منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 01 - 2020, 08:52 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,838

علاقة الفهم والقبول بالوعي بالنفس


من يحصلون على فهم متزايد وعميق لأنفسهم، ولديهم أيضًا قبول متزايد لما يفهمونه ويكتشفونه في أنفسهم، يتمتعون بقدر متزايد من الصحة النفسية والروحية.
لا يعني هذا ببساطة أن كل ما علينا أن نفعله هو أن "نحب أنفسنا أكثر" وينتهي الأمر. هذا توجيه مبسط أكثر من اللازم. في أحيان كثيرة تكمن المشكلة في أننا إما نحب أنفسنا أقل من اللازم أو نحب أنفسنا أكثر من اللازم.
العنصران اللذان يفتقر إليهما أغلبنا هما عنصرا الفهم والقبول. أي أن نفهم أنفسنا وأن نقبل ما نفهمه.

الفهم
الفهم لا يعني معرفة كل شيء، فلا أحد يعرف كل شيء عن نفسه، ولكن المقصود هو الحصول على وعي متزايد بما يحدث في النفس من صراعات وما يجوب سماء الذهن من أفكار تلقائية وما يجيش في النفس من مشاعر. هذا الوعي المتزايد يتيح الفرصة للتعبير، والتعبير بدوره يُعمّق الوعي ويجسّده، وهكذا ندخل في حلزون صاعد من النمو في معرفة النفس.


القبول
أيضًا القبول لا يعني الموافقة التامة على كل ما نجده في أنفسنا. أو عدم الرغبة في التغيير والنمو. القبول يعني ببساطة الاعتراف بالواقع والتعامل معه بنضج وبقدر متناقص من الدفاعية (أقول قدر متناقص من الدفاعية ولا أقول بلا دفاعية تمامًا، فوحده الله القادر أن يرى الحقيقة بلا قلق أو دفاع).


على سبيل المثال لكي يتعايش مريض السكر مع مرضه و يقي نفسه من مضاعفاته، عليه أن يقبل حقيقة إصابته بهذا المرض، ولا ينكره. فعندما يقبل مريض السكر حقيقة المرض، سوف يطيع الطبيب ويلتزم بالنظام الغذائي السليم، ويتناول جرعات الأنسولين بانتظام. هذا بالطبع لا يعني الموافقة على مرض السكر أو الوقوع في غرامه، بحيث إذا تم مثلاً اكتشاف شفاء تام من مرض السكر فإن المريض سوف يرفضه.
الفهم والقبول خطوتان تفتحان الباب للتعامل مع النفس بشكل ناضج دون إنكار للنفس ودون الانشغال الزائد بها.


ومما هو جدير بالذكر هنا.. أن هذين الموقفين المتطرفين في العلاقة مع النفس يؤديان إلى بعضهما بعض ويقويّان من بعضهما بعض. فإفراط البعض في الانشغال بالنفس ينفر البعض الآخر من فكرة الوعي بالنفس ويعتبرها أنانية أو نرجسية، والعكس بالعكس، فالإفراط في تجاهل الحقائق النفسية الداخلية يؤدي بالبعض الآخر إلى الغرق في تحليل النفس والانشغال بها عن الحياة والآخرين. قد يحدث هذان الموقفان أيضًا كمرحلتين متتاليتين في تاريخ حياة الإنسان الواحد.

هكذا دائمًا هي الحال في الطبيعة الإنسانية بشكل عام في السياسة والدين والنظم الاجتماعية وغيرها، والتاريخ كثيرًا ما يشهد بذلك.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يارب أرشدني نحو الشفاء والقبول
اللطف هو مفتاح الهدوء والقبول في العلاقات
المحبة غير المشروطة، والقبول للآخر
من عوائق الفضيلة: سوء الفهم أو عدم الفهم
تمسك بالوعد


الساعة الآن 06:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024