رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس سيباستيان الذي استشهد رمياً بالسهام
إسمه "سباستيان" ومعناه "من مدينة سباستية" وهي مدينة في آسيا الصُغرى وهي مدينة شهداء المسيح الأربعين. يذكر عنه الأسقف أمبروزيوس (القديس أمبروزيوس فيما بعد) انه رجلٌ من بلاد الغال (فرنسا) وُلِد حوالي عام 256م، كان يدرس في ميلانو، وتعرَّف أثنا دراسته على الإيمان المسيحي، وهناك التحق بالجيش الروماني على عهد الإمبراطور "كارينوس" ليساعد المُعتقلين من أجل الإيمان والمُشرفين على الإستشهاد والتصرف معهم بإنسانية، وبسبب شجاعته أصبح أحد قادة الحرس الإمبراطوري على عهد دكلديانوس وماكسيمان، اللذان لم يكونا على علم بأنه مسيحي. عمله التبشيري: يُخبرنا كتاب التقليد، أن ماركوس ومارسليان، كانا توأمين، ينتميان إلى عائلة كريمة، وقد صارا شماسان مسيحيان، وقد تزوجا وعاشا مع زوجتيهما وأطفالهم في روما، وقد تم اعتقالهما لرفضهما تقديم العبادة للآلهة الوثنية، وقد زارهما والداهما "ترانكولينوس" و "مارتيا" وقد حاولا إقناع إبنيهما بإنكار الإيمان المسيحي لإنقاذ حياتهما. إلتقى الوالدان بسباستيان، وهما مندهشين من إصرار ولديهما على التمسُّك بالإيمان رغم تهديد حياتهما، فبشّرهما سباستيان بالإيمان المسيحي، وآمنا واعتمدا بعد فترة من التعلُّم والتعريف بالإيمان. كذلك كان سباستيان سبباً في إيمان "تيبورايشوس" (القديس تيبورايشوس الشهيد فيما بعد) وهو ابن الوالي "كورماتيوس"، وكذلك بشَّر رجل دولة آخر يُدعى "نيكوستراتوس" رئيس حرس السجن وزوجته "زوي" التي كانت تُعاني الخَرَس من 6 سنوات، لكنها استطاعت أن تسمعه وأومأت له برغبتها في المعمودية على اسم المسيح، ويُقال أنه من بعد معموديتها عاد النُطق إليها. كما سمح "نيكوستراتوس" لسباتيان بلقاء أغلب نُزلا السجن لتبشيرهم وقد آمن منهم نحو 16 سجيناً. كذلك عمل الوالي "كورماتيوس" بإيمان ابنه "تيبورايشوس" فدعى سباستيان ليسمع منه ما يُبشِّر به، فآمن هو الآخر ولكونه والياً كان من صلاحياته أن أطلق جميع السُجناء أحرار، كما استقال من منصبه كوالي وذهب للإقامة في مدينة كامبانيا. كما اختبأ الأبوان "ترانكولينوس" و "مارتيا" لدى شخص مسيحي يُدعى "كاستوليوس" ويعمل حارجباً في القصر الإمبراطوري، الذي استُشهِد مع الزوجين "نيكوستراتوس" و"زوي"، وكذلك لحق بهما في ركب الشهداء "تيبورايشوس". إستشهاده: كان سباستيان قد أخفىَ إيمانه حتى يتمكن من تبشير أكبر عدد من الناس الذين يُصادفهم قبل أن يموت، وقد كان غالباً يشعُر بإمكانية إستشهاده بين حين وآخر. إلى أن عُرِف أنه هو المُتسبِّب في كُل الأشخاص السالف ذكرهم، فأُلقىَ القبض عليه. إعتبر دكلديانوس ما فعله سباستيان هو نوع من الخيانة للدولة الرومانية، وله شخصياً، وحكم عليه بالإعدام رمياً بالسهام، وبالفعل تم تقييده في شجرة بأحد الحقول، واستقدام فرقة من رُماة السهام لتصويب سهامهم إلى جسده. بالفعل صوّب الرُماة نحوه كمّاً هائلاً من السهام على كُل جسده، حتى صارت مُتقاربة وكأنها أشواك قُنفُد، ولما فرغوا من ذلك تركوه مُعتقدين أنه قد مات. بشكلٍ إعجازي لم تُنهي كل هذه السهام حياته! وجاءت أرملة الشهيد "كاستوليوس" وتُدعى "إيريني" (القديسة إيريني من روما فيما بعد) وقد اعتقدت بأنه قد مات وحضرت لإستلام جثمانه ودفنه، فلما وجدته حيًّ، أخذته إلى بيتها واستطاعت إخراج السهام من جسده ومدواة جراحه، وظلّت تُمرِّضه حتى شُفيَ تماماً. بعد شفائه ذهب سباستيان إلى القصر الإمبراطوري ووقف على سُلّم أحد الممرات حيث كان دكلديانوس عابراً مع حُرّاسه، فخاطبه مستوقفاً إياه ليلومه على وحشيته ضد المسيحيين، ويواجهه بأن ما يفعله هو ذنب عظيم، داعياً إياه لتحرير المتبقي لديه من المعتقلين بسبب الإيمان. صُدِم دكلديانوس من جرأة سباستيان، كما اندهش لأنه كان يعتقد بأنه قد مات، لكنه سُرعان ما استجمع قوته وأمر بان يُعدَم سباستيان ضرباً بالهراوات (العصيّ) حتى الموت، ثُم يُلقى جثمانه في مياه الصرف القذرة. تم تنفيذ الحُكم، وضُرِبَ سباستيان بالهراوات حتى الموت في 20 يناير 287م، وأُلقيَ في المصرف، إلا أن الشهيد ظهر لسيدة تقية تُدعى "لوتشينا" في رؤيا، وأرشدها عن مكان جثمانه، فذهبت واستخرجته سرّاً. ودفنته بإكرام في سراديب الموتى عند مدخل مقبرة كليكستوس، التي بُنيَت عليها فيما بعد بازيليك القديس سباستيان. يُذكر عن القديس سباستيان أنه عندما ضرب وباء الطاعون إقليم لومبارديا الإيطالي، على عهد الملك جومبارت، تشفّع أهلها بالقديس وبُنيَ مذبحاً بكنيسة القديس بطرس في مقاطعة باﭬـيا إكراماً له، بعد ان توقف الوباء عن الفتك بالناس ببركة شفاعته. رفات القديس سباستيان محفوظة بإكرام في بازيليكا الرسل بروما، والتي بناها البابا القديس "دماسوس الأول" عام 376م على موقع القبر المؤقت للقديسين بطرس وبولس، وحالياً تُسمى كنيسة القديس سباستيان خارج الأسوار، وأعيد بناءها عام 1610م. جمجمة القديس سباستيان، محفوظة ببرج إبرسبيج بألمانيا منذ عام 934م. برغم أن إستشهاد القديس سباستيان كان عن طريق الضرب بالهراوات، إلا أن جميع اللوحات الفنية والأيقونات تصور مشهد محاولة إعدامه رمياً بالسهام. هو شفيع مرضى الطاعون، ورُماة السهام، والجنود، الرياضيين. تعيد له الكنيسة الجامعة في 20 يناير. بركة شفاعته وشهادة حياته، فلتكن معنا. آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس بوليكاربوس | الذى استشهد حرقًا بالنار |
استشهاد القديس سيباستيان |
ميراث القديس سيباستيان |
صورة القديس سيباستيان |
من هو القديس الذي أخذ في التاريخ لقب (كاتب سير الشهداء)؟ ومتى استشهد؟ |