رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إزالة مُجسم "مفتاح الحياة" بالأقصر والتأويلات الطائفية المفخخة حالة من الغضب العارم اجتاحت بعض الأوساط القبطية وخاصة بعد ممن يطلقون على أنفسهم مدافعون عن حقوق الأقباط وقطاع كبير من المصريين ، بعد إزالة محافظ الأقصر مُجسم " مفتاح الحياة " من حرم ميدان مرحبا ، والعجيب أن هؤلاء الغاضبون الشائطون وبعض متصنعوا البطولة لم يعتمدوا في هجومهم على إزالة التمثال على حيثيات مقنعة ووجيهة ووطنية كي نصدقهم ، بل اعتمدوا على تأويلات صنعوها في خيالاتهم لا تقل طائفية عن طائفية المتشددين والمتطرفين ، والعجيب أن انبرى بعض رجال الدين الأقباط في الهجوم على إزالة المجسم على اعتبار أنه شبه الصليب دون أن يسألوا عن سبب الإزالة !! كما أن أحد أعضاء مجلس النواب وهو النائب عماد جاد وهو للعلم نائب محترم ومخضرم قد سارع هو الآخر مشاركا بالرأي في تلك الهوجة بإطلاق تأويلات أقل ما يُقال عنها أنها طائفية بإمتياز بعد إزالة المجسم ، حيث شن على صفحته الشخصية على الفيسبوك هجوماً عنيفاً وغير مبرر ــ في رأيي ــ على الإعلامي أحمد موسى مُقدم برنامج "على مسئوليتي " على قناة صدى البلد ، وقال عماد جاد كلاما أنا شخصياً مُحرج أن أقوله ، قبل أن يستقصي هو الآخر عن كافة الحقائق في الموضوع ويتحقق من كل الأوجه في قانونية إزالة المجسم من عدم، ولكي لا أضيف ولا أنقص ولا أؤول كلام عماد جاد يمكنني أن اضع ما كتبه على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك بالنص هنا أمام القاريء وكان ما كتبه كالآتي : { إعلامي من أهل الثقة ، تحدث بالغمز واللمز عن عدم مناسبة وضع تمثال مفتاح الحياة امام متحف الأقصر " متصورا انه صليب او شبيه بالصليب " قائلا ً أن شعب الأقصر له طبيعة خاصة ( يقصد متدين او متشدد ) . كلام عنصري ينضح بالتعصب والتشدد وينبع من جهل شديد ، وهو أمر ليس بغريب على المذيع الذي تكفي مشاهدته كي تنفر منه ومن الإعلام المصري اليوم ، الغريب والعجيب ان محافظ الأقصر استجاب لرغبة المذيع ، وقام خلال ساعات من حديث الإعلامي ، بإزالة مفتاح الحياة ونقله من مكانه. الإستتنتاج : إما هو مذيع نافذ وأحد صناع القرار اليوم ، أو ينفذ تكليف من جهة أمنية معروف انه يعمل لديها منذ دخل مؤسسة الأهرام ، وفي جميع الأحوال نقول الله يكون في عون بلدنا ما بين اعلام جاهل متعصب ومؤسسات مصرية منغلقة ومسئولين يعتنقون فكر مضاد لقيم المواطنة والمساواة ومغرقون في التشدد وموالاة الفكر المنغلق الذي اذا استمر سيقود البلاد الى الخراب ، انظروا حولكم وتأملوا مطالب الشعوب وتطلعاتها ، افهموا ما يجرى وما يمكن ان يجرى على اراضينا فتنتهي مصر التي نعرفها ، مصر المصرية ، مصر دولة القانون والمواطنة . أصوات الجهل وسيطرة الأمن على المجال العام وتشدد بعض المسئولين سيدفعنا نحو الهاوية . } . إلى هنا انتهى البوست الذي كتبه الدكتور عماد جاد ومع احترامي الكامل له ولدوره ولتأييدي الكامل على بعض عبارات فيه ترفض الطائفية والتشدد والتعصب ، إلا إنني لم أجد في معظم كلامه سوى محاكمة لنوايا الإعلامي أحمد موسى الذي طالب المحافظ بنقل المجسم ، حيث وضع النائب كلاما على لسان أحمد موسى لم يقله أساسا ولم يلمح به مع أن الله وحده سبحانه هو الذي يحاكم النوايا والمفترض في النائب أن يحاسب وينتقد ويدين وقائع حقيقية وليست نوايا، كما أنه نقل على لسان احمد موسى اتهام لشعب محافظة الأقصر بالتشدد ، وهو ما لم يحدث في الحلقة أيضا ً، وهو إتهام به تعميم إفتراضي مرفوض ، بل ووصل الأمر إلى الغمز واللمز من قبل النائب على جهة أمنية لم يذكر أسمها ، وكان يجب عليه أن يذكر اسمها انطلاقا من مبدأ الشفافية حتى لو ثبت أن إزالة التمثال بإيعاز منها يمكن محاسبتها ، كما أن مؤسسة الأمن أو أي مؤسسة أمنية في مصر شرف لأي إنسان أن يكون تابعا لها ، والإنتماء أو التبعية لجهة أمنية مصرية ليست سُبة أو عار أو شبهة بل شرف ، فهي ليست الموساد أو وكالة الإستخبارات الأمريكية cia يعني ! ، كما أن أحمد موسى ــ وهو إعلامي مخضرم له ما له وعليه ما عليه ، وكأي بشر ليس معصوما من الأخطاء ــ وإحقاقا للحق لم يذكر " الصليب " أو " شبه الصليب " نهائياً عند مطالبته لمحافظ الأقصر بإزالة المجسم لا غمزاً ولا لمزاً ولا تلميحاً في حلقته ، بل أكد على أن وجود هذا المجسم في حرم المعبد الأثري ضد الهوية السياحية للمحافظة ، وأنه تقليد ، ولو كان ضد وجود المجسم لأنه ضد الصليب أو على شبه الصليب ما كان طالب بنقله في مكان آخر أوسع وعلى نفقته الخاصة بعد أن تستوفى في المكان الجديد الشروط القانونية ، كما أن محافظ الأقصر وكل القائمين على العمل والجهات الرسمية معظمهم بل كلهم مسلمون ولو كانوا متشددون طائفيون ما كانوا شاركوا ووافقوا على إقامة المجسم في حرم المعبد الأثري من البداية أصلاً ، والأهم من ذلك كله لو كانت الدولة بقيادتها تنتهج الطائفية والتعصب والتشدد ما كنا رأينا وجود لوجو أو أو تمثال لمفتاح الحياة الفرعوني في فعاليات وطنية ومنتديات دولية مصرية مثل مشروع قناة السويس أو منتدى الشباب العالمي وغيره وغيره من الفعاليات الهامة ، وفي رأيي الشخصي أن وجود المجسم في حرم المعبد يُعد بمثابة إهدار جسيم لهيبة ومكانة وقيمة وهوية المنطقة الأثرية ورونقها ، واعتداء سافر على حرمتها يؤثمه القانون وخاصة قانون الأثار الذي يُجرم هذا العمل تجريما لا لبس فيه ، ناهيك عن غياب المنطق في وضع المجسم في هذا المكان ، وفي رأيي وضع تمثال مُقلد أو تقليد لمجسم فرعوني في مكان أثري مصري أصيل أشبه ببائع هاوي بلا خبرة فتح محلا لبيع الذهب الفالصو في سوق الذهب النقي الخالص ، وكان على محافظ الأقصر من البداية أن يتدارك هذا الخطأ الجسيم بالتشاور مع كافة الجهات المسئولة والإستعلام من الجهات المعنية عن قانونية ومشروعية هذا العمل توفيرا للوقت والجهد وعدم إهدار المال العام ، والحق يُقال إنني من خلال معرفتي و متابعتي لبرنامج " على مسئوليتي " للإعلامي أحمد موسى لم ألحظ في برنامجه يوما ً شُبهة طائفية على الإطلاق ، فالرجل كان دائما مدافعاً شرساً عن المواطنة الكاملة لأقباط مصرولم يوجد في قاموسه " مسلم ومسيحي " ، وتصدى بلا هوادة لكل الحوادث الإرهابية والطائفية التي استهدفت الأقباط ومنازلهم وكنائسهم من قِبل متطرفين أو من قبل جماعات إرهابية وطالب بمحاسبتهم حسابا عسيرا وبالقانون ، ولقد تواصلت شخصيا مع الإعلامي أحمد موسى بعد هذه الهوجة وأكد لي أنه من أشد المدافعين عن المواطنة والأقباط والكنيسة والهوية المصرية وأنه لم يمانع أبدا ً في وجود تماثيل أو مجسمات سواء فرعونية أو قبطية في كل ميادين مصر ولكن في إطار القانون وعدم التعدي على حرمة المناطق الأثرية ، كما أن زمن تصفية الحسابات واقحام الخلافات الشخصية بالتصيد والتأويل بشكل طائفي أمر جد خطير سيدفع ثمنه الجميع بلا استثناء ، ، وفي النهاية أود أن أقول إن كان محافظ الأقصر والمؤسسات الوطنية بحق جادون في دعم الهوية الفرعونية المصرية فعليهم وبنفس سرعة إزالة التمثال أو المجسم أن يضعوه في مكان آخر مهم وأوسع في المحافظة تنطبق عليه الشروط القانونية. حفظ الله مصر وشعبها ووحدتها مصدر الخبر: بلدنا اليوم |
|