أنا من أنا إذا عشت بينكم أنكركم، أحادثكم وأكرهكم، أعاهدكم ولا أوفي العهد يا لي من ماكر خبيث ولكنني لست كذلك. إنها صورة العذاب والشر في العالم يتجلى في أساطين الهلاك، إنما أنا ذلك المعذب في الأعماق، هذا الغريب الذي لا يعود إلي أي منكم، غريب عنكم وفيكم، سينكرني الجميع وتظل الحقيقة هي من تعترف بي بينما أنتم تنفوني من الوجود، وإن التف حبل المشانق حول عنقي .. فضميري فيكم سيؤنبكم في أحلامكم،
في ركضكم علي شهواتكم، وتبقي أنا .. صورتي التي تؤلم أحشاءكم عندما تذكرون ماذا فعلتم بي . ولكن هل هذه سعادة !
# من رواية / آدم الأخير
تأليف : محمود درويش