رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس شليطا (ارتاميوس) الشهيد العظيم (+363م) 20 تشرين الأول غربي (2 تشرين الثاني شرقي) كان القديس شليطا (ارتاميوس) من أبرز رجالات الدولة في أيام الإمبراطور قسطنطين الكبير. وقد حظي بلقب البطريق والدوق الجليل، كما كان حاكماً عسكرياً للإسكندرية وسائر مصر. وإليه يعود الفضل في نقل رفات كل من القديسين اندراوس الرسول ولوقا الإنجيلي إلى مدينة القسطنطينية. كان شليطا (ارتاميوس) موظفاً أميناً لم تفسده المناصب والألقاب ولا جعلته يغتر بنفسه. وقد شهد أهل زمانه لتقواه وتواضعه وإنصافه ومحبته للفقير. استمر شليطا (ارتاميوس) في خدمة الإمبراطور قسطنديوس، بعد قسطنطين الكبير، والإمبراطور يوليانوس الجاحد، إلى سنة رقاده. أما خبر استشهاده فمفاده أن الإمبراطور يوليانوس الجاحد، الذي عمل بكل جهده على ضرب المسيحية واستعادة الوثنية، انتقل إلى مدينة أنطاكية ليواصل حربه ضد الفرس. ومن هناك استدعى حكام المقاطعات مع جنودهم ليؤازروه في سعيه. فلبى شليطا (ارتاميوس) النداء وجاء بعسكره إلى أنطاكية. كان ذلك في وقت كان الإمبراطور يحاكم كاهنين مسيحيين، افجانيوس ومكاريوس، بعدما رفضا الكفر بالمسيح والإذعان لعبادة آلهة الإمبراطور. وقد عامل يوليانوس الكاهنين بقسوة وأمر بجلدهما. وإذ عاين شليطا (ارتاميوس) ما حدث هاله الأمر فتقدم من الإمبراطور معترضاً على هذا الظلم ومبيناً ضلال الاعتقاد بآلهة غير الإله الحقيقي، خالق السماء والأرض، وبسيد غير الرب يسوع المسيح، وتنبأ له بأنه إن استمر محارباً للمسيح فلن يكتب له النجاح في حربه ضد الفرس، وسيلقى حتفه. رد الفعل الأول للإمبراطور كان الدهش ثم الغضب الشديد، لاسيما وإن يوليانوس كان يشك بولاء شليطا (ارتاميوس) له كحاكم لمصر. فأمر به جنوده، فقبضوا عليه ونزعوا شاراته وأودعوه السجن إلى اليوم التالي. في اليوم التالي، وجه إليه يوليانوس تهمة اغتيال أخيه غايوس – قسطنطين، فدافع شليطا (ارتاميوس) عن نفسه، إلى أن قال له يوليانوس أنه مستعد لأن يصفح عنه إن هو تخلى عن إيمانه بالمسيح. ولما لم يجد الإمبراطور فائدة من محاولته كسب شليطا (ارتاميوس) إليه، سلمه إلى المعذبين فأشبعوه ضرباً وتعذيباً كمثل طعنه بالسياخ المحماة بالنار وتركه بلا طعام ولا ماء، إلى أن قطعوا هامته. وإن سيدة تقية أخذت جثمانه إلى مدينة القسطنطينية حيث بقي قروناً طويلة مصدراً للبركات وشافياً للمرضى. أما يوليانوس الجاحد فانطلق بعد ذلك لمحاربة الفرس فسقط صريعاً في أرض المعركة. وهكذا تحققت نبوءة القديس شليطا (ارتاميوس) بشأنه. تجدر الإشارة إلى أن الاسم الذي غلب للقديس ارتاميوس في السريانية هو شليطا أو المتسلط وهو اللقب الذي أطلقه الإمبراطور قسطنطين الكبير عليه. يذكر أن القديس ارتاميوس (شليطا) هو في بلادنا شفيع الفلاحين وله على اسمه عدد من الكنائس التي ترقى إلى ما بين القرنين الخامس والسابع الميلادي. |
|