07 - 01 - 2020, 03:39 AM
|
|
..::| مشرفة |::..
|
|
|
|
|
|
تأملات في قصة الميلاد
+ - وكان ميلاد السيد المسيح مناسبة فرح:
+ - فرح الملائكة بميلاده..
+ - وانشدوا نشيدهم الخالد:
+ - "المجد لله في الأعالي..
+ - وعلي الأرض السلام..
+ - وفي الناس المسرة"
+ - ودَعوا الرعاة أيضا للاشتراك معهم في الفرح..
+ - لأنه فرح لجميع الشعب..
+ - والعذراء فرحت..
+ - وعائلة زكريا الكاهن فرحت..
+ - ومازال العالم يفرح إنه فرح ببدء عهد جديد..
+ - تظهر فيه مبادئ جديدة وقيم سامية عالية..
+ - يقدمها السيد المسيح للعالم..
+ - وظهرت في عظته الشهيرة علي الجبل..
+ - وفي سائر عظاته وتعاليمه..
+ - وفي ما أودعه في قلوب تلاميذه من تعليم.
+ - علي أن هناك دروسًا عميقة..
+ - نتعلمها من قصة الميلاد..
+ - وما أحاطت بها من أحداث..
+ - وما نتعلمه أيضا..
+ - من حياة السيد المسيح علي الأرض.
+ - من الدروس الهامة التي نتعلمها من قصة الميلاد:
(عدم الاهتمام بالمظاهر):
+ - يظهر هذا جليا من ميلاد السيد المسيح..
+ - في بلدة صغيرة تدعي بيت لحم..
+ - وفي مكان حقير هو مزود بقر..
+ - وفي يوم لم يعلن للناس مازالوا يختلفون في موعده.
+ - كما يولد بدون احتفالات أرضية..
+ - كما يحدث لسائر الناس..
+ - استعاضت عنها السماء..
+ - بحفل من الملائكة والجند السمائيين.
+ - كما ولد من أسرة فقيرة..
+ - وفي رعاية رجل نجار..
+ - وقيل عن يوم ميلاده:
+ - "لم يكن له موضع في البيت"
+ - وحتى الآن لا تزال صور الميلاد..
+ - تبين المزود وما يحيط بالفراش القش من حيوانات.
+ - وولد في يوم شديد البرد..
+ - لم يجد فيه أقمطة كافية ولا دفئًا..
+ - كل ذلك نأخذ منه درسا روحيا..
+ - وهو أننا بالبعد عن المظاهر الخارجية..
+ - ندخل في مشاعر الميلاد..
+ - بعيدًا عن العظمة والترف.
+ - فالعظمة الحقيقية ليست في المظاهر الخارجية..
+ - من غني وملابس وزينة..
+ - وباقي أمثال هذه الأمور التي فيها إعلان عن الذات..
+ - إنما العظمة الحقيقية..
+ - هي في القلب المنتصر المملوء من الفضائل.
+ - فليبحث إذن كل شخص عن مظاهر العظمة الخارجية..
+ - التي يقع في شهوتها ويسعي إليها لكي يتجنبها..
+ - إن أراد أن تكون للميلاد فاعلية في حياته.
+ - من دروس الميلاد أيض:
(الاتضاع)
+ - إن ميلاد السيد المسيح هو أكبر درس في الاتضاع..
+ - وقصة الميلاد بدون اتضاع تفقد جوهرها..
+ - سواء في ظروف الميلاد..
+ - التي أخلي فيها ذاته من كل مجد عالمي..
+ - أو حياته حوالي ثلاثين عامًا..
+ - وهي تكاد تكون مجهولة لكثيرين..
+ - علي الرغم مما حدث فيها من معجزات..
+ - في فترة مجيئه لمصر..
+ - واتضاع السيد المسيح..
+ - كان معه اتضاع أمه العذراء أيضاَ.
+ - فإن أردنا الاحتفال بالميلاد..
+ - فلنحتفل بالاتضاع فيه وفينا.
+ - ولنبحث ما هي أعماق الاتضاع..
+ - وكيف تكون وكيف نحياها؟
+ - وما هي الأمور التي تضاد الاتضاع..
+ - في حياتنا لكي نتجنبها؟
+ - لأنه ما الفائدة..
+ - في أن ننظر إلي اتضاع السيد المسيح..
+ - دون أن نتشبه باتضاعه علي قدر طاقتنا؟!
+ - أليس أنه ترك لنا مثالًا..
+ - حتى كما سلك هو..
+ - نسلك نحن أيضا..!
+ - من دروس الميلاد أيضا:
(البساطة)
+ - نلاحظ في قصة الميلاد..
+ - أن السيد المسيح له المجد - لما بدأ رسالته -
+ - اختار له تلاميذ بسطاء..
+ - غالبيتهم من الصيادين..
+ - ولكنهم كانوا أبرارًا..
+ - ولهم قلوب مستعدة لحمل الرسالة.
+ - كما أن بشارة الميلاد..
+ - أُعلنت لجماعة من الرعاة البسطاء..
+ - ولكن كانت لهم بساطة الإيمان وعمقه..
+ - ولم تعلن هذه البشارة لكثيرين من القادة..
+ - كالكتبة والفريسيين وكهنة اليهود وشيوخ الشعب..
+ - فلماذا؟
+ - ذلك لأن أسرار الرب..
+ - إنما تُعلن لقلوب بسيطة تفرح بها.
+ - إن المجوس والرعاة كانوا بسطاء القلب..
+ - لما سمعوا ببشارة الميلاد..
+ - صدقوا وآمنوا وفرحوا..
+ - وذهب المجوس إلى المزود وقدموا هداياهم..
+ - أما الكبار فلم تكن قلوبهم مستعدة ولا بسيطة..
+ - مثال ذلك هيرودس الملك..
+ - الذي لما سمع الخبر..
+ - "اضطرب وكل أورشليم معه"
+ - واستخدم الفحص والاستقصاء..
+ - وأيضا الحيلة والدهاء في كيف يقتل المولود!!
+ - فهل ترى لنا نحن بساطة الإيمان..
+ - التي تستطيع بها أن تقبل أسرار الرب ومعجزاته؟
+ - إن القديسة العذراء كانت لها بساطة القلب..
+ - فآمنت بما قيل لها من قِبل الرب..
+ - عن طريق ملاكه وصدقت أنها ستلد وهي عذراء..
+ - فكانت لها هذه البركة..
+ - وكذلك يوسف النجار أيضًا..
+ - آمن بأنها حبلي من الروح القدس.
+ - والمجوس علي الرغم من أنهم كانوا حكماء وعلماء..
+ - إلا أنهم كانوا أيضًا بسطاء في قلوبهم..
+ - ولم يكن لهم مكر هيرودس الملك وخبثه..
+ - لذلك استحقوا هم أيضا أن يروا المسيح وينالوا بركته..
+ - وعلي الرغم من أنهم رأوه في مزود..
+ - إلا أنهم آمنوا وقدموا هداياهم.
+ - وهنا نسأل:
+ - هل نحن نسلك ببساطة الإيمان..
+ - أم بتعقيد وشك؟
(ونتابع بمشيئة الرب مع:
"ما فى العالم المعاصر الآن من التعقيد بإسم العلم")
(من كتابات صاحب القداسة المتنيح "البابا شنودة الثالث")
|