قراءات اليوم في القداس أهي صدفة أم علامة من الرب؟
ما هو المطلوب لينقذنا الرب من الوباء؟
بمشاركتي اليوم – أونلاين – بالقداس الصباحي الذي احتفل به البابا فرنسيس في بيت القديسة مرتا، لفت انتباهي مضمون قراءات اليوم التي يمكن اعتبارها نبوءة بحد ذاتها.
القراءة الأولى من سفر دانيال: فيها صرخة للرب. صرخة لكي لا يصرف الرب رحمته عنا، وكأن الكلمات تنطبق فعلياً على ما نعيشه اليوم، لننتقل في الوقا عينه الى الانجيل حيث الحل لمعضلتنا!
سفر دانيال 43-39b.37b.35-34.25:3
في تلك الأَيّام: ووَقَفَ عَزَرْيا وصلَّى هكذا وفَتَحَ فاهُ في وَسَطِ النَّارِ وقال:
«أَيُّها الرَّبُّ الهنا، لا تَخذُلْنا إِلى الانقِضاء لِأَجلِ اسمِك، ولا تَنقُضْ عَهدَك.
ولا تصرف رَحمَتَكَ عَنَّا، لاجلِ إِبْراهيِمَ خَليلِك، وإِسَحقَ عَبدِك، ويَعقوبَ قِدِّيسِك.
نَحنُ اليَومَ أَذِلَّاءُ في كُلِّ الأَرض، لأَجلِ خَطايانا
ولكن لانسِحاقِ نفوسِنا، وتواضُعِ ارواحِنا، اقبَلنا؛
وكمُحرَقاتِ الكِباشِ والثِّيران ورِبِواتِ الحُمْلانِ السِّمان. هكذا فلْتَكُنْ ذَبيحَتُنا أَمامَكَ اليَوم، حَتَّى تُرضِيَكَ فإِنَّه لا خِزْيَ لِلمُتَوَكِّلينَ علَيكَ.
إِنّا نَتْبَعُكَ الآن بِكُلِّ قُلوبِنا ونَتَّقيكَ ونَبتَغي وَجهَكَ.
فلا تُخزِنا، بل عامِلْنا بِحَسَبِ رافتِكَ وكَثرةِ رَحمَتِكَ؛
وأَنقِذْنا على حَسَبِ عَجائِبكَ، واعطِ المجدَ لِاسمِكَ أَيُّها الرَّبّ».
“لا تصرف رحمتك عنا يا رب نحن أذلاء الأرض لأجا خطايانا، عاملنا بحسب كثرة رحمتك وأنقذنا وأنقذنا على حسب عجائبك!”
اما الانجيل، ففيه الترياق. دواء العودة الى الرب هو الرحمة.
إنجيل القدّيس متّى 35-21:18
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَنا بُطرُسُ وَقالَ لِيَسوع: «يا رَبّ، كَم مَرَّةً يَخطَأُ إِلَيَّ أَخي وَأَغفِرَ لَهُ؟ أَسَبعَ مَرّات؟»
فَقالَ لَهُ يَسوع: «لا أَقولُ لَكَ: سَبعَ مَرّات، بَل سَبعينَ مَرَّةً سَبعَ مَرّات.
لِذَلِك، مَثَلُ مَلَكوتِ ٱلسَّمَوات، كَمَثَلِ مَلِكٍ أَرادَ أَن يُحاسِبَ عبيدَهُ.
فَلَمّا شَرَعَ في مُحاسَبَتِهم، أَتَوهُ بِوَاحِدٍ مِنهُم عَلَيهِ عَشرَةُ آلافِ وَزنَة.
وَلَم يَكُن عِندَهُ ما يُؤَدّي بِهِ دَينَهُ، فَأَمَرَ مَوَلاهُ أَن يُباعَ هُوَ وَٱمرَأَتُهُ وَأَوَلادُهُ وَجَميعُ ما يَملِكُ لِيُؤَدِّيَ دَينَهُ.
فَجَثا لَه ٱلعَبدُ ساجِدًا، وَقال: أَمهِلني أُؤَدِّ لَكَ كُلَّ شَيء.
فَأَشفَقَ مَولى ذَلِكَ ٱلعَبد، وَأَطلقَهُ وَأَعفاهُ مِنَ ٱلدَّين.
وَلَمّا خَرَجَ ذَلِكَ ٱلعَبد، لَقِيَ عَبدًا مِن أَصحابِهِ مَدينًا لَهُ بِمائَةِ دينار. فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ وَهُوَ يَقولُ لَهُ: أَدِّ ما عَلَيك.
فَجَثا صاحِبُهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيهِ فَيَقول: أَمهِلني أُؤَدِّهِ لَكَ.
فَلَم يَرضَ، بَل ذَهَبَ بِهِ وَأَلقاهُ في ٱلسِّجن، إِلى أَن يُؤَدِّيَ دَينَهُ.
وَشَهِدَ أَصحابُهُ ما جَرى فَٱغتَمّوا كَثيرًا. فَمَضَوا وَأَخبَروا مَوَلاهُم بِكُلِّ ما جَرى.
فَدَعاهُ مَوَلاه، وَقالَ لَهُ: أَيُّها ٱلعَبدُ ٱلشِّرّير، ذاكَ ٱلدَّينُ كُلُّهُ أَعفَيتُكَ مِنهُ، لِأَنَّكَ سأَلتَني.
أَفَما كانَ يَجِبُ عَلَيكَ أَنتَ أَيضًا أَن تَرحَمَ صاحِبَكَ، كَما رحِمتُكَ أَنا؟
وَغَضِبَ مَوَلاهُ، فَدَفَعَهُ إِلى ٱلجَّلّادين، حَتّى يُؤَدِّيَ لَهُ كُلَّ دَينِهِ.
فَهَكَذا يَفعَلُ بِكُم أَبي ٱلسَّماوِيّ، إِن لَم يَغفِر كُلُّ واحِدٍ مِنكُم لِأَخيهِ مِن صَميمِ قَلبِهِ».
تعليقا على هذا الإنجيل ننشر عن موقع الإنجيل اليومي كلمة القديس قيصاريوس:
«أَفما كانَ يجِبُ عليكَ أَنتَ أَيضاً أَن تَرحَمَ صاحِبَكَ كما رحِمتُكَ أَنا؟»
ما هي الرحمة البشريّة؟ هي بشكل خاص الاهتمام بشقاء الفقراء وبؤسهم. وما هي الرحمة الإلهيّة؟ هي من دون شكّ غفران الخطايا… إنّ الله هو الذي يعاني في هذا العالم من البرد والجوع اللذين يطالان جميع الفقراء، وهذا ما قاله بنفسه (راجع مت 25: 40)… إذًا، أيّ نوع من الناس نحن الذين نريد التلقّي حين يعطي الله؛ وعندما يطلب منّا الله، نأبى أن نعطي بدورنا؟ عندما يجوع الفقير، يكون المسيح نفسه في العوز، كما قال لنا: “لأِنِّي جُعتُ فَما أَطعَمتُموني” (مت 25: 42). لا تحتقر إذًا شقاء الفقراء وبؤسهم إن كنتَ ترجو بثقة غفران خطاياك… ما يناله الله على الأرض، يعيده لك في السماوات. إنّي أسألكم، يا إخوتي، عندما تأتون إلى الكنيسة، ما الذي تريدونه وما الذي تبحثون عنه سوى الرحمة؟ امنحوا رحمة الأرض وستنالون رحمة السماوات. الفقير يسألك وأنت تسأل الله: الفقير يطلب لقمة خبز وأنت تطلب الحياة الأبديّة… لذلك، عندما تأتون إلى الكنيسة، قدّموا الصدقة إلى الفقراء بحسب مواردكم.
فلنرحم بعضنا البعض ولنغفر لبعضنا البعض ليرحمنا الرب ويغفر لنا