أيها الفخارى الأعظم

[شيرى2]

أيها الفخارى الأعظم

" أما أستطيع أن اصنع بكم انتم كهذا الفخارى... هوذا كالطين بيد الفخارى أنتم هكذا بين يدىّ " ( إر 6:18 )


أيها الفخارى

أيها الفخارى الأعظم

أعلم أنى " تراب و رماد " ( تك 27:18 )

و أعلم أيضا أنك ينبوع الحياة... نبع العطاء

أدعوك لتسكب علي بضع قطرات من نعمتك الغنية ( 2 تى 1:2 )

و تحولنى لطينة على مائدتك

ألست أنت المقيم المسكين من التراب ؟
( صم 8:2 )

فها أنا كالجبلة بين يداك... فشكلنى من جديد كيفما يحلو لك

مكتوب " بل من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله . ألعل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا " ( رو رو 20:9 )

لكن... كابن له دالة عند أبيه , سأطلب منك بضع طلبات و أنت تشكلنى

لأنى أرى أنها لن تعارض مشيئتك

أريد يا ربى قلبا من لحم عوضا عن قلبى الأجوف
( حزقيال 26:36 )

قلبا يكون لك فيه الحيز الأعظم... بل قلب لا يكون لك فيه شريك

قلبا يعرف كيف يفرح مع الفرحين و يبكى مع الباكين
( رو 12:15 )

قلبا يخفق مع أنين المتألمين

قلبا مختون لك... فأعرف كيف أحبك من كل قلبى و من كل نفسى
( تث 6:30 )

و أمنحنى " روحا جديدا " ( حز 19:11 )

فأحظى بشركة حقيقية مع الروح القدس

يشفع في بأناته و يصلى لأجلى و من خلالى ( رو 26:8 )

و يسكب فى قلبى محبتك ( رو 5:5 ) حتى أصل إلى الاتحاد الكامل بك ياربى

و ضع لى عينان جديدتان

عينان أرى بهما الكون من خلالك

عينان لا تعرفا اشتهاء ما للغير ولا تنظران القذى الذى فى عين أخى

عينان طاهرتان , تنفرا من كل ماهو دنس

عينان أرى بهما كم أنا رُحِمت... حتى استطيع أن أرحم الآخرين

عينان ناظرتان دوما إليك... كما هى عيون العبيد إلى أيدى مواليهم

وضع لى فيهما يا رب ينابيع دموع كثيرة... لأسكبها عند قدميك فى صلاتى


و أصنع لى أذنان أميز بهما ك و قرعك على بابى

أذنان لا تلتفتا إلى نداء الشيطان و إلحاحه علي

أذنان باحثتان دوما عن الرجاء


و ضع لى فم من صنع يداك... و ضع حافظا لشفتى

فم يُفتح ليبارك

يفم ُفتح ليشجع صغار النفوس و ليعضد الضعفاء الذين أولهم أنا
( تس 14:5 )

أيها الفخارى الأعظم

هل لى أن اطلب منك أيضا أن تثقل ركبتاى

و ان تعطى لظهرى انحناء

فيكون جسدى دوما فى التراب ... فترتفع روحى إليك


و اطلب أيضا أن تقوى يداى

فتكونا مرفوعتان دوما نحوك

تدعوك ... تشكرك ... و تسبحك

يدان مرفوعتان لا للصلاة لنفسى

و لكن لتلمسا حضورك فى حياتى

منقول