طارد العربية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة

[Mary Naeem]

طارد العربية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة



المكان والزمان مخيمان بالحزن، المكان من أمام معهد الأورام، والزمان عقارب الساعة تتخطى الحادية عشر بقليل، وفجأة ودون سابق إنذار هز المنطقة صوت انفجار.
الجميع يطل في ترقب وحذر فإذ بهم يفاجئون بمشاهد مآساوية، أشلاء مبعثرة ودماء على الأراضي ملطخة وبكاءٌ وعويلٌ من الأهالي.


من بين الضحايا، شهيدٌ أربعيني خرج من بيته متجهًا إلى عمله بمعهد الأورام، لجلب لقمة العيش لأطفاله الثلاثة حتى يدخل عليهم السرور مع اقتراب العيد، إلا أن القدر كتب له رأي آخر، فعاد ملفوف في كفنه، إلا أنه ترك لهم مجدًا سيظل باقٍ معهم طوال الدهر.
بينما كان محمود عبد الظاهر، رجل أمن في معهد الأورام، في عمله “النبطشية”، فوجئ بسيارة قادمة في الاتجاه المعاكس لها، فطارد هذه السيارة، “إنتم رايحين فين؟! وجري وراها”، حسبما يروي أحمد بن اخته.
“شوفت الشمس بالليل” طفلة تروي معركتها مع السرطان والإرهاب في معهد الأورام (فيديو وصور)
وحينما رأى مستقل العربية رجل الأمن، لم يصغى إلى حديثه واستمر في طريقه مما جعله يفر خلفه، فإذ به يفجر السيارة ليتحول محمود الذي في العقد الرابع من عمره إلى أشلاء، تاركًا خلفه 3 أطفال في عمر الزهور.
ونشب حريق هائل أمام معهد الأورام على كورنيش المنيل، فى ساعة متأخرة من مساء اليوم الأحد، وتبين فيما بعد أنه حدث نتيجة أصطدام سيارة مفخخة انفجرت في السيارات المجاورة.
ننشر القائمة الأولى بأسماء شهداء ومصابي انفجار معهد الأورام الإرهابي
أصدرت وزارة الداخلية بياناً منذ قليل، وضحت فيه حادث انفجار معهد الأورام بمنطقة المنيل، مؤكدة أنه في إطار فحص حادث انفجار إحدى السيارات بمنطقة القصر العيني أمام “معهد الأورام” والذي تبين من الفحص المبدئي أنه نتيجة تصادم إحدى السيارات الملاكي بثلاث سيارات وذلك أثناء محاولة سيرها عكس الاتجاه.
وأضاف البيان، أنه على الفور انتقلت الأجهزة المعنية، وقامت بإجراءات الفحص والتحري وجمع المعلومات حيث توصلت لتحديد السيارة المتسببة في الحادث وتحديد خط سيرها، حيث تبين أنها إحدى السيارات المبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر، كما أشار الفحص الفني أن السيارة كان بداخلها كمية من المتفجرات أدى حدوث التصادم إلى انفجارها.

نقلا عن القاهره 24