إِنَّ التَّقْوَى مَعَ القَنَاعَةِ رِبْحٌ عَظِيم
الخميس من الأسبوع الأوّل من زمن الصوم
أَجَل، إِنَّ التَّقْوَى مَعَ القَنَاعَةِ رِبْحٌ عَظِيم. فإِنَّنا لَمْ نُدْخِلْ إِلى العَالَمِ شَيْئًا، ولا نَسْتَطيعُ أَنْ نُخْرِجَ مِنْهُ شَيئًا. لِذلِكَ يَكْفِينَا القُوتُ والكُسْوَة. أَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ الغِنَى فيَقَعُونَ في التَّجْرِبَةِ والفَخِّ وفي كَثِيرٍ مِنَ الشَّهَوَاتِ الغَبِيَّةِ الـمُضِرَّة، الَّتي تُغْرِقُ الـنَّاسَ في الدَّمَارِ والـهَلاك. فإِنَّ أَصْلَ كُلِّ الشُّرُورِ هُوَ حُبُّ الـمَال، وقَد طَمَحَ إِلَيهِ أُنَاسٌ فَشَرَدُوا عنِ الإِيْمَان، وطَعَنُوا أَنفُسَهُم بِأَوْجَاعٍ شَتَّى. أَمَّا أَنْتَ، يا رجُلَ الله، فَاهْرُبْ مِن تِلْكَ الأُمُور، وَاتْبَعِ البِرَّ والتَّقْوَى والإِيْمَانَ والـمحَبَّةَ والثَّباتَ والوَدَاعَة. جَاهِدِ الـجِهَادَ الـحَسَنَ في سَبِيلِ الإِيْمَان، وأَحْرِزِ الـحَيَاةَ الأَبَدِيَّة، الَّتي دُعِيْتَ إِلَيْهَا، وقدِ اعْتَرَفْتَ الاعْتِرافَ الـحَسَنَ في حَضْرةِ شُهُودٍ كَثِيِرين.
قراءات النّهار: 1 طيم 6: 6-12 / متّى 6: 25-34
التأمّل:
في رسالة اليوم، يشير مار بولس بإصبعه إلى سبب الشرّور ولكنّه في الوقت عينه يعطي الحلّ لها…
فهو، من جهة يقول: “فإِنَّ أَصْلَ كُلِّ الشُّرُورِ هُوَ حُبُّ الـمَال” ولكن “البِرَّ والتَّقْوَى والإِيْمَانَ والـمحَبَّةَ والثَّباتَ والوَدَاعَة” أسلحة جهادٍ فعّالة في مواجهة إغراء الماديّات!
يلخًّص مار بولس الحلّ كالتالي: “إِنَّ التَّقْوَى مَعَ القَنَاعَةِ رِبْحٌ عَظِيم” فالقناعة تقودنا إلى تمييز عطايا الله لنا وعيش روحانيّة الشكر الّذي يقينا من تجربة الطموح والطمع بما ليس لنا أو بما لا نحتاج إليه!