رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دموع...البصل لاني لا املك سكينا...كان علي تقطيع البصل بأسناني...فذرفت الدموع....حينها خطر ببالي متخيلا اول لحظة حضرت فيها الى الحياة....لحظة الولادة...كنت أبكي...وادمع...ليس لاني كنت متألما...أو موجوعا...لعل تلك الدمعات قريبة جدا من الدموع التي حفزها البصل....دموع ليست فارغة تماما...فلحظة الدمع...مهما كان سببه...يدفعني لتذكر كل الدموع التي مررت بها في حياتي...صحيح ان دموع البصل...تكاد ان تخلو من أي ألم او حزن....لكن كونها دموع.... تستدعي بذلك...كل انواع الذكريات التي رسخت في ذهني عن الدمع. حينها....دمعت عيناي....مع دموع البصل دموعا اخرى....ليس لها عنوان واحد او محدد...انها دموع تختزل المسافة ما بين دموع طفل وليد ودموع انسان في الاربعين يقطع البصل بأسنانه...لم استطع ان اميز حقا...اهو البصل حصرا من كان محفزا لنزول الدموع من عيوني؟ ام ذكريات الدمع مجتمعة سوية؟...حقيقة لم أستطع ان اميز....لكن كانت هنالك حرقتان واحدة في عيوني من أثر البصل المقطع...وأخرى في روحي...من أثر الذكريات الشائكة....لكن ايهما كان له السطوة في انزال الدمع؟ لا أعرف...بعد انتهاء فترة التقطيع للبصل....وبعد تحضيري للعشاء منفردا كالعادة.....وضعت كل شيء على الطاولة وأخذت آكل....كم كان لذيذا...لكنني انتبهت....ان دموعي لازالت تنهمر...رغم اختفاء حرقة العيون....فتوقفت للحظة... يا ترى ماذا يجري معي؟ أين كانت هذه الدموع مختبأة؟ ولماذا لازالت تنهطل رغم استمتاعي بتناول الطعام؟...على الارجح ان دموع البصل...استحضرت دموعا مكبوتة كثيرة من ذكريات لم يتسنى لي فيها البكاء...ولاني سمعت الكثير عن فوائد الدموع...لم امنع نفسي...او لعلني.... لم أقدر.....الذكريات التي استحضرتها لا اراديا..هي من شكلين...شكل يتجلى في أساءة الاخرين لي...وشكل يتمثل في أسائتي انا للاخرين...وبعد ان اكملت طعامي وارتشفت قدحا من الشاي..أشعلت سيكارة....توقف الدمع فجأة...حين بدأت أفكر بالموضوع مليا..بما جرى من الاخرين نحوي وما جرى مني نحو الاخرين....المزعج في الامر انني لم اجد احدا بعينه ألومه على ما جرى...حتى انا...فلم يكن في حسبانهم او حسباني انني سأدخر دموعا لمثل هذه اللحظات...لم استطع ان الوم احدا...فما جرى من الاخرين اما ان يكون نتيجة جهل او دون قصد او انعكاس لامور نفسية ...وهذا بالضبط ما جرى مني تجاه الاخرين ايضا....فسألت نفسي:علام كل تلك الدموع اذن؟ لماذا بكيت ؟لماذا انهمرت الدموع متسللة بين دميعات البصل؟...لا ادري....هل ان الانسان قد يدمع ويبكي على شيء لا يجد من يلومه او يعاتبه عليه؟يمكن ذلك... مثلا كتعبيرا عن ألالم والظلم......وليس بالضرورة لوما او عتبا على أحد...لكن عندما لا تجد من تعاتبه او تحمله مسؤولية ما جرى عليك ومنك...هل يعني ذلك ان لا شيء يستحق العناء؟او البكاء؟؟ لا ادري لكن لابد من وجود احدا او شيء ما مسؤول بطريقة اوبأخرى عن الجرح الذي يصيب روح الانسان ويبقى ينزف دموعا..حتى لو بعد اربعين عاما...لابد من ذلك...لابد...لكن من؟ او ماهو؟ لا ادري....حينها...أحسست ان الحياة أليمة وقاسية...فحين تؤلم احدا ما حتى دون قصد او علم..سيتألم...وألمه سيؤلمك عاجلا ام أجلا...وهو سيفعل مثلك...ويعيش معك حيرة الدمع المدفون... الاخطاء التي ننتجها دون قصد كثيرة ولازالت مستمرة...والافعال التي نقترفها نتيجة جهلنا والتي تجرح وتؤلم الاخرين لازلت مستمرة.... فنحن لسنا كاملين...والخطأ شيء من كياننا وكذلك الجهل...فكيف يمكنني ان اخرج من هذا المأزق؟ لازلت انا أؤلم الاخرين واجرحهم وكذلك هم يفعلون معي...بدون قصد او كنتيجة جهل....فما العمل؟ حينها...وجدت الانسان كائنا ضعيفا ومسكينا....ونزلت دموع مرة أخرى.... لذلك انصحك أيها القاريء: أن لا تقطع البصل بأسنانك...كي لا يحدث معك ماجرى معي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دموع ليست من البصل |
التفسير العلمي لـ دموع البصل |
دموع البصل ودموع التوبة |
البصل يمنع هشاشة العظام |
كيف نقوم بتقطيع البصل دون دموع؟ |