رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار
وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين إنجيل القدّيس لوقا 18 / 9 – 14 قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَلَ لأُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين: «رَجُلانِ صَعِدَا إِلى الهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، أَحَدُهُما فَرِّيسيٌّ وَالآخَرُ عَشَّار. فَوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ يُصَلِّي في نَفْسِهِ وَيَقُول: أَللّهُمَّ، أَشْكُرُكَ لأَنِّي لَسْتُ كَبَاقِي النَّاسِ الطَّمَّاعِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاة، وَلا كَهذَا العَشَّار. إِنِّي أَصُومُ مَرَّتَينِ في الأُسْبُوع، وَأُؤَدِّي العُشْرَ عَنْ كُلِّ مَا أَقْتَنِي. أَمَّا العَشَّارُ فَوَقَفَ بَعِيدًا وَهُوَ لا يُرِيدُ حَتَّى أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاء، بَلْ كانَ يَقْرَعُ صَدْرَهُ قَائِلاً: أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ! أَقُولُ لَكُم إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا، أَمَّا ذاكَ فَلا! لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.» التأمل: “أُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين…” هذه حقيقة مرّة نعيشها اليوم، وطننا ينهار ومن حكّموا أنفسهم على حكمنا منذ زمن يثقون في أنفسهم أنهم على حق وقد صنعوا الحق، لا يتكلمون الا عن أنفسهم ولأنفسهم وبأنفسهم، يستغربون قلق الناس، يحتقرون الآخرين أصحاب الرأي المختلف إذا عبّروا عن خيباتهم المتكررة، أو ارتفع صراخهم من أوجاع أمراضهم أو احتجوا على سرقة أرزاقهم، أو ناهضوا بيع مستقبلهم في أسواق الأمم السوداء… من يستطيع أن يقنع والدة خسرت “شوفة” ولدها أنكم أبرار؟ من يستطيع إقناعها أنكم لستم “كَبَاقِي النَّاسِ الطَّمَّاعِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاة” وهي تذرف دماً لحظة معرفتها أن زوجها خسر عمله؟ كيف يمكن وصفها بالخيانة والعمالة لأنها انتقدت تقصير من أؤتمن على حياة أولادها وهي أرسلتهم صباحاً إلى مدرستهم دون رغيف خبز؟!! ماذا ينفعنا سرد مآثركم وعظائمكم في هياكل الصلاة وبيوت العبادة وكل مؤشرات الحياة أكثر من سلبية؟ ماذا ينفعنا الكلام الفارغ واللغة الخشبية والشعارات الرنانة والسعي المستميت الى المجد الباطل وأكثرية الشعب تعيش تحت خط الفقر الادنى؟ كيف نرتاح لأشخاص لا يرون في ذاتهم الا كل شيء حسن ولا يرون في الاخرين سوى السوء؟؟ كيف نرتاح لأشخاصٍ عندما قدموا أتت على وجوههم اليابسة ويلات الارض والسماء وهم لا يملّون من سرد إنجازاتهم الهوائية الفارغة طالبين من الرعية التي ترى في وجوههم ملامح الذئاب الخاطفة تمجيدهم لا بل السجود في حضرتهم؟ فرّيسيتكم دمّرت وطناً على رؤوس أبنائه، أغرقتهم ديون الأموال التي نهبت من جانبكم، حطّمتهم عمالتكم لدول ليس لنا فيها خيراً، قتلتهم سياساتكم الفاشلة، وأنتم تبحثون عن جنس الملائكة وحين يزورنا الموت تتقبلون التعزية في الصفوف الأولى!! اذا كنّا نحن البشر ننزعج من الذي يذكرنا بفضائله علينا في كل حين كذلك هو الله، لأنه يعرف حسناتنا اذا كانت موجودة، لكنه يريد أن نعترف بخطايانا كي يغفرها وبنقصنا وضعفنا كي يرحمنا، فهو “عارف أعمالنا وتعبنا وصبرنا..” (رؤ2: 2) |
|