رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما قاله القمص عبد المسيح عن انتشار حوادث الانتحار
شهدت الأيام السابقة عددًا من حالات الانتحار أو قتل النفس عن عمد من قبل النفس البشرية، حول العالم ما يستدعى البحث حول هذه الظاهرة الغريبة، وهذا ما يجعلنا نبحث حول هذه القضية وتعريفها والمحاولة للوقوف على أسبابها، وهل للمؤسسة الدينية (مسجد أو كنيسة) دور فى مواجهتها والقضاء عليها والتصدى لها مع كل تحديات العصر. أرجع القمص عبد المسيح بسيط، أستاذ اللاهوت الدفاعى فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكاهن كنيسة العذراء بمسطرد، انتشار ظاهرة الانتحار إلى البعد عن الله، ومعرفة تعاليمه وهى الحفاظ على الجسد الذى لا يمتلكه غير الله، وأعرب عن انزعاجه من فعل هذه الأخطاء بحق النفس البشرية، وقال الموت بهذه الطريقة هو إهانة للجسد وألم، وأضاف أتساءل دوما: لماذا يقدم الشباب على إنهاء حياتهم غافلين عن مدى النجاح والرضا الذى يشعرون به إذا اقتربوا من الله وزرعوا محبته فى قلوبهم وسيجدون أوضاعهم متغيرة للأفضل. وأوضح القمص عبد المسيح، أحيانا المرض النفسى لا أحد يشعر به ويكون المنتحر فى غير قواه العقلية، ونتمنى أن يقترب الشباب من الله، وأن يصلى ويعى حجم المسئولية الكبيرة فى احترام ومحبة جسده، ونتمنى من الأهالى أن تسمع لأبنائها، وأن تنتهى تلك الأفكار السيئة التى تحيط بأبنائنا من أشخاص لا يعرفون محبه الله. بينما قال الشيخ الدكتور إيهاب إدوار الخراط، أستاذ الطب النفسى وشيخ الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، عبر صفحته الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، ليس كل اكتئاب ككل اكتئاب، ولا كل انتحار ككل انتحار. وليس كل منتحر لم يجد من يحبه أو يسمعه. هناك من ينتحر لأنه يعتقد اعتقادا لا يتزعزع- عن خطأ أو عن صواب، أنه غير محبوب أو فاشل أو لن يخرج أبدا من دائرة الألم أو الفشل. موضوع مسئولية المنتحر عن اختياره شديد التعقيد. وكذا مدى صحة أو وجاهة رغبته فى الاحتجاج غضبا على نفسه أو على القريبين منه، أو على المجتمع أو الكون أو حتى على المولى عز وجل. الانتحار معدلاته أكثر بين البروتستانت الذين يؤمنون، عن خطأ أو صواب، أن الله سيغفر لهم حتى لو انتحروا، عنه بين الكاثوليك والمسلمين واليهود الذين يؤمنون أن الانتحار إثم لا يغتفر. فى تصورى أن ليس لنا أن نحكم على كيف سيحكم الله على المنتحر ولا على من حوله. نعرف يقينا أن اختراع ديزل كان أبعد ما يكون عن الفشل أن كثيرا من الذين حاولوا الانتحار وفشلوا أشرقت حياتهم بعدها. ولعل من نجحوا فى محاولاتهم كانوا سينجحون أيضا لو انتظروا قليلا. فلنتمهل فى الحكم على الآخرين وعلى أنفسنا. فلننصت ونساند ونتفهم. فلنعترف بمحدوديتنا وعجزنا مرات كثيرة. ولا نخاف من الحيرة ولا نخشى اليأس. الحيرة شرف اليقين واليأس هو الصخرة التى ينبنى عليها الإيمان والأمل. قال الأنبا باخوم، النائب البطريركى للأقباط الكاثوليك فى مصر، معقبا على تكرار ظاهرة العنف فى الفترة الأخيرة، إن هذه الظاهرة ترجع فى بادئ الأمر إلى أنها ظاهرة عنف كبيرة جدا، والتى ينتج منها مظاهر الانتحار أو العنف على الآخرين، ووجود الظاهرة يرجع للضعف النفسى الذى ينبع من متطلبات كبيرة وعدم القدرة على تحقيق الذات التى يطلبها منك المجتمع، والتى تتمثل فى «أفضل وظيفة، أحدث سيارة، اقتناء منزل فى منطقة جيدة، وسرعه الزواج»، والذى يجعل الإنسان تحت كم هائل من الضغط العصبى حتى يصل إلى أفضل وأحسن حال، أيضا إذا كان المنتحر متزوجا فعليه أعباء مصروفات من متطلبات الدراسة أو الإنجاب، وكل ذلك ينتج عن أننا مجتمع متطلبات استهلاكية نابعة من العقل الاستهلاكي، والنفس البشرية تحملت فوق قدراتها، ونجد ظاهرة العنف، وهو ترجمة ورد فعل ناتج من سخط المجتمع. وأضاف الأنبا باخوم، أما عن البعد الثانى لظاهرة الانتحار فهو البعد الروحي، وهو البعد عن الله، وذلك البعد نجده فى حالة اليأس الكامل، وهو أن يصل إلى مرحلة الانتحار فمن خلال انتحاره أطلق صرخاته بموته. وأشار إلى أنه يجب أخذ الوقائع المتكررة بعين الاعتبار، وأن دور الكنيسة أن تجدد خطابها الدينى لكى تنظر للإنسان فى كل أبعاده ليس فقط الروحية، ولكن أيضا النفسية والجسدية والكنيسة دائما ما تقدمه عن طريق العمل الاجتماعى، وهى دعوة لنا أن يكون خطابنا الدينى بربطها بحياة المؤمنين أكثر، والاهتمام بجانبهم النفسي. وأفاد الأنبا باخوم بأن الكنيسة الكاثوليكية، تصلى على المنتحرين؛ لأنها تقول ما بين الانتحار والموت فى اللحظات القصيرة لا يعلمها إلا الله فلا يجوز أن نتدخل بين الله والإنسان. وقال القس صموئيل عطا ردا على تساؤل: كيف تنجو من فخ الاكتئاب؟ كم رأينا وسمعنا من قصص حقيقية لأناس من حولنا يتعرضون للاكتئاب لأسباب مختلفة، حتى من بعض الفنانين وكبار المشاهير الذين يطلون علينا من حين إلى آخر فى مشاهد بائسة، والدموع تملأ أعينهم، وهم يسردون حكاياتهم مع الاكتئاب النفسى الذى يعانونه نتيجة مهاجمة الناس لهم وسبهم ومضايقتهم على السوشيال ميديا لسبب أو آخر، وغيرهم الكثير من الناس ليس المشاهير فقط، ولأسباب أخرى كثيرة يتعرضون للاكتئاب، وكما تتسبب الوحدة فى الاكتئاب هكذا أيضًا التواصل، فعلى قدر زيادة وسائل الاتصال على قدر زيادة نسبة الاكتئاب واحتمالية الإصابة به حتى ولو بدرجات متفاوتة، حيث أصبحت حياة كل إنسان مراقبة من الآخرين، وهو أيضًا يراقب، ويتابع، وقد يقع فى فخاخ كثيرة من شأنها أن تلقى به صريعًا على أعتاب الاكتئاب؛ حيث أصبح المجال مفتوحًا للمنافسة الشرسة، والمقارنة التى بلا رحمة، حيث يقارن الإنسان نفسه بالآخرين، وحاله بحال غيره، وبدلًا من أن يغير غيرة فى الحسنى فيطور من نفسه ويسعى للنجاح، فقد يقع فى فخاخ الفشل، ويبتلع من دوامات اليأس. وأضاف، ويتعرض البعض أيضًا للاكتئاب بسبب فقدانهم لأنفسهم فى وسط أجواء التنافس، فيفشلون فى تقدير الذات من خلال الإنجاز، فيفقدون بالتالى شعورهم بالقيمة، والبعض قد يتعرض للتنمر، وهكذا انتشر ذلك الداء اللعين الذى يحاول أن يخيم بظلاله ولو بدرجات متفاوتة على الكثير من الناس بمختلف فئاتهم، ليتسلل إليهم عبر تلك النوافذ التى تركوها مفتوحة بأنفسهم غير مبالين بالخطر الداهم الذى قد يلحق بهم إذا تسلل إليهم ذلك اللص ليدخل إلى حياتهم الفرحة ليسرق بهجتهم، وينهب فرحتهم، ويهدم استقرارهم النفسي، ويزعزع ثقتهم فى الله وفى أنفسهم، ويقضى على تطلعاتهم وطموحاتهم، ليسد أمامهم كل نافذة للرجاء وكل بارقة أمل، وليتركهم أخيرًا مكبلين محبوسين داخل جدران أنفسهم التى لونها الظلام وغطاها اليأس، حتى قد يصل البعض فعلا- كما نرى فى كثير من حالات الانتحار- إلى درجة أن أعينهم لا تستطيع حينئذ أن تبصر شيئًا سوى مخالب الموت التى قد يسرعون الخطو نحوها، حيث يرون فيها طوق النجاة الأخير الذى ينهى قصة آلامهم ومعاناتهم. لذلك فعلينا أن ننتبه لتلك المسببات ونأخذ حذرنا منها، بأن نثق فى الله الذى ينقذ من كل بلية، وأيضًا نثق فى أنفسنا، وأن نسعى بصبر وطموح للنجاح، غير مقارنين أنفسنا بالآخرين، مستخدمين التكنولوجيا الحديثة والسوشيال ميديا الاستخدام الأمثل غير مستخدمين منها، والله الحافظ. هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز |
|