|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ومَنْ سَقَى كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ أَحَدَ هؤُلاءِ الصِّغَارِ… لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ إنجيل القدّيس متّى ١٠ / ٤٠ – ٤٢ قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «مَنْ يَقْبَلُكُم يَقْبَلُنِي، ومَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ مَنْ أَرْسَلَني.منْ يَقْبَلُ نَبِيًّا لأَنَّهُ نَبِيٌّ يَنَالُ أَجْرَ نَبِيّ. ومَنْ يَقْبَلُ صِدِّيقًا لأَنَّهُ صِدِّيقٌ يَنَالُ أَجْرَ صِدِّيق.ومَنْ سَقَى كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ أَحَدَ هؤُلاءِ الصِّغَارِ لأَنَّهُ تِلْمِيذ، فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ».ولَمَّا أَتَمَّ يَسُوعُ وصَايَاهُ لِتَلامِيذِهِ الٱثْنَي عَشَر، ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ لِيُعَلِّمَ ويَكْرِزَ في مُدُنِ اليَهُود. التأمل: ومَنْ سَقَى كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ أَحَدَ هؤُلاءِ الصِّغَارِ… لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ» كلنا يندهش أمام الإنجازات الكبيرة والأعمال الانسانية التي يقوم بها أشخاص متفوقون ومقتدرون.. ونشعر بالعجز عن القيام بمثلها لانه لا قدرة لنا عليها. فنرضخ ونستسلم وندخل في نفق الموت بإرادتنا. التحليق في سماء الروح ليس حكراً على بعض المتصوفين، الزهاد، الذين يعيشون حياة صعبة أقرب الى الخيال.. التحليق في سماء الروح هو قرار داخلي يستطيع كل إنسان أن يأخذه بحرية شرط تنفيذه باسم يسوع. أي لمجد يسوع . كثيرون يريدون ويقررون السير على خطى الرب ولكن الكثير منهم أيضاً يتراجعون عن المضي قدماً ظنا منهم أن الالتزام مستحيل!! لكن الرب لم يطلب من المؤمن العمل فوق قدرته، بل تقديم كأس ماء بارد بحب لأحد العطاش. نعم هذا هو المطلوب العمل البسيط، الصغير، غير المكلف، غير المتعب، العادي جداً جداً جداً… اذا نظرنا الى عظماء الروح، وتأملنا في حياتهم العادية، سنكتشف أن أعمالهم وإنجازاتهم بسيطة يستطيع كل إنسان القيام بها.. القديسة تريزيا الطفل يسوع حلّقت في سماء الروح وهي “تمسح” وتنظف بلاط الدير يومياً.. القديس شربل كان عاملاً بسيطاً في كروم العنب في دير مار مارون عنايا.. وهناك ملايين الشهادات الحية التي تؤكد أن القداسة طريق سهلٌ وبسيط وهو متاحٌ للجميع وليس لنخبة معينة من الموهوبين والمحظوظين روحياً.. طريق القداسة يلزمها أمرين: القرار الحر والالتزام الصادق.. لأن الكثير يتكلم والقليل يعمل!!! في إحدى الجامعات سأل الدكتور طلاّبه “إذا كان هناك ثلاث عصافير على الشجرة وقرّر اثنان منها الطيران، فكم بقي على الشجرة؟” فأجاب الجميع “واحد”، وفجأة اختلف معهم أحد الطلاّب وقال “الذي بقي ثلاث عصافير”، فكان الإنبهار ! فسأله الدكتور “كيف ذلك؟” فقال “لقد قلت “قرّر اثنان منها الطيران” ولم تقل “طار اثنان منها” واتخاذ القرار لا يعني تنفيذه، وكانت هذه الإجابة الصحيحة بالفعل! |
|