رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس بولس الرسول إننا نعرف عن هذا الرسول وعن نشاطه الكرازى، أكثر مما نعرف عن أى رسول آخر، وذلك بفضل ما دونه عنه القديس لوقا فى سفر الأعمال، وبفضل رسائله التى كتبها… ولد في طرسوس (44) عاصمة ولاية كيليكية Cilicia جنوبى آسيا الصغرى، ومن أبوين يهوديين من سبط بنيامين كانت ولادته عقب مولد المسيح بسنوات قليلة، فقد ولد حوالى سنة 5 أو سنة6 … سمى بالاسم العبرانى شاول على اسم أول ملوك إسرائيل الذى كان أيضاً من سبط بنيامين. كما دعى أيضاً بولس وهو اسم رومانى، فقد كانت أسرته تتمتع بحقوق المواطنة الرومانية – وإن كنا لا نعرف كيف ولماذا… ذكرت عدة أسباب لتسميته بولس؛ لكننا نستبعد أن هذا الاسم اطلق عليه بعد إيمان الوالى سرجيوس بولس فى قبرص… كانت هناك عادة منتشرة أن يحمل الشخص اسمين، أحدهما عبرانى والآخر يونانى أو رومانى، والأمثلة على ذلك كثيرة فى العهد الجديد… كان أبوه فريسياً، فنشأ هو أيضاً فريسياً متحمساً لشريعة آبائه… تلقى تعليمه الدينى فى أورشليم فى مدرسة غمالائيل (الأول) وهو أعظم معلمى اليهود فى زمانه. ويبدو أن بولس أتى الى أورشليم حدثاً. وهكذا نستنتج من قوله “ربيت مؤدباً عند رجلى غمالائيل” (أع 22: 3)… كان لبولس إلمام كبير بالثقافة اليونانية واللغة اليونانية، بفضل البيئة الهيلينية التى نشأ وترعرع في طرسوس (*) وكان يجيد اليونانية اجادة تامة، ويظهر ذلك من أسلوبه فى حديثه ورسائله، ووقوفه على بعض آداب الديانة الوثنية وأقوال فلاسفتها وشعرائها وإستشهاده بها. كما كان يجيد العبرية الفصحى بالإضافة الى الأرامية (45) وهى العبرية الدارجة، حتى أنه أثار دهشة سامعيه فى الهيكل (أع 22: 2) وهكذا جمع بولس فى شخصه اليهودية والهيلينية والرومانية، بما أهله أن يصبح رسولاً للعالم أجمع… وإلى جانب هذه الثقافة تعلم صناعة الخيام – حسب تقليد معلمى اليهود – حتى ما تكون عوناً له فى مواجهة الحياة ومصاعبها، إذا تطلب الأمر. |
|