رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
✝ في طريق الصليب صارت مريم تُغطي وجهها الذابل من الحزن ، وتتفرس في ابنها وهى متوجّعة القلب. ✝ لقد بلغها رمح الألم " وَأَنْتِ أَيْضا ًيَجُوزُ في نَفْسِكِ سَيْفٌ " (لو2: 35)، عبر الحزن في نفسها فصرخت في قلبها ولم تفتح فاها لئلا يسمع أحد رعد ألمها. ✝ عجزت الأم أن تُخفف آلام ابنها، فما وصل إليه من الإنكار يؤلمها كما يؤلمه، وما احتمله من عذابات حملته هى في قلبها! ✝ لقد كانت عيناها عالقتين به لا تتحوَّلان عنه، فبكت على قسوة أشرار ماتت الرحمة وجف الحنان من قلوبهم. ✝ لم يتكلمان معاً ولكن كم من أشياء تخاطب بها قلباهما الحزين في ذلك اللقاء؟! فكيف احتملت الحمامة الوديعة أن ترى ابنها الوحيد ينزف الحياة؟ لابد أنَّها كانت تعرف أن في عذابه وموته حياة لها ولنا! ✝ كان بينها وبين صالبيه، بين قلبها وقلبهم أودية عميقة، أو قل صحراء واسعة من الحزن والألم، لكنّها لم تخشى ظلام الأشرار لأنَّها كانت تؤمن أنَّ الليل وأشباحه لن تطول إقامتهما معها لأنَّ صباح القيامة قريب. ✝ ولهذا مشت مريم وراء ابنها برأس مرتفع، وعندما وصل الجمع إلى الجلجثة ورفعوا يسوع على الصليب، لم يكن وجهها حزيناً بل كان أشبه بمنظر الأرض المثمرة، التي تلد أولادها بغير انقطاع وتقبرهم بلا ملل، طالما أنَّ في موتهم حياة لآخرين، فمريم التي كانت في ربيع حياتها ترأت لي شيخة طاعنة في السن، لأنني رأيت حصاداً في أزهارها وأثماراً يانعة في ربيعها! |
|