ولا تَرتَعِبُوا لا مِن نُبُوءَة، ولا مِنْ كَلِمَة، ولا مِن رِسَالةٍ كأَنَّهَا مِنَّا، لَكَأَنَّ يَومَ الرَّبِّ قَد حَضَر”
أَمَّا فيما يَخْتَصُّ بِمَجيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، وبِاجْتِمَاعِنَا لَدَيه، فَنَسْأَلُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَلاَّ تَتَسَرَّعُوا فَتَتَزَعْزَعُوا عَن صَوابِكُم، ولا تَرتَعِبُوا لا مِن نُبُوءَة، ولا مِنْ كَلِمَة، ولا مِن رِسَالةٍ كأَنَّهَا مِنَّا، لَكَأَنَّ يَومَ الرَّبِّ قَد حَضَر. فلا يَخدَعَنَّكُم أَحدٌ بِوَجْهٍ منَ الوُجُوه، لأَنَّ ذلِكَ اليَوْمَ لا يَأْتي إِذَا لَمْ يَأْتِ الـجُحُودُ أَوَّلاً، وَيَظْهَرْ إِنْسَانُ الإِثْم، إِبنُ الـهَلاك، أَلـمُتَمَرِّدُ الـمُتَشَامِخُ على كُلِّ مَنْ يُدْعى إِلـهًا أَو مَعْبُودًا، حتَّى إِنَّهُ يَجلِسُ في قُدْسِ هَيكلِ الله، مُظْهِرًا نَفْسَهُ إِنَّهُ الله. أَلا تَتَذَكَّرُونَ أَنِّي، لَمَّا كُنتُ عِنْدَكُم، كُنتُ أَقُولُ لَكُم هـذَا؟ والآنَ فأَنْتُم تَعْلَمُونَ مَا يَعُوقُهُ، إِلى أَنْ يَظْهَرَ في وَقتِهِ. إِنَّ سِرَّ الإِثْمِ قَد بَدَأَ يَعْمَلُ في الـخَفَاء، إِلى أَن يُرْفَعَ مِنَ الوَسَط ذلِكَ الَّذي يَعُوقُ الآنَ ظُهُورَهُ. وعِندَئِذٍ يَظْهَرُ الأَثِيم، فَيُزِيلُهُ الرَّبُّ يَسُوعُ بِنَفخَةِ فَمِه، ويُبْطِلُهُ بِشُرُوقِ مَجيئِهِ. ويَكُونُ مَجِيءُ الأَثِيم، بعَمَلِ الشَّيْطَان، مَصْحُوبًا بِكُلِّ قُوَّة، وبآيَاتٍ ومُعجِزاتٍ كاذِبَة، وبِكُلِّ خِدَعِ البَاطِلِ للَّذِينَ يَهْلِكُون، لأَنَّهُم لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الـحَقِّ فَيَخْلُصُوا. ولِذلِكَ يُرْسِلُ اللهُ إِلَيْهِم عَمَلَ ضَلالٍ لِيُصَدِّقُوا الكَذِب، حتَّى يُدَانَ جَمِيعُ الَّذينَ مَا آمَنُوا بِالـحَقّ، بَلِ ارْتَضَوا بِالبَاطِل.
قراءات النّهار: 2 تسالونيقي 2: 1-12 / لوقا 12: 13-21
التأمّل:
يتوجّه هذا النصّ إلى كلّ المؤمنين الّذين يتأثّرون بمن يقومون بنشر نصوصٍ لا تتوافق مع إيمان الكنيسة حول موضوع مجيء المسيح الثاني فيوصيهم: “فَنَسْأَلُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَلاَّ تَتَسَرَّعُوا فَتَتَزَعْزَعُوا عَن صَوابِكُم، ولا تَرتَعِبُوا لا مِن نُبُوءَة، ولا مِنْ كَلِمَة، ولا مِن رِسَالةٍ كأَنَّهَا مِنَّا، لَكَأَنَّ يَومَ الرَّبِّ قَد حَضَر. فلا يَخدَعَنَّكُم أَحدٌ بِوَجْهٍ منَ الوُجُوه”!
فإيمان الكنيسة التقليديّ، في هذا الإطار، يؤكّد بوضوح: “ستقع الدينونة لدى عودة المسيح المجيدة. الآب وحده يعرف الساعة واليوم وهو وحده يقرّر حدوثها” (كتاب تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة، 1040) وهو تأكيدٌ لما قاله ربّنا في الإنجيل فما علينا سوى أن نؤمن به ونلتزم به!