رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ها هو الحبيس شربل يصعد الى المذبح ليحتفل بالقدّاس الإلهي
قدّاس وميلاد نحن في تمام الساعة الحادية عشرة من 16 كانون الأول سنة 1898، ها هو الحبيس شربل يصعد الى المذبح ليحتفل بالقدّاس الإلهي. يصعد، “كما يصعد المسيح إلى الجلجلة”، وفي قلبه ووجدانه وملءَ حواسه شوق وحبّ عميق لله الذي طالما ملأ كيانه كلّه. يبدأ الحبيس شربل بالقدّاس ويصل إلى رفعة الكأس ويسقط على الأرض مرّة ومرّتين، ولم يستطع أن يكمل… قدّاسه الذي كان محور حياته وغاية نسكه، فبقي يتمتم ،على مدى ثمانيّة أيام، الصلاةَ التي صلاّها عند رفع الكأس “يا أبا الحق هوذا ابنك ذبيحة ترضيك”. إنّها المرّة “الأخيرة التي يصعد فيها الأب شربل الى المذبح وهناك يموت فعليًّا مع المسيح القربان”. إنّه بالفعل موت مع الرب يسوع طالما بقي طوال حياته وعلى مدى أربعين سنة يحتفل بقدّاسه اليومي وفي مدى عينيه وفكره وقلبه أنّ “ذبيحة الجلجلة تستمرّ، تتجدّد في ذبيحة القدّاس”. إنّه موت من أجل من أحبّه حتّى الموت، إنه “وفاة وميلاد”. تُرى، ما تدبير الله الخلاصي الذي ظهر في حياة هذا القدّيس العظيم وبالأخص في آخر قدّاس له ولماذا كان يردّد في فترة نزاعه على مدى ثمانيّة أيّام “يا أبا الحق هوذا ابنك ذبيحة ترضيك”. لقد كافأ الربُّ المحبُّ الأبَ شربل الحبيس بنعمة خاصة كبيرة أعطاه إيّاها في أواخر حياته على الأرض وقبل مماته بثمانيَّة أيّام. كلّنا يعلم كم كانت سيرة هذا الراهب القدّيس نقيّة وكم أحبّ الرب يسوع ونذر له كلّ حياته وكم كان القدّاس بالنسبة له محور يومه. لقد آمن الأب شربل بأنّ يسوع حاضرٌ جوهريًّا في كل قدّاس يحتفل به. لقد كافأه الرب وفي نهاية مسيرته الصالحة المقدّسة فأعطاه نعمة في أثناء رفعة الكأس، ملأت قلبه كليًّا. أي إكتشف أكثر فأكثر وبعمق كبير وبإندهاش وذهول وإعجاب عظمةَ محبّة الرب التي لا توصف، وعندها أشركه بنعمة خلاص النفوس. نازع ثمانيّة أيام ، وفي ليلة عيد الميلاد ولد الأب شربل ولادة أبديّة في قلب الله حيث هو الآن معنا على مدى أجيال وأجيال يكمّل قدّاسه من خلال القداس الذي نحتفل به، ويردّد معنا صلاته الاخيرة “يا أبا الحق هوذا ابنك ذبيحة ترضيك”. مع المسيح وبالمسيح ،أصبح القدّيس شربل الأخ الأقرب والأحبّ لكلّ واحد منّا لأنه حيث تكون الذبيحة الإلهية، يكون هو قريبٌ منّا يصلّي معنا ويقدّس ويبذر الخير والفرح. إنه بالفعل قدّيس قربانيّ طالما هو عشق المسيح في كلّ حياته وهو الآن مع المسيح دائماً وبالأخص أمام القربان ، لكي يقول لنا: هذا هو الرب الحبيب الذي كرّست حياتي كلّها له. إنّه الحاضر معكم وفيكم آمنوا به بقلب نقي وبالتزام دائم. إنه يحبّكم فأحبّوه أنتم أيضًا واعطوه كلّ حياتكم بمجانيّة مطلقة، كلٌّ بحسب دعوته، لأنه يستحق أن نعطيّه قلوبنا. إبتعدوا عن الخطيئة التي تمزّق نفوسكم وتوصلكم إلى الهاوية وتبعدكم عنه. مار شربل، يريد أن يفهمنا عظمة حضور المسيح بالقربان الأقدس ونعي، وبالأخص في هذه الأيام، كم نحن بحاجة إلى العيش مع الله بطهارة وبسيرة صالحة وبإيمان عميق وكم يرغب هذا القدّيس أن نلتزم بالقدّاس ونعيش العلاقة الصادقة مع المسيح في القربان ونأخذه محوراً لحياتنا. وهكذا نرى الله القدير يكلّمنا وينوّرنا ويشدّدنا ويجذبنا إليه بطرقه العديدة لكي نتّحد به ونحبّه على مثال مار شربل على أمل أن نلتقيه في السماء بولادة أبديّة. آمين. |
|