادك، فالسيد المسيح أعطانا وعد بالسماء حيث قال أنا ذاهب لأعد لكم مكاناً، لذلك عندما تقرأ مقطع “الداعي الكل للخلاص لأجل الخيرات المنظرة”، عليك أن تكون على يقين أن خيرات كثيرة تنتظرك في السماء، من الخيرات المنتظرة في السماء الفرح الدائم بالوجود مع الله لأن الحياة الأبدية هي حياة كلها سعادة، الحياة التي لا يحتاج الإنسان معها أي أحتياجات أرضية، فيقول القديس يوحنا ذهبي الفم ما أعظم فرح القديسين في السماء بأن يروا الله”، والسماء توصف بأنها فرح وسلام دائم ومعية مع الله، وفي قطع صلاة الساعة التاسعة توجد عبارة جميلة جدا تقول “إذا ما ذقت من إحساناتك، أقدم لك تسبحة بغير فتور مشتاقا إلى بهاءك أفضل من كل شيء”..كلما يعيش الإنسان هذه المشاعر تصغر الأرض في عينيه، لقد قرأت أن رواد الفضاء عندما ينطلقون إلى السماء يرون الأرض مثل النقطة الصغيرة، فيشعون أنها لا تستدعي الصرع والعنف والجريمة المنتشر عليها، ولا تستحق الإنشغال بها من الأساس، لذلك قرروا هؤلاء الرواد بعد عودتهم من الفضاء أن يتركوا كل شئ ويصيروا خداما في كنائسهم، لأنهم شعروا بصغر وتفاهة الأرض أو بحسب تعبير كتب الرهبنة والكتب النسكية عن مشغليات الأرض ب ” أباطيل هذا العالم” . لكي تتمتع بالخيرات السمائية يجب أن تترك أفكارك الشريرة، وتستبدلها بأفكار جيدة، ولا يجب أن تترك عقلك يذهب مع الأفكار الرديئة، عليك أن تقوام الأفكار الشريرة بقرأة الكتاب المقدس، وحفظ آياته، كما يجب أن تغلب أباطيل العالم، فهناك أشياء في العالم لا تساوي شئ فتخيل لو هناك أخواه يتصارعون على أرض من التراب حتما سيتروكونها في يوم من الأيام، وقد يمتد خلافهم إلى المحاكم من جيل إلى جيل، وتابع: من أباطيل العالم أيضا الصراع من أجل المال، لذلك عليك أن تقول مع بولس الرسول “إن كان لنا قوت وكسوة فالنكتفي بهما”، كذلك عليك أن تغلب شهوات الجسد “والوجاهه “الاجتماعية وكل ما “يزغلل” العين لأنها كلها أشياء فانية وستذهب للتراب. وستطرد: أنك أنت إنسان الله فيجب أن تعمل من أجل الموعد بالخيرات المنتظرة، وفي سفر الرؤيا نسمع عبارة “من يغلب يرث كل شئ”، كما نصلي في التسبحة ونقول “تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم “. أجعل مشاعرك وأحاسيسك وأفكارك دائما في الخيرات المنتظرة التي يعدها الله للإنسان الذي يقضي معه على الأرض حياته بأمانة، أبحث وفكر وقيم حياتك بستمرار لكي تستطيع أن تتمتع بعد أنتهاء حياتك ومسئولياتك على الأرض بالخيرات المنتظرة في السماء..ربنا يكون معك دائما ويساعدك لكي لا يغيب عنك هذا الفكر”. |
|