رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من هم الساجدون الحقيقيون؟ فلنقدِّم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح، أي ثمر شفاهٍ معترفةٍ باسمه ( عب 13: 15 ) لا شك أن التسبيح للرب ذبيحة، وأن كلمات الشكر والحمد لله هي أيضًا ذبيحة. لكن علينا أن ننتبه لأمر في غاية الأهمية في عبرانيين13: 15، ألا وهو: «كل حينٍ». فالرسول لم يقصر التسبيح على ساعة الاجتماع لأنه يقول: «كل حينٍ» وليس ”متى اجتمعتم“. لكن يبقى الخطر الأكبر ألا وهو اختزال السجود والعبادة، بكل اتساع وعمق معانيها، إلى مجرد ساعة من الشكر والتسبيح، وتجاهل بقية الذبائح الروحية التي ذكرها العهد الجديد، والتي إذا انفصل عنها التسبيح صار تسبيحًا بلا معنى ولا قيمة. فطبقًا لمعاني الكلمات الكتابية، نرى أن السجود الحقيقي هو حالة من الاحترام والخشوع تملأ كيان الساجد من نحو إلهه نتيجة إعلان الله ذاته لهذا الساجد. ونرى أن العبادة والتي تعني تقديم التقدمات أو الذبائح، ومنها بلا شك ذبيحة التسبيح، تأتي بعد ذلك كتعبير عن هذه الحالة. لذلك لا انفصال البتة بين السجود والعبادة! «للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد». والسجود = التقوى (قارن مت4: 10؛ تث6: 13). والعبادة = تقديم الذبائح ( عب 13: 15 ). فلا انفصال بين التقوى وتقديم الذبائح. فما قيمة تقديم تسابيح كثيرة للرب (عبادة) دون توفر قلب مملوء بالخشوع والاحترام للرب (سجود)؟ أ ليس هذا الانفصال هو الذي أوجد اليوم جماعات كثيرة كل ما تفعله داخل جدران أماكن الاجتماعات هو الوقوف لساعة أو أكثر يتمايلون طربًا بتسابيح كثيرة على أنغام كل أنواع الطَرَب والموسيقى، بينما حياة التقوى والقداسة والأمانة العملية في الحياة غائبة، بل والشهوات الجسدية والعالمية غير محكومة بالمرة! ومع هذا هم يسمُّون ما فعلوه في تلك الساعة سجودًا وعبادة!! إن السجود الحقيقي هو حالة قلب خاشع قبل أن يكون كلمات شفاه جميلة وألحان ونغمات رخيمة. أ لم يوبخ الرب قديمًا شعبه عندما فصلوا بين القلب الخاشع والتسبيح فقال لهم: «أُبعد عني ضجة أغانيك، ونغمة ربابك لا أسمع» ( عا 5: 23 )؟ لقد اعتبر الرب تسابيحهم مجرد ضجة أغاني، لأنه كان يريد خشوع القلب أمام وصاياه، قبل ترديد الألسنة لسجاياه. وإن غاب هذا الجوهر الحقيقي للسجود، والذي هو خشية الرب وتقواه، أصبحت المسألة تمثيلية عبادة وليست عبادة. |
|