رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دع الله يصنع بك ما يريد، فإنه عالمٌ بما يوافقك. أنت تفكر كإنسان، وكثيراً ما تحكم في الأُمور، بحسب ما يسول لك الميل البشري. إن عنايته بك، لأعظم من كل اهتمامٍ يمكنك أن تبديه لنفسك. ومن لا يلقِ عليه كلَّ همّه، فهو على شفا سقوطٍ هائل. حسبُنا أن تبقى إرادتنا مستقيمةً وموطدةً فيه، وليصنع بنا ما هو حسنٌ في عينيه. لأن كل ما يصنعه معنا، لا يمكن إلاَّ أن يكون خيراً. فإن شئتَ يا ربُّ أن أكونَ في الظلام، فكن مباركاً، وإن شئتَ أن أكونَ في النور، فكن أيضاً مباركاً! إن تنازلتَ وعزّيتني، فكن مباركاً، وإن شئتَ أن أُعاني الضيق، فكن أيضاً على الدوام مباركاً! هذا ما يجب أن يكون موقفك، إن ابتغيت أن تسلك مع الله. عليك أن تستعد للألم استعدادك للفرح، وأن ترضى بالفقر والفاقة، رضاك بالسِعة والغنى. وبنفسٍ طيبة، احتمل من أجل محبته كل ما ينزل بك. إقبل من يده، الحلو والمُرّ، ما يُفرِح وما يُحزِن، واشكره على كل ما يحدث لك. واطلب منه أن يحفظك من كل خطيئة، فلا تخاف لا الموت ولا الجحيم. مصلياً هكذا: حسبي أن لا "تقصيني إلى الأبد" (مز76: 8)، "ولا تمحوني من سِفر الحياة" (رؤيا 20: 10)، ومهما حلَّ بي من ضيقٍ بعد ذلك، فلن يضرّني..!! |
|