|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعثرت بعض الأشخاص ، وسقطوا في الخطية بسببي ، ثم تبت انا ، اما هم فما يزالون يسقطون . مازالت أري ثمار عثرتي في حياة الناس ، فهل تغفر لي توبتي ؟ إنه سؤال صعب ومؤثر . إنسان تاب ، ولكن الذين أخطأوا بسببه لم يتوبوا ، فهل ما يزال يتحمل مسئولية خطيتهم ؟ هذا السؤال يظهر لنا مقدار طول الخطية وعمقها ومداها الزمني و الشخصي . إنسان ترك الخطية . ولكن خطيئته ما تزال تعمل في غيره ، ويراها امامه في كل حين ، ويتألم بسببها ، ويشعر بمدي مسئوليته عنها ، فهو السبب ، فماذا يفعل ؟ من الجائز ان يبذل كل جهده لكي تتوب هؤلاء الذين اعثرهم . ولكن ماذا أن لم يتوبوا ؟ أنه قد يقدر علي نفسه ، ولكن ماذا يفعل بغيره ؟ لا شك ان مثل هذا الإنسان سيعيش حزيناً ومتالماً لمدة طويلة . لا تفرحه توبته بقدر ما تؤلمه نتائج خطيئته في غيره وبخاصه لو هلك هذا الغير … من الجائز ان توقف امامه عبارة " نفس تؤخذ عوضا عن نفس " ، فيصرخ إلي الله قائلاً " نجني من الدماء يا الله خلاصي "… قد يحاول أن يعمل ما يستطيعه من أجل خلاصهم . ولكن ربما لا يستطيع ، ربما رجوعه إلي الاتصال بهم ، بسبب خطورة عليه ، ومن الصالح له أن يبعد لئلا يهلك هو أيضاً . وربما يكون هؤلاء الذين أعثرهم ، قد أعثروا هم أيضاً كثيرين ، واتسعت الدائرة ، وأصبحت هناك عثرة غير مباشرة إلي جوار العثرة المباشرة … أليس حقاً إننا لا نستطيع ان نحصر مدي خطايانا ومقدار امتدادها …أول نصيحه يمكن ان اتوجه بها إلي صاحب السؤال ، هي أن ينسحق ويتذلل أمام الله مصلياً لأجل هذه النفوس ، لكيما يرسل الله لها معونة لخلاصها . فليخصص لأجلهم أصواماً وقداسات ومطانيات ، وليبك من أجلهم بدموع غزيرة وليتذكر من أجلهم ولو بطريق غير مباشر ، ويوصي بهم مرشدين وآباء اعتراف . أما هو - فمادام قد تاب - سوف لا يهلك بسببهم . ومثالنا في ذلك القديسة مريم القبطية … في حياتها الأولي قيل التوبة ، اعثرت آلافاً وأسقطتهم وربما يكونون قد هلكوا بسببها . اما هي فبتوبتها الصادقة صارت قديسة عظيمة ،وغفرت لها خطاياها الماضية … لاننسي أيضاً أن الذين وقعوا في العثرة ، اشتركت إرادتهم الخاطئة في هذا السقوط ، فليست كل مسؤليتهم علي الذين اعثرهم . يكفي أنهم استجابوا للعثرة ، وقبولها … ولكنه مع ذلك قد يقول لنفسه : حقاً إنهم ضعفاء وسقطوا ، ولكنني أنا قدمت مادة لضعفهم ، ولم ارحم ضعفهم ، وكان واجبي هو ان احميهم وأشددهم لا أن اتسبب في سقوطهم . ربما لولاي ما سقطوا … أنه مثل سائق عربة صدم إنساناً ، وبسبب له عاهة مستديمة ، ثم تاب وغفر الله له . ولكنه يري ضحيته في عاهته يحزن … عن هذا الحزن يساعد ولا شك علي قبول توبته … |
|