مشكلة النظافة المفرطة لدى القطط
لا تتفاجأ إذا عرفت أن النظافة لدى القطط لها فوائد صحية، فهى تساعد في القضاء على الطفيليات، والحفاظ على معطف القطط ناعم ونظيف، كما أن النظافة من خلال اللعق تعمل على تبريد القطط من خلال تبخر اللعاب، وتنشيط الغدد المتصلة بجذور الشعر التي تفرز المواد للحفاظ على مقاومة الشعر للماء، ومع ذلك، يمكن أن تكون النظافة لدى القطط أيضا لها فوائد نفسية، والقطط تنظف نفسها لتقليل الصراع أو الإحباط أو القلق بشكل مؤقت.
وفي ظل هذه الظروف، يصبح اللعق ما يسمى بسلوك النزوح ويمكن أن يحدث سلوك النزوح عندما يكون الدافع لدى القطط لأداء سلوكين متعارضين أو أكثر في وقت واحد، وغير قادرة على القيام بذلك، وينشأ سلوك ثالث خارج سياق الموقف، على سبيل المثال، أثناء الصراع الإجتماعي، قد تتعارض القطط التي تشعر بالتهديد بين الهروب من المهاجم والقتال، وتصبح القطط في مأزق، وتقرر القطط تنظيف نفسها باللعق بدلا من ذلك، ويبدو أن هذه النظافة تهدأ وتطمئن القطط.
إن النظافة الزائدة، في شكل فرط اللعق أو القضم أو المضغ أو مص المعطف أو الجلد، دون أي سبب طبي تشير عادة إلى الإجهاد والأسباب الشائعة لإجهاد القطط هي الخوف، وقلة التحفيز، والعزلة، وحيوان أليف جديد في الأسرة، والانتقال إلى أسرة جديدة، وقلق الإنفصال، أو في بعض الحالات الفطام المبكر، ويصبح الإفراط في النظافة الشخصية لدى القطط مشكلة عندما ينتج عنها إصابة ذاتية (ترقق الشعر، وإزالة خصلات كاملة من الشعر، والتهابات الجلد)، وهي حالة تسمى ثعلبة نفسية المنشأ، ويتم إجراء هذا التشخيص عندما يتعذر إكتشاف أي حالة طبية.
وفي بعض الحالات، يمكن أن تبدأ النظافة المفرطة استجابة لتهيج الجلد (بسبب البراغيث والحساسية والالتهابات)، ولكن يمكن أن تتصاعد إلى مشكلة سلوكية على الرغم من أن الحالة قد تطهرت، ويعتقد أن سلوكيات النظافة تصبح ذاتية التعزيز عن طريق تقليل القلق، وتصبح إجراءات النظافة متكررة، والتي تسمى الصور النمطية، والتي قد تأتي وتذهب، اعتمادا على مستوى الإجهاد الحالي لدى القطط.