رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سارت مريم في طريق الصليب بخُطوات هادئة من شدَّة التعب، تُغطي وجهها الذابل من الحزن، وكانت تتفرّس في ابنها وهى متوجِّعة القلب ، لقد بلغها سيف الألم كما قال لها سمعان الشيخ يوم ميلاد يسوع: " وَأَنْتِ أَيْضا يَجُوزُ في نَفْسِكِ سَيْفٌ " (لو2: 35)، عَبَرَ الحزن في نفس الأُم الطاهرة على وحيدها، ولم تقدر أن تتقدّم إليه عندما كانوا يستهزئون به، فصرخت في قلبها ولم تفتح فاها لئلا يسمع أحد رعد ألمها. . لقد عجزت الأم أن تُخفف آلام ابنها، فما وصل إليه من الإنكار يؤلمها كما يؤلمه، وما احتمله من عذابات حملته في قلبها! لقد كانت عيناها عالقتين به لا تتحوَّلان عنه ، وعيناه الداميتان لا تتحوَّلان عنها، لم يتكلَّما معاً! ولكن كم من أشياء تخاطب بها قلباهما الحزين في ذلك اللقاء؟! ويبقى السؤال: كيف احتملت الحمامة الوديعة أن ترى ابنها الوحيد متألِّماً؟! لابد أنَّها كانت تعرف أنَّ في عذابه وموته حياة للبشر! |
|