رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
هو الرجل مبقاش رأس المرأة ولا ايه ؟؟!! كانت السادسة مساء حين دق جرس الباب ليعلن وصول أبونا هدرا في أول زيارة لمرثا وريمون.. كان الاثنان في انتظار الزيارة منذ فترة اذ أنهما تربيا سوياً على يد أبونا هدرا وهذه أول زيارة لأبونا بعد شهرين من الزواج في بيتهما الجديد.. وابتدأ ريمون بالكلام " أبونا احنا لازم نعمل دورات للخدام.. محدش فيهم عارف حاجة في الانجيل.. يعني عندك مرثا مثلاً.. أمينة خدمة ولا تعرف حاجة خالص في الانجيل.. كل حاجة أقولها عليها تقول لي ازاي تأخد القرار لوحدك وتبقى عاوزة تتدخل في كل قرار آخده.. بذمتك يا أبونا هو مش الانجيل قال.." قاطعته مرثا " بلاش كل حاجة تقول الانجيل.. ربنا أدانا عقل وأنا زيي زيك ولازم نفكر سوا مش أنت اللي تأخذ القرارات " ضحك ريمون و قال " يا بنتي الانجيل بيقول " الرجل رأس المرأة " اعترضي على كلام ربنا بقى !! " " أكيد فيه حاجة تانية وفيه مليون آية بتقول ان البنت زي الولد عند المسيح " فقام ريمون بسرعة وأحضر الانجيل ليفتحه على الآية فوراً اذ كان يضع عندها علامة خاصة كبيرة.. و ابتسم أبونا هدرا حين وجد تحت الآية عدة خطوط بألوان مختلفة حتى انها محت الآيات المجاورة لتبدو كأنها الآية الوحيدة في الصفحة.. ثم ابتسم ريمون اذ اطمأن ان الآية لسه موجودة وقال لأبونا " ما تقول حاجة يا أبونا هو الرجل مبقاش رأس المرأة في الزمن ده ولا ايه ؟؟!! " فضحك أبونا هدرا وقال له " أنا لو منك.. أحاول أخبي اﻵية دي من الانجيل خالص.. أو أشيل الاصحاح كله وعمري ما أخلي مراتي تقرأه " ريمون مندهشاً " ليه بس.. ده فيه كل المصلحة " أخذ أبونا هدرا الانجيل من ريمون وقرأ " لأن الرجل هو رأس المراة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد (أف 5 : 23).. ثم أغلق الانجيل وقال " أنت طبعاً فرحان ان الرجل رأس المرأة.. لكن عمرك ما كملت الآية لتفهم يعني ايه " كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد ".. عاوز تبقى رأس المرأة .. تعال شوف مسيحك ازاي بقى رأس الكنيسة.. ازاي اتعرى على الصليب علشان هي تبقى متزينة بالبر.. ازاي عطش في الجبال علشان يغني كنيسته بجسده ودمه.. ازاي كأن يأخذ رأيها في كل حاجة زي ما كان يسأل فيلبس قبل اشباع الجموع يعمل ايه ويديله المشورة ويشجعه على التنفيذ.. ازاي كان بيصلي ليالي كل الأيام في الجبال للآب علشان خاطر (عروسة ) كنيسته تبقى واحد فيه ومعاه.. ازاي لما كنيسته ( متمثلة في أمنا العذراء ) في عرس قانا الجليل طلبت رأي وهو مش موافق تنازل عن رأيه تماماً ونفذ رأيها طالما لا يوجد به خطأ .. ازاي وضع نفسه للألم مكان كنيسته و فدية عنهم.. ولما كان في البستان طلب ان كنيسته ( التلاميذ ) يمشوا من البستان ويقبضوا عليه هو بس.. ازاي لما كنيسته مقدرتش تشيل معاه حمله الثقيل بسبب ضعفها وأنكرته مع بطرس أخذها في حضنه تاني وسامحها وحسسها انها أحلى حد في الدنيا.. ازاي كان بيثق فيها انه سلم الكنيسة مسئولية خلاص العالم وصعد للسماء ومعندوش أي خطة احتياطية غير انه يعتمد على كنيسته الصغيرة انها تغير العالم.. وعروسته كانت قد المسئولية.. ازاي انه عمره ما تسلط عليها ولا أجبرها حتى على قرار واحد من باب انه رأسها.. بل حتى قرار انها تتركه (مثل الابن الضال ) تركه لها و ظل في الانتظار.. ازاي كان بينفرد بكنيسته كل يوم بعيد عن العالم على الجبال أو في البحر ويقضي وقت معاها خاص يتكلموا بس فيه سوا ويناقشوا ويسألوا كل حاجة.. ازاي اهتم بيها في أقصى لحظات ألمه وهو على الصليب انها لا تكون محتاجة لشئ.. ابتسم أبونا هدرا حينما رأى ريمون تسللت دموعه وقبل يد زوجته كانما يعتذر لها عما سبق.. فأعطاه أبونا الانجيل قائلاً " مسيحك عمره ما تسلط.. عمره ما انفرد بقراراته.. المسيح ترأس علينا بالصليب.. الأصل في الرئاسة هو أبوة.. من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن خادما للكل.. عمره ما اعتد برأيه بل كان يضع رأي كنيسته قبله أنت محتاج تقرأ كل ده علشان تفهم يعني ايه مسيح و كنيسة قبل ما تطلب انك تبقى راس الكنيسة.. و اوعى تطلب تكون رأس.. قبل ما تبقى الأول زي المسيح " |
|